23 ديسمبر، 2024 8:31 ص

تهديدات “السفيه” وبرلمان النرويج

تهديدات “السفيه” وبرلمان النرويج

قد يكون الاختلاف في الرأي نعمة يحسدنا عليها العديد من سكان “المعمورة” على الرغم من امتلاكهم وسائل التكنولوجيا الحديثة قبلنا بسنوات عدة وخاصة بما يتعلق بمواقع التواصل الاجتماعي (الفيسبوك وغيرها) التي وصلتنا متاخرة قياسا بمحيطنا العربي على اقل تقدير، لكننا سبقنا غيرنا في الافادة منها بعدة مجالات ومنها “صناعة” الافكار وتفسير الاحداث “الطارئة” والاخبار العاجلة، وجعلها ساحة لصراع الاراء، وربما يتسأل الكثير، كيف يحسدنا الغير وهل من المعقول وصف الاختلاف في الرأي بـ”النعمة”؟, نعم ياسادة واظنكم سمعتم بالحكمة القائلة “الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية”، دعوني اشرح لكم بعضن منها وهي قريبة جدا.

حادثة او محاولة الاعتداء على ممثل المرجعية الدينية الشيخ عبد المهدي الكربلائي تركت خلفها الكثير من “الاراء” منها ما “هول” من الحادثة وجعلها، مخطط مدروس للانقلاب على مرجعية النجف تقف خلفه “اجندات” داخلية وخارجية ورأي اخر ربطها بجماعة اليماني الذين يدعون وجود قرابة تصاهر لقائدهم مع الامام المهدي، لكن اغرب تلك الاراء التي تعرضت لهجمات وانتقادات شوهت صفحات “الفيسبوك” حينما نقل احد المدونين معلومة تكشف هوية المهاجم بانه بصراوي الاصل (من محافظة البصرة)، ليدخلها البعض بمنطق التحزب “المناطقي” واتهام ابناء الجنوب، لتشتعل معركة من التعليقات المدافعة والتي تذم صاحب “المعلومة” وتدعو لعدم الانتقاص من المُضحين في سبيل الوطن، وكان “الوطن” اصبح حكرا على محافظة بعينها،، هذه الحادثة اظهرت مدى تفاعلنا كشعب ومواطنين وجماهير “الفيسبوك” مع المواضيع الخلافية وكيف يمكن تحريك عواطفنا وكشف مانخشى أن يعلمه الجميع،، هل عرفتم لماذا الاختلاف نعمة؟.

وبالابتعاد قليلا عن المحاولة “الفاشلة” لاغتيال الكربلائي، يتصدر القضاء وقرارته التي دائما مايختار التوقيتات غير المناسبة لاعلانها، ظهر احد “اقطاب” الفساد والفتنة وهو يحاول ان يدافع عن نفسه بعد صدور مذكرة باعتقاله ومصادرة جميع املاكه لارتكابه مخالفات ادارية وقانونية حينما كان يشغل منصب محافظ نينوى قبل ان يسلمها لتنظيم (داعش)، ليخرج اثيل النجيفي “غاضبا متجهم العينين” كما عرفناه حينما “تصدى للارهاب” وهذه المرة يتحدث بلسان صريح ليهددنا اولا قبل الحكومة قائلا، أن “القوى المتنفذة والمتطرفة في بغداد لم تفهم شيئا من درس داعش ولم تغير سياستها مع تغير الوجوه”.

برأيكم ماذا يقصد النجيفي؟، الا يعد ذلك تهديدا صريحا باستخدامه ورقة التنظيم الارهابي ضد الشعب العراقي؟، وماذا يسمى غير الاعتراف بالوقوف وراء كل ماحصل في الموصل منذ حزيران 2014، وحتى تحريرها، النجيفي مطمئن بأن ملفه سيتم تسويته وسيخرج مثل “الشعرة من العجين” كما حصل في مذكرات اعتقال سابقة مزقت اوراقها ورميت في “سلة مهملات السياسة”، فالنجيفي يعلم ان القضاء لا يطال اصحاب المناصب والفاسدين والمساهمين بضياع المدن، فتهديداته قد تجعله على رأس احدى السلطات بعد الانتخابات ، وكانه يقول “اذا اغضبتمونا سنجهز مفاجأة اخرى للمرحلة المقبلة”.

قصص السياسة وبعض مهازلها لن تنتهي وستستمر رواياتها حتى “يقضي الله امرا كان مفعولا”، لكن أن يستغل البعض “نقمة” المواطنين على اصحاب السلطة لتمرير “اجندة” معروفة مسبقا، ويحاول استغفال “عُبَّاد الله” بمقارنة بعيدة عن الواقع بين مايتقاضاه ساسة العراق الذين “ابتلينا بهم” ومايحصل عليه اصحاب السياسة في بلاد الغرب، ليضرب مثلا بشابة عراقية حصلت على مكانة لها في برلمان دولة النرويج التي لم نسمع عن دخولها في حرب او “معارك طائفية” كما شهدتها بلادنا والتي ساهم فيها بشكل أساس ممول الفضائية التي ظهر فيها صاحب المقارنة مستغلا “العواطف” لغايات يعلمها الجميع.

سيادة “الاعلامي المتقلب” كان الاجدر بجنابكم عدم تناسي الماضي الذي يهرب منه سيدك خميس الخنجر قبل استعراض الشابة السامرائية والتي اصبحت حديث صفحات “الفيسبوك” فالمقارنة من الأساس ولدت ميتة، ولاسباب يعلمها الجميع ولاحاجة لذكرها، فنحن بأمثالك صنعنا هؤلاء، لكنها ليست جديدة فقبل ايام امتدح “جنابكم” نوري المالكي من على الفضائية ذاتها بوصفه “الرجل الفاعل في الساحة السياسية” واليوم تشمت بماضي سياسيي “الصدفة” وتدعوهم للاقتداء بدول تحترم مواطنيها ولا تسمح لمثلك بالتلاعب بمشاعرهم،، وأخيرا اعذروني لهذه الصراحة وسؤالي، متى يحاسب “السفهاء” ويكون القانون فوق الجميع؟…