22 نوفمبر، 2024 12:41 م
Search
Close this search box.

تنوع مستويات الخطاب بحسب الظروف والاسباب

تنوع مستويات الخطاب بحسب الظروف والاسباب

على الجميع ان يستوعب كيفية تنوع مستويات الخطاب مع كل مرحلة زمنية بحسب مقتضياتها ويدرس الظروف الموضوعية المحيطة بكل مجتمع وبلد ويفهم كيفية التعامل النفسي مع الوسط الذي يعيش فيه او المحيط به فليس من المنطقي ان يكون الخطاب والاسلوب واحد مثلا اذا كانت المرحلة تتطلب الطرح الديني ويكون هوالمناسب فيتم طرح ذلك ونتعامل على اساسه ونحفز الناس التمسك به اما اذا كانت المرحلة تقتضي تغيير الاسلوب والخطاب بحيث نلاحظ ان المناسب مثلا الطرح الوطني هو الانسب او القومي هو المناسب للقضاء على سلبيات ناتجة من عدم فهم الدين والمذهبية فحولتها الاحزاب الحاكمة الفاسدة الى وسيلة لتحقيق مصالح ومنافع حتى تم استغلالها من قبل دول جوار ظلت تعزف على الوتر الديني المذهبي فهنا لابد من عملية تغيير مناسبة للحد من تلك التدخلات والسلبيات فنطرح الخطاب الوطني او القومي …..ومن هنا المفروض ان الجميع يعي ويفهم الدرس ويدعو ويتمسك بالهوية الوطنية لانها واحدة من اهم الحلول للقضاء او للتقيلل من السلبيات التي نتجت عن عدم فهم الخطاب الديني وعدم فهم النظرية الاسلامية وتطبيقها على ارض الواقع وهذا التنوع بالخطاب لا تعترض عليه الشرائع ولا المذاهب لانه يكون مشمول بقاعدة كلم الناس على قدر عقولهم وكذلك هو اسلوب ومنهج قرءاني نبوي لان المتتبع للخطاب القراني يجده متنوعا بحسب القابليات الذهنية والنفسية فمرة يحتج ويخاطب القوم بما اعتادوا عليه من اعراف وتقاليد ومرة اخرى يحتج ويخاطب اهل الديانات بما اعتقدوا به ولو انهم التزمو بتوراتهم او انجيلهم لعاشوا النعيم ومرة يحرك ويحفز العرب على ان القران نزل عربيا بلغتكم وهذا بحد ذاته تمييز للعرب لان القران نزل بلغتهم لذا اعتبر اهل اللغات الاخرى هذا الشيء غير صحيح وقالو لو ان هذا القران اعجمي وعربي (وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌوَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ. [فصلت) (44] … (لَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ [النحل : 103]
كذلك افتخار النبي صلى الله عليه واله وصحبه المنتجبين بانه عربي ومن اصل العرب اعطى خصوصية وشرعية وتوجد كثير من الشواهد في كتب المذاهب بما فيها من ادعية وزيارات تشير الى خصوصية كون النبي عربي مكي مدني تهامي قريشي …..وهنا لابد ان نعرف ونميز بين الحديث القائل لافرق بين عربي واعجمي الا بالتقوى وبين ما اشرنا اليه لان عدم التفرقة هنا لاتعني عدم شرعية التفاخر بالقومية خصوصا العربية لافرق الابالتقوى شيء وهو صحيح وثابت ولاخلاف عليه لانه يجعل المقياس بالقرب والمنزلة والرفعة بالطاعة لله وبالعمل الصالح والتقوى وفي الموضوع هنا لا نقصد كيفية معرفة مقياس القرب والمكانة والرفعة عند الله وليس حديثنا بمجال التقوى حتى يقال بانه لافرق بين عربي واعجمي……….. وليس الحديث عن مقاييس دخول الجنة وقبول الاعمال والجزاء ……..نعم هنا لافرق بين عربي واعجمي لان هذه المفاهيم ترتبط بالتقوى ……واما موضوعنا فالحديث فيه عن خصوصية اخرى متعلقة بالتعصب الايجابي التعصب المفيد والنافع والذي يحرك العواطف نحو الهدف النبيل الاوهو ارتباط الناس بوطنها وتحقيق مصالحها المشروعة ومصالح بلدها ونيل حريتها وكرامتها والقضاء او التقليل من المخاطر التي تحيط بها ومواجهة من يحاول ان يستضعفها ويستعبدها فتستطيع ان تعتبر التعصب الوطني و القومي في مثل هكذا ظروف سلاحا يستخدم لمواجهة الاعداء وافشال مخططاتهم والحد من تبعية العملاء لهم وهذا العمل والمنهج بحد ذاته لايخلو من كونه احدى الوسائل لنيل رضا الله تعالى لانه فيه نجاة للناس وانقاذ لمصالحها( وخير الناس من نفع الناس) كما ورد عن نبيناصلى الله عليه واله وصحبه الكرام وهو لا يعارض التقوى بل يؤكدها لانه كما قال احد الفلاسفة (الحق لايضاد الحق بل يوافقه ويؤكد عليه ) ولاتمام الفائدة يحضرني خطاب سيد شباب اهل الجنة الحسين عليه السلام عندما واجه القوم في كربلاء وعندما استعمل واستعان بكل الاساليب المشروعة معهم لاقناعهم وتبيان شرعية منهجه ومسيرته فمرة يخرج عليهم بعمامة رسول الله صلى الله عليه واله وصحبه المنتجبين ومرة اخرى يخرج لهم ولده علي الاكبر عليه السلام لانه يشبه النبي خلقا وخلقا عسى ان يرجعو الى رشدهم ومن بين الاساليب وقبلها الايات القرانية والاحاديث النبوية كذلك استخدم الجانب القومي وخاطبهم كونهم عرب لهم اعراف وتقاليد فقال لهم( ان لم يكن لكم دين كونوا عربا احرارا في دنياكم )لاحظو اعزائي القراء لاتختلط عليكم الامور ولاتجعلوها معقدة الظروف الراهنة التي يعيشها العراق تستدعي تنويع الخطاب حسب المرحلة ومقتضياتها وكيفية جعل الناس تستشعر اهمية دورها وان تحترم انسانيتها وعقلها وان تتعنصر لعراقيتها وعروبتها وان لا تنقاد للجهل والغرور والتكبر واذا وجدنا شخصية سياسية او دينية تدعوا الى الارتباط بالهوية الوطنية او القومية ووجدنا من يتمسك بعراقيته وعروبته تمسكا حقيقيا صادقا فعلينا ان نفهم مدى وعي ذلك الشخص ومدى تفهمه للمرحلة ومتطلباتها ومدى قدر حبه لشعبه وبلده

( لَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ [النحل : 103]

أحدث المقالات