23 ديسمبر، 2024 5:04 م

تنوع السلاح بدل قبول الضغوطات

تنوع السلاح بدل قبول الضغوطات

جاءت زيارة رئيس الوزراء العراقي الدكتور حيدر العبادي الى الولايات المتحدة من الاهمية الخاصة لاسيما المرحلة التي يمر بها البلد تعد وتحدد مصيره، وحتما اعتمدت الزيارة على الواقع الملموس على الارض وهي تتميز بالمكسب الاستراتيجي الذي يأتي بوقت مهم للغاية وهو تحرير محافظة صلاح الدين والبدء بتطهير الرمادي وهي تعد انتقالة نوعية من حيث الاهداف التي نطمح لها في تسريع تفعيل الاتفاقات الاستراتيجية بين البلدين العراق وامريكا…وقد حققت الدبلوماسية العراقية قفزات نوعية وتطورت واستطاعت ان توصل صوتها الى العالم وتبين انها قادرة على توطيد علاقات جيدة مع كل الدول وبإيجابية تهم مصالح البلد المختلفة . والارهاب ومكافحته من اهم المواضيع التي يبحثها وضرورة الدعم اللوجستي للقوات العسكرية من خلال التسليح والتدريب .والتعاون الاستخباري فضلاً على تعزيز جهود التحالف الدولي لضرب مواقع عصابات الارهاب لسرعة انهاء تواجدها اذا كانت تريد ذلك.ولان الدعم الدولي الحالي لايصل الى مستوى التحدي والعراق يتطلع الى المزيد من الوقوف معه في الدعم على مستوى الاسلحة المتطورة وتشمل الطائرات بدون طيار وطائرات الهليكوبتر و احياء الاتفاق في تزويد العراق بطائرات f 16التي وقفتها واشنطن لاسباب غير مبررة في حين زودت دول اخرى لم يكن لها اتفاق معها مسبقاً مما يدل على انها اي الولايات المتحدة الامريكية تكيل بمكيالين اذا عرفنا استلام قيمها مسبقاً  ضمن صفقة 13 مليار دولار التي وقعتها الحكومة العراقية السابقة وكان من المؤمل تنفيذها عام 2013.ان قضية بناء جيش قوي يمتلك كل مقومات الردع للدفاع عن استقرار ووحدة اراضيه من القضايا الوطنية المركزية والجانب الامريكي لم يفي بوعوده التي قطعها مع الحكومة العراقية في تجهزها بالاسلحة التي طال امدها. وفي هذه الظروف الصعبة التي تمر بالمنطقة والتهديدات التي تعصف بها. . ويبقى من المنطق القول ، ان من الامور المهمة ان يتجه الى تنويع مصادر تسليحه وعدم التعويل كثيراً على الجانب الامريكي الذي يتعمد اطالة امدها ولم تسع لتحقيق الاتفاقية بالسرعة المطلوبة التي تحقق اهداف البلد ضد الارهاب وعلينا ان لاتعتمد على مناشء معينة اذا عرفنا الن عقود التسليح مع دول حلف شمال الاطلسي تنطوي على شروط صارمة اهمها منع استخدام هذه الاسلحة لقمع الداخل ، كما انها اسلحة دفاعية فقط ومن الافضل التوجه نحو دول اخرى مثل روسيا او فرنسا او التشيك التي لاتشترط مثل شروط الحلف الاطلسي واوروبا والابتعاد عن التخبط في سياسة التسليح وهو امر لابد منه لايأخد مداه في الجدل والنقاشات السياسية حتى لانجد انفسنا امام تكرار التجربة السابقة في التسليح وتوجيه التهم الجزاف فضلاً عما شاب من تلكوء واتهامات بالفساد في صفقات تم ابرامها مع روسيا وهي لم تثبت ولكن مع الاسف تم ايقاف توريد الاسلحة او الغاء العقود الموقعة وهي عملية كانت مقصودة  ومؤامرة اشترك فيها سياسيون الداخل والخارجية المرتبطين مع اجندات معروفة .ان العراق بحاجة ماسة في الوقت الحاضر امام الهجمات الشرسة والهمجية لعصابات التكفير لبعض العقود السريعة العاجلة لمكافحته. اسلحة بمستوى المرحلة كون المنطقة تتعرض لتحديات كبيرة اذا ما علمنا من الضرورة ان لا يكون متخصصاً بنوع واحد من السلاح سواء شرقياً كان او غربياً ولايتعارض مع استقلال الوطن ولايؤثر على العلاقة مع واشنطن والعراق اصبح يمر بعصر جديد يمنحه الحرية في تقرير مصيره وهناك انفتاح مع الدنيا ، وهناك دول اوروبية اعلنت عن استعداها للتوافق في سبيل تزويد العراق بالسلاح كي لايكون مقيداً بجهة واحدة لتسليحه وعلينا ان نخرج من قيد المصدر الواحد للتسليح وان نجد مصادر جديدة لاستيراد السلاح منها والتنويع من المهام التي تحافظ على سيادة البلد من الضغوط تحت طائلة الاستغلال ولان الاعتماد على امريكا يشابه الرهان على قطاع الطرق ولاحاجة للتوسل وترصيع الجباه بوشم الذل اذا اردنا المحافظة على الحدود والاجواء والمياه كي تكون امنة فضلاً عن حماية وترصين الجبهة الداخلية ودحر سياسي داعش والارهاب الذي يفتك بالابرياء يومياً. امريكا دولة مصالح تتاجر وتتحرك وفق تلك المصالح وتبجحها بالديمقراطية وحقوق الانسان من باب ذر الرمال في العيون ليس إلا وعلينا ان نثق بأنفسنا ونضع اقدامنا في الموقع الصحيح.