26 نوفمبر، 2024 12:32 م
Search
Close this search box.

تهميش أَمْ تهويش؟!!

تهميش أَمْ تهويش؟!!

الهمشة: الكلام والحركة.

وهمش الجراد : تحرك ليثور.

الهَمْش : العض , وقيل هو سرعة الأكل.

والهَمَش والهَمْش : كثرة الكلام والخطل في غير صواب.

الهَمِش : السريع العمل بأصابعه.

الهامش : حاشية الكتاب

المهامشة : المعالجة

تهامشوا : دخل بعضهم في بعض وتحركوا.

هاشت الإبل هوشا : نفرت في الغارة فتبددت وتفرقت

الهوشة : الفتنة والهياج والإضطراب والهَرَج والإختلاط

الهَوشة : الفساد

وهاش القوم وهَوِشوا هوشا وتَهوّشوا : وقعوا في الفساد.

تهوشوا عليه : إجتمعوا.

الهَوْش والبَوْش : كثرة الناس والدواب , ويقال: دخلنا السوق وما كِدنا نخرج من هوشها وبوشها.

هوشات الليل : حوادثه ومكروهه.

وهكذا فالتهميش يعني منع القيام بالدور أو كما نسميه الإقصاء , وهو نوع من القهر والحرمان والظلم.

والتهويش يعني إذكاء الفتنة والفساد.

فمنذ ألفين وثلاثة يتم تداول مصطلحات غرائبية تدميرية , تهدف لإدامة التفاعلات السلبية القاسية ما بين أبناء المجتمع الواحد , وما كانت لها قيمة وفعالية في الحياة على جميع المستويات سابقا , لكنها ظهرت بغتة , وتسلطت الأضواء عليها ودخلت في ما يسمى بالعملية السياسية أو الديمقراطية , التي ما رأينا منها شيئا واحدا متعارفا عليه في الدول الديمقراطية التي صدّرتها إلينا , وإنما تم إستيراد الشرور المعبأة بصناديق مكتوب عليها الديمقراطية.

ومن هذه المصطلحات “التهميش” التي صدّحت في آفاق وسائل الإعلام والخطابات السياسية , وتداولتها أقلام وأقلام , ومضت المحاولات لترسيخها في الأذهان , وتأكيدها في الوعي الجمعي وتسريبها إلى دياجير اللاوعي , لكي تنعكس أوتوماتيكيا في السلوك اليومي للناس.

ووفقا لهذا المصطلح يتم نزع الصفة الوطنية وتأكيد الطائفية , والإمعان بها وتضخيم دورها وأثرها في الحياة , وتعزيز ذلك بالدم والدمار والخراب , وتأجيج المشاعر السلبية في أرجاء المجتمع , أي أنها تسعى لسلخ البشر من جلده الحقيقي , ودفعه لإرتداء ما لا يليق به وبعصره ووطنه وقيمه وأخلاقه من أزياء وألوان , وتوصيفات تساهم بتسويغ القضاء عليه أو قهره.

فالتهميش يسعى إلى كل ذلك , وفي واقع الأمر إنه دعوة إفترائية كاذبة , لا تساندها الأرقام والحقائق في جميع العصور وفترات الحكم , التي مرت بها البلاد منذ تأسيس دولتها.

والحقيقة أن الذي تهمّشَ هو الوطن والإنسان!!

فالأرقام تؤكد قطعا أن أبناء البلاد جميعا قد شاركوا بمسيرته منذ العقد الثالث من القرن العشرين وحتى اليوم , ولا يوجد ما يسمى بالتهميش أو الإقصاء في جميع الفترات , إلا في العشرة سنوات الماضية التي إنتشرت فيها المفردة , بكل ما يرتبط بها من مواقف وسلوكيات ومعتقدات وقراءات , فأوجدت الحالة التي يئن منها الوطن اليوم , وينزف ثرواته وعقوله وأبنائه وبناءه وتأريخه وتراثه , وما يميزه ويتصف به من العلامات الحضارية الفارقة.

وتم إيهام الناس بأنهم قد دخلوا في دائرة مفرغة من التفاعلات الضارة بهم أجمعين , وقد إنطلت اللعبة ومضى العمل بها طويلا , وبعد الذي جرى وحصل , لا بد من اليقظة والتحرر من هذه المفردة الفتاكة بالبلاد والعباد , والمدمرة للوجود الوطني والإنساني , والتأكيد على العراقية والمواطنة والكفاءة والبناء , وتطهير النفوس من التوجهات والنعرات الطائفية , التي تسببت بخسائر مروعة , وهوان مشين , ولابد أن يستعيد العراق مكانه العزيز ودوره الحضاري المنير , وتترسخ قيم التفاعل والعيش المشترك , بل الإندماج الوطني الإجتماعي المطلق.

فهذا هو التوجه الإنساني العالمي المعاصر, وهكذا تُبنى الحياة الحرة الكريمة الأمينة العادلة.

فأبعدونا عن المصطلحات الغاشمة أصلحكم الله!!

أحدث المقالات