20 مايو، 2024 4:09 م
Search
Close this search box.

تهافت التهافت في دور رجال الدين في العراق

Facebook
Twitter
LinkedIn

هنالك اشكالية في العراق كبيرة 
و هي عدم وضوح الادوار للجانب الديني و الجانب الرسمي الحكومي و ان دور كلا منهما يتعاظم قوة و يتضائل ضعفا حسب الفترة و الظرف السياسي و طبيعة الحكم و توجهات الدولة و نجد ان (المنافسة دائما محتدمة) و قد تحسسها (صدام حسين) بوضوح ووقف في وجه هذه الظاهرة. 
و قد تجد صعوبة في التمييز بين هذه الادوار لعدم وجود خط فاصل جلي بينهما ، حيث انه لم تكن ولاية الفقيه وليدة اللحظة التي انبثق منها الحكم الخومينائي او الظاهرة الخمينية ، انما اتضحت معالمه بشكل علني اكثر بعد انهيار حكم الشاه في ايران و بعد إيكال الامر الى شخص خميني. 
و لنترك هذا الموضوع جانبا و نحاول و بتجرد ان نحلل شخصية رجل الدين و يمكن تصنيفهم من منظار مصلحي الى قسمين :
قسم منهم استكان للدين طمعا في تسيير اموره الحياتية بعد ان وجد في الدين مغنما و مرتعا خصبا ينهال عليه بالدفء و الخصب و الجاه و الامان و هؤلاء يكون هدفهم مرحلي و محدود و طموحهم لم يكن بعيد المدى و هذا النوع لا نستبعد وجود علاقة طيبة بينه و بين الله ووجود قدر مناسب من الايمان في قلبه و قد يتحلى ببعض المخافة من الله و كلها مقومات ايجابية طيبة و مثالا على ذلك اولئك الاشخاص الذين اقتضت مصالحهم في مرحلة معينة باللجوء الى الدراسات الدينية و التي يسبغ عليها اسم حوزوية. 
و القسم الاخر و هو الاخطر و الاذكى – الاخطر لانه لا يمكن ان يتجرد في حركته دون الاستعانة بجهات تدعمه و ترفده بما يحتاج اليه و يظل ملازما لها و هي ملازمة له ليستظل بها و يتزود منها (خميني – مثالا) هؤلاء كانوا قد لجؤوا الى الدين ليس لما يعتلي قلوبهم من ايمان او بسبب ما يهدفون اليه من خير و بر و نشر مفاهيم طيبة انسانية من خلال الدين انما لاعتقادهم ان وصولهم الى تسلم مقاليد الامور لا يمكن ان يتم بسهولة و يسر إلاّ من خلال سلوك طريق الدين فانه الاسلوب الامثل لاجتذاب قلوب قاعدة عريضة من الناس بعد ايهامهم بانهم نذروا انفسهم لخدمة الدين و العباد و الوطن و الانسانية و قد يتحقق لهم ما يصبون اليه بسبب الارضية المهيأة لهم في عقول و ضمائر الناس علما ان هذا الصنف في اغلب الحالات اذا لم يكن جميعهم لايملكون ذرة واحدة من ايمان و قلوبهم دائما قاسية و يتظاهرون بالتدين لتمرير ما يحلمون به – فتجد قلوبهم خاوية من الايمان تماما و قد تجد قسما منهم يرتضون التضحية بانفسهم اذا لم يتحقق لهم الكسب الدنيوي و يئسوا من ذلك (محمد باقر الصدر – مثالا) لانه في قرارة انفسهم و في فلسفة تفكيرهم ان الظفر بالمكاسب الدنيوية هو نوع من الخلود و فقدان الكسب الدنيوي و اللحاق بما يعرف بفريق الشهداء يكون ايضا نوعا من الخلود – و هو ما يرضي نفوسهم و يشبع رغباتهم.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب