اتهم السيد العبادي من حيث يعلم ولا يعلم عشرات الصحفيين الابطال الذين ضحوا بانفسهم ورزقهم من اجل كشف ملفات الفساد وراحو ضحية ايمانهم بقدرتهم على الاصلاح والتغيير بانهم هم من يروجون للفساد والفاسدين واعتبرهم من ادوات الفساد واشاعته واقتبس (ان اكثر من ينشرون المعلومات عن الفساد هم فاسدون ) ولا شك بان للفساد واجهات اعلامية تحاول تلميع صورهم وسيرهم العفنة ولكن ان يتجرأ رئيس السلطة التنفيذية على اتهامنا بالفساد لمجرد اننا نكشف تفاصيل هدر وسرقة المال العام من قبل السياسيين واتباعهم فهي الطامة الكبرى التي فاتت على الزملاء في مهنة المتاعب حين قال (في الفساد الامور غير واضحة مثل الارهاب بل الفاسدين يتظاهرون بالاصلاح ويتهمون النزيهين بالفساد لتغطية فسادهم هم ) ولنفترض جدلا بان الصحفييون مسؤولون عن الفساد في العراق الا يجدر بالسيد الرئيس العبادي المحترم ان يحاسبهم ويكشف كل القضايا وان يتحقق من معلوماتهم كي يصل للفاعل الحقيقي في ملفات الفساد الكبرى اما هذا او ان السيد العبادي ضره كثيرا ملاحقة الكثير من وسائل الاعلام لقضايا الفساد التي تطال شخصيات نافذة ومقربة من الحكومة او الكتل السياسية التي تشترك في نهب خيرات البلد وبدون استثناء لذلك قام بارسال رسالة مهمة للفاسدين باني حرب لمن حاربكم وسلم لمن سالمكم فاذا كان ماقيل ويقال في الصحافة ووسائل الاعلام من تورط تلك الشخصيات المعروفة بالفساد والهدر فاين ذهبت مليارات الدولارات في عهد حكومتين سابقتين ومجلس حكم انتقالي واين ذهبت اموال الموازنات الانفجارية ؟ هل تبخرت خوما تبخرت ام انها محفوظة لدى اخوتنا المسؤولين في بنوك خارجية لان طبيعة العراقي مبذرة ولايستطيع ادارة ماله
ان التصور الذي ادهشني في كلمة العبادي تلك الاشارات المبهمة عن الفساد ودوره في ديمومة الارهاب ومن جهة اخرى يرفض الاعتراف بوجود فاسدين الا الصحفيين ووسائل اعلام معينة حاولت كشف الفاسدين واستدرك بالقول ان الصحافة اتهمت زورا شخصيات لم يسمها بالفساد وهي في قمة النزاهة وهنا اسال السيد العبادي متحديا ان يسمي شخصية واحدة على مدى اثني عشرا عاما اتهمت بالفساد من قبل وسائل الاعلام ولم يثبت تورطها بالفساد الا اذا كان يقصد نفسه شخصيا حينما اتهم سيادته بقبض عمولات على عقد شركتي زين للاتصالات واسيا سيل ابان تسلمه وزارة الاتصالات واغلقت القضية بحكم العفو الصادر عام 2006 بحق كل المتورطين بقضايا الفساد انذاك ولاشك ان السيد العبادي شخصية متزنة وواقعية والعراقيون يعولون على ثقافته وكفاءته في ادارة مقدرات البلد لكنه حينما يصل الى حيتان الفساد يتردد ويحاول التملص من ضغوطات المرجعية الرشيده والاعلام الحر ليحارب تلك الحيتان التي وعد بملاحقتهم منذ اول يوم له في السلطة ولكن الذي حصل هو استمرار هم بالسيطرة وتمتعهم بالقوة المطلقة في تجنب الملاحقة او مجرد الاشتباه مع وجود الاف الدلائل والوثائق التي تدينهم كل هذا من اجل التنافق الوطني والمصلحة العليا للوطن ( الفاسدون هم الوطن) وهنا اقول ان بعض الواجهات الاعلامية هي مسيسة بابعاد طائفية وحزبية وبهدف تدمير العراق ولكن لايصح التعميم خصوصا في كشف الفساد ومتعاطيه لاسيما وان حق الوصول الى المعلومة المفترض تمتعنا به كصحفيين هو مجرد حبر على ورق وبالمحصلة نحن لانطلب شيئا خارقا بل مجرد التحقيق في ادعاءاتنا على السادة المسؤولين ( الشرفاء) لغرض تنقيه اثوابهم البيضاء من سواداتنا وشيطنتا وتخاريفنا واتهاماتنا بحق اولئك السادة الاجلاء المحصنون الصائمون المصلون الركع السجود وسنعترف لهم بفضل السبق في الجنة اما الدنيا فلانريد سوى احقاق الحق والبحث عن سارقي وناهبي المال العام واقصد (فقراء الشعب) فلم يبق من نتهمه على قول السيد رئيس الوزراء المحترم الا الفقراء او نترك مهنة الصحافة ونشتغل معهم بالسرقة.