17 نوفمبر، 2024 9:57 م
Search
Close this search box.

“تهدمت والله أركان الهدى” ما زالت الاجيال تتوضأ بدم علي (ع)

“تهدمت والله أركان الهدى” ما زالت الاجيال تتوضأ بدم علي (ع)

* كطبيب تملي علي البحوث أن الإنسان تحت قسوة الألم لا يحسن إتخاذ رأي لكن الإمام ليلة المعالجة يوصي الحسن خيرا بالأسير: “إذا عشت أرى فيه رأيي وإذا مت فضربة بضربة”
إستشهاد الإمام علي.. عليه السلام، يوم 21 رمضان من سنة 40 للهجرة، بعد “معالجة” دامت ليلة 20، تالية على ضربة آثمة من سيف اليتيم الذي رباه.. عبد الرحمن بن ملجم.. أثناء صلاة الفجر، في مسجد الكوفة، وهو راكع بين يدي الله، درس بليغ، شفع الرب به تعاليم الإسلام،…
حدث عاصف، قال الامام لحظتها: “فزت ورب الكعبة” ونادى المنادي، في مكة والمدينة: “تهدمت والله أركان الهدى.. وإنفصمت العروة الوثقى” ووظفه مظفر النواب، في قصيدته “الوتريات” قائلا: “لعلي يتوضأ بالسيف قبيل الصبح” بينما أجده أنا.. برغم تأكيدي على كونه هولا عاصفا.. إلا أنه درس تأملي هادئ، يعلمنا كيف نلتزم منطق العقل، بتأمل مؤمن بالله وتعاليم دينه الحنيف، ولا ننسحب لآلام الجسد الهوجاء، الناتجة عن ضربة شجت جمجمة الإمام، ليلة 19، ظل إثرها ليلة بطولها يكابد جرحا غائراً.. أماته!
ليلة “المعالجة” كما تسمى فقهيا وشعبية، وضعتها تحت مجهر منهجي المعرفي، كطبيب، يملي علي العلم، أن الإنسان تحت قسوة الألم، لا يحسن التصرف، ولا يجيد إتخاذ رأي واضح، وهو ما عززته تجارب بحثية كثيرة، ووقائع مشهودة، لخصها العرب بالقول: “لا تحدّث جائعا ولا خائفا ولا عليلا” وليلة العشرين من رمضان، يجب ان يكون الامام تحت ضغط خوف من الموت وعلة الألم، لا يتحملها بشر، ما لم يتماهَ مع إلوهية الملائكة.. وفعلا تجسد في شخص الامام علي الحديث القدسي: “أطعني يا عبدي؛ تكن كمثلي، تقل للشيء كن فيكون” حين طلب الحسن.. نجله الأكبر، ليوصيه خيرا بالأسير.. طعاما وشرابا ومناما وعدم التنكيل به أو إذلاله، ريثما يقضي الله ما يشاء: “إذا عشت أرى فيه رأيي، وإذا مت فضربة بضربة”.
هل ثمة عظمة بشرية، تكاد تبلغ مصاف الآلهة، أشد من تلك التي إتصف بها أبو الحسنين.. عليه السلام؟ إنها درس بليغ ورسالة تعيد الأجيال، قراءة محمولها، في كل زمان ومكان، مستفيدة من الموعظة الكبرى التي تحملها الفجيعة، التي طوت ركنا من صفحات الإسلام.. درس تأملي من حدث أهوج!
الامام علي بن أبي طالب.. عليه السلام، قرآن ناطق بحكمته البليغة وسلوكه الإلهي الذي يفوق طاقة البشر، يحيل طروحات الرب الواردة في كتابه المبين، الى أداء إجرائي، تتلاقفه العقول الحصيفة.
فضل الإسلام ورجاله العظام، قائم الى الأبد، متجددا في الأحداث التي تعيد تثبيت موقف في سجل التاريخ.. تعازينا بإستشهاد ولي الله بالحق، ومباركة ولادته في الكعبة وإستشهاده في المسجد.

أحدث المقالات