کثيرة و مختلفة هي التهديدات و الاخطار المحدقة بالعراق، لکن بطبيعة الحال هنالك تفاوت فيما بينها من حيث نسبة و مقدار التهديد الذي تشکله للعراق، غير إن أکبر تهديدين يحدقان بالعراق و يؤثران على أمنه و إستقرار هما نوري المالکي، رئيس الوزراء السابق و تنظيم داعش الارهابي.
تنظيم داعش الذي برز على الساحة في العراق و صار له دور في فترة حکم المالکي، والعديد من المحللين و المراقبين السياسيين يرون بأن المالکي کان السبب و العامل الرئيسي الذي تسبب بدخول داعش للعراق، وإنهم يرون بأن المالکي أراد اللعب بورقة داعش بما يضمن ولاية ثالثة له، ولکن و کما يقول المثل إنقلب السحر على الساحر، خصوصا بعد إن إنتبهت معظم الاوساط التي کانت رافضة لمنح المالکي ولاية ثالثة الى هذه اللعبة وقفت ضد ترشيح المالکي بصورة أکثر حزما من السابق.
الحديث عن جرائم و مجازر و إنتهاکات داعش مع بشاعتها و فظاعتها، لاتعني أبدا إن ماقد إرتکبه نوري المالکي خلال فترة حکمه من إنتهاکات و جرائم و مجازر و أخطاء شنيعة أقل بشاعة و خطورة منها، بل إنها تتفوق عليها بهذا الخصوص، ذلك إن المالکي قد جعل الشعب ينقسم على نفسه من خلال الفتنة الطائفية التي أشعل نارها، کما إنه فتح أبواب العراق أمام نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وجعل العراق أرضا و حکومة و شعبا في خدمة المشروع الايراني المشبوه المعادي لشعوب المنطقة و العالم، وجعل المالکي من العراق منطلقا و قاعدة للتطرف الديني عندما أطلق يد الجنرال قاسم سليماني قائد قوة القدس،
ناهيك عن إنه’أي المالکي’، وبناءا على أوامر من طهران قد بدأ بتنفيذ مخططات تصفية و إبادة ضد أهل السنة في العراق حيث إرتکب العديد من المجازر بحقهم من خلال الميليشيات و العصابات الشيعية المسلحة، کما بدأ أيضا بتنفيذ مخطط قتل و إبادة المعارضين الايرانيين المتواجدين في العراق حيث أمر بتنفيذ تسعة هجمات وحشية ضدهم قتل خلالها أکثر من 116 و جرح أکثر من 650 و أختطف 7 آخرين من هؤلاء اللمعارضين الى جانب إنه وإرضاءا لطهران فرض حصارا شاملا محکما على هؤلاء المعارضي.
اليوم، وبعد أن أصدرت اللجنة البرلمانية العراقية قرارها الخاص بإعتبار نوري المالکي المتهم الاول في سقوط الموصل، فإنه من الضروري جدا الاشارة الى جرائمه و مجازره الاخرى بحق مختلف الشرائح و الاطياف العراقية الاخرى و بحق المعارضين الايرانيين، لکن يجب أيضا ملاحظة الدعم غير المحدود لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية للمالکي وخصوصا المرشد الاعلى خامنئي، ويجب على الشعب العراقي أن يعتبر هذا الموقف الايراني الداعم لمجرم کالمالکي بمثابة تدخل سافر و مرفوض في الشؤون الداخلية العراقية، ويجب أن ينال المالکي جزاءه العدال رغم أنف أسياده في طهران کي يصبح عبرة و درسا لکل من يستغل منصبه لخدمة غير