22 نوفمبر، 2024 7:54 م
Search
Close this search box.

تهدئة أم خوف من اللعب بالنار

تهدئة أم خوف من اللعب بالنار

لايبدو إن التحرکات والتصريحات العنترية للميليشيات العراقية الخاضعة للنظام الايراني قد إستمرت هذه المرة طويلا بل إنها سرعان ماخمدت وکأنها فورة موقتة لاأکثر، ذلك إن النظام الايراني الذي قام وفي عجلة واضحة من أمره وکبداية سافرة لإبتزاز الرئيس الامريکي المنتخب جو بايدن، بتحريك هذه الميليشيات أدرك فجأة بأن ترامب لايزال موجودا في البيت الابيض کما إن بايدن نفسه لم يهتم أو يکترث لحد الان بکل الرسائل المختلفة التي بعثها النظام الايراني من خلال التصريحات والتحرکات، ولذلك فإن النظام الايراني وعندما وجد بأن الامور ليست کما يريد ويشتهي بادر الى الإيعاز للميليشيات الخاضعة له في العراق بإلتزام الهدوء!
بحسب ماقد تناقلته وسائل الاعلام، فإن اسماعيل قاآني، قائد فيلق القدس بالحرس الثوري، وخلال إجتماع له في بغداد مع قادة الميليشيات العراقية التابعة له قد طالبهم بإيقاف هجماتهم وتحرکاتهم ضد الامريکيين في العراق، کما إنه وفي يوم الخميس المنصرم، حذر حسين دهقان، مستشار المرشد الإيراني في مقابلة مع “أسوشييتد برس” من أن أي هجوم أميركي على إيران يمكن أن يؤدي إلى “حرب شاملة” في المنطقة. وأضاف قائلا: “نحن لا نرحب بالحرب. لا نؤيد البدء بالحرب”، وهذا يعني بأن النظام الايراني وکعادته دائما وعندما يجد”الحديدة حارة” وغريمه قد يواجهه ويصطدم به فإنه يبادر الى تغيير خطابه العنتري والناري الى نقيضه تماما!
موقف الميليشيات المسلحة العراقية التابعة لهذا النظام والذي هو موقف مشين ولاسيما عندما يقومون بربط أمن وإستقرار ومصالح الشعب العراقي بما يصب في مصلحة النظام الايراني ويٶکدون وبصورة سافرة تبعيتهم للنظام الايراني، يأتي لأن النظام الايراني وبعد أن أدرك بأن إدارة ترامب وفي أسابيعه الاخيرة قد لايمرر أي تحرك غير عادي للنظام الايراني ولأذرعه بالمنطقة بسلام، ولأن النظام يواجه أوضاعا داخلية صعبة جدا حيث الرفض والکراهية الشعبية المتزايدة ضده وتصاعد التحرکات الاحتجاجية الشعبية ونشاطات معاقل الانتفاضة وإتساع دور ونشاط وحضور وتأثير المقاومة الايرانية ومجاهدي خلق في داخل إيران بشکل خاص وفي خارج إيران بشکل عام، ولاسيما وإن الشعب الايراني يعيش تأثيرات الذکرى السنوية الاولى لإنتفاضة نوفمبر الى جانب إن هناك ترکيزا غير عادي على ملفي مجزرة نوفمبر 2019 ومجزرة صيف 1988، فإن النظام الايراني يجد نفسه في موقف حرج وصعب جدا فيما لو تفجرت الاوضاع من خلال حدوث أية مواجهة خارجية غير عادية قد تجعله يفقد زمام الامور داخليا فتصبح کل الاحتمالات قائمة ضده.

أحدث المقالات