19 ديسمبر، 2024 12:11 ص

” تهمة ” الطبخ على نار هادئة

” تهمة ” الطبخ على نار هادئة

في بلادنا التي تعيش الديمقراطية بأجمل صورها ليس من الصعوبة تحول عجائب الدنيا الى ثمانية او تسعة وليست سبعة كما نقلتها كتاب التاريخ والعارفين بالأحساب والأنساب، ولن نفاجأ حينما تتوزع التهم على المواطنين بحسب النوايا او تفسير المصطلحات اللغوية والتعبيرية، فقد تتعرض لإطلاق نار او تعذيب ينهي حياتك بمجرد خروجك بعد منتصف الليل في محاولة لمواجهة “الأرق” او لقضاء عمل يصعب انجازه صباحا بسبب كثرة السيطرات التي تزدحم عندها أنواع السيارات، كما حصل مع الشاب من أهالي الديوانية الذي قتله عناصر مركز شرطة طويريج في محافظة كربلاء قبل اقل من عام بتهمة “التسكع”.

لكن العجائب في الوطن لم تتوقف عند هذه التهمة وأصبحت اكثر نضجا حينما أصدرت محكمة جنايات المثنى قبل ايام حكما بالسجن ست سنوات على الناشط المدني باسم خزعل خشّان لإدانته “بإهانة” الحكومة ومؤسسات الدولة بسبب انتقاده شراء دائرة صحة المثنى سريراً بقيمة خمسة وستين مليون دينار، اضافة الى ملحقاته التي تبلغ قيمتها تسعة وتسعون مليون دينار، وضمن انتقاده تعليقا على صفحته في الفيسبوك قائلا “ان هيئة النزاهة ربما تطبخ على نار هادئة”.

تلك الجملة التي نقشها الخشان اثارت حفيظة حكومة المثنى ومحكمتها واعتبرتها “شفرة” تتطلب تفسيرا لغويا فاستدعت لذلك خبيرا يعمل أستاذا جامعيا اكتشف بعد الدراسة والبحث ان عبارة “تطبخ على نار هادئة” تشكل “إساءة” لهيئة النزاهة ورئيسها الهمام، صاحب الإنجازات التي لا تعد ولا تحصى، ومنها الاعتذار الذي قدمه ذات مرة عن حقيقة اعلنها عبر صحيفة حكومية تتعلق بإحالة نواب رئيس الجمهورية الى القضاء بتهمة “الكسب غير المشروع” وابلغنا بان الصحيفة تصرفت بالخبر بشكل غير صحيح وحرفته، وان فخامتهم “لا يأتيهم الباطل من بين أيديهم ولا من خلفهم” فخرج رئيس الهيئة منها “كالشعرة من العجين” وألصقت تهمة “التقصير” بصحفيين انطبق عليهم المثل القائل “ولد الخايبة”، هذا غيض من فيض إنجازات الهيئة التي اغاضها “الطبخ على النار الهادئة.

يا سادة لا تستغربوا واستعدوا لمفاجآت جديدة تضاف لسجل القضاء ومحاكمه التي برأت سابقا رئيس مجلس النواب سليم الجبوري بمحاكمة دخلت موسوعة غيتس للأرقام القياسية لكونها الأسرع في التاريخ، وسمحت لسيادة النائب محمد الدايني بالعودة الى الوطن بعد الغاء جميع جرائمه، ان تشمل شقيق “تشرشل العراق” موفق الربيعي بقانون العفو العام والذي ظهر بمقطع فيديو شاهده الجميع وهو يؤدي الرقص الشرقي افضل من “صافيناز” في احدى مراقص لندن التي لجئ اليها مع عشرين مليار دينار اختلسها من مستشارية الأمن الوطني،، نعم نحن نعيش في عصر “الضحك على المواطنين” واستخدام شعارات مكافحة الفساد “للترويج” الانتخابي في بلاد اصبح ساستها محترفين بالكذب والتحايل على القانون.. سادتي اعذروا جهلي بأحكام القضاء ودعوني اسالكم، هل من المعقول ان يطلق سراح “مهرب” لكونه في مقتبل العمر ويسجن من “يطبخ على نار هادئة”.