23 ديسمبر، 2024 9:19 ص

تهافت الفكر الديني المتخلف

تهافت الفكر الديني المتخلف

اننا نعلم ان الله واجب الوجود ، وتبدى ذلك من جمال الطبيعة ، ودقة قوانين الكون . ونحن نشعر بوجود الله في كل مرحلة من مراحل حياتنا ، حتى قيل ان الايمان بالله هو من معدن الانسان . ومع ذلك فاننا نرى ان الايمان بالله لا يتطلب منا حتما التمسك بكل تفاصيل الدين . حيث ان الاديان قد اختلفت كثيرا عما كانت عليه قبل اكثر من الف سنة ، وذلك نتيجة للاضافات والاجتهادات الكثيرة التي طرأت عليها ، حتى اصبحت كتب الدين تعد بالملايين ، فالتبست الامور علينا ، ولم نعد نعرف اين هو الدين الحقيقي اننا لسنا ضد ايمان الانسان بالدين ، اي دين ، ولكننا ضد التمسك بما آل اليه الدين ، الى حد التبشير ، او الدعوة اليه ، حتى وصل الامر الى اجبار الاخرين على تبني مفهوم واحد او اكثر من مفاهيم الدين المتنوعة ، على اعتبار ان هذا الفهم للدين هو الوحيد الذي يمثل ارادة الله في الارض ، وما عداه فهو زندقة وكفر ، يترتب عليها التجريم والقتل . .. وقد كان الانسان قديما يدعي بانه ابن الآلهه، او تجري في عروقه دماء الاهيه ، مما يكون والحالة هذه فوق البشر . وبذلك يستطيع التحكم بالناس كيفما شاء ، وبارادته المنفردة . . وقد تطورت هذه الوسيلة بتطور الاديان ، فاخذ الانسان يفرض نفسه وفكره لحكم الآخرين عن طريق الادعاء بمعرفته فك طلاسم الغموض الذي رافق الانسان منذ الازل ، خصوصا فيما يتعلق بخلق الانسان والكون ، او الحياة والموت . ثم حدد طقوس خاصة لعبادة الله . ومن ثم التحكم بالمجتمع عن طريق فرض قيم اجتماعية واقتصادية ، معتبرا اياها قيما دينية منزلة من الله تعالى لقد اصبحت كثيرا من المفاهيم الدينية الحالية عقبة امام تطور الانسان ، كما انها اصبحت عقبة امام العلم ايضا ، حيث ان هناك كثيرا من الامور لا يمكن موائمتها مع تطور الحياة البشرية . . فاصبح الدين كالقارورة المهشمة التي جرى لصق اجزائها لتحافظ على شكلها الاصلي . وكلما حصلت ثغرة في شكل هذه القارورة جاء شخص او مجتهد فوضع قطعة عليها لتغطية هذه الفجوة ، او سد النقص فيها . حتى اصبحت مثقلة بملصقات جعلتها مشوهة . وهكذا اصبح الدين من كثرة التعديلات والاضافات لا يتناسب مع عقل وفكر الانسان المتحضر ، ونمط المعيشة الحديثة . . ولما بان هذا التناقض بين الفكر الديني المشوه ، مع اسلوب الحياة المتمدن ، اخذ القائمون عليه بتجهيل الناس عن طريق ابعادهم عن المعرفة والادب والفن والموسيقى ، باعتبارها ممارسات كافرة تتعارض مع الارادة الالهية . ثم اضافوا مزيدا من الطقوس الدينية ، حتى استغرقت جل حياتهم . وبذلك فانهم استخدموا الدين كوسيلة لقهر الانسان ، وفرض ارادتهم عليه ظلما وعدوانا ، ودفعه الى التحجر والاتكالية ، والتهرب من العمل لابعاده عن الحياة الحرة الكريمة ان اعتناق الدين كممارسة فردية لا غبار عليه. فكل واحد له معتقده ودينه وعبادته . ولكننا ضد جعل الدين ضاهرة اجتماعية هدفها الاستحواذ على فكر وعقل الانسان ، لتسهيل انقياده وحكمه والاستئثار بالثروة والسلطة لعدد قليل من الذين يدعون الدين زورا ومن هذا المنطلق فاننا ندعو الى مواجهةكل دعوة ترمي لفرض فكر ديني محدد على الآخرين ، او تعميم صيغة دينية محددة على مجتمع متعدد الاديان والطوائف والعقائد . . انها دعوة للتحرر من الفكر المتحجر الذي يعتمد على الدين ايا كان هذا الدين . او على طائفة مهما تكن . والتاكيد على تعظيم الله وحده اله الجمال والسلام . والعمل على تكوين رأي او فكر جمعي بهذا الاتجاه في كل مجالات التواصل الاجتماعي . من فيسبوك ، وتويتر ، وانستغرام ، او الرسائل النصية ، كحركة مضادة للجمود الفكري والتحجر العقلي الذي يراد فرضه علينا ، باسم الدين او الطائفة . . ولنعمل جميعا على مقاطعة كل الدعوات الدينية او الطائفية المتخلفة التي تعرض علينا ، عن طريق التواصل الاجتماعي او عن طريق التلفاز او اليوتيوب . . واستبعاد الاشخاص الذين يدعون الى مثل هذا الفكر المنحرف المريض  ، وفضح اساليبهم ليكفوا عن ممارساتهم الضارة تجاه المجتمع . وعدم تعميم مثل هذه الافكار عن قصد او عن غير قصد ، فهي مثل الجرثومة تدب في عقل وفكر الانسان المستقبل لها لتسممه وتدفعه الى معاداة الآخر حتى لو كان قريبا او صديقا . . وبذلك فقط نستطيع تخليص المجتمع من الافكار المتخلفة ، البعيدة كل البعد عن الاخلاقيات الانسانية . فالدين لله والحياة للجميع . . ولا اكراه في الدين