خرج البعض من الشركاء في العملية السياسية على الشراكة وشرعيتها الوطنية محاولين تقويض العملية السياسية وأمننا الوطني خروجا تجاوز الخطوط الحمر، وكانت النتيجة “داعش والتكفير” وما زال، وبعد كل هذا التخريب، ان البعض من هؤلاء يتحدثون باسم الوطن والشراكة الوطنية وقيادة العملية السياسية، ويتهمون غيرهم بالدكتاتورية.
لقد تناولت أجهزت الاعلام المحلية والعربية والعالمية هذه الاحداث بشكل استثنائي لأهميتها بعد ان اجتهد الكثير في تحليلها كتاب وسياسيين وباحثين اكادمين ومراكز دراسات وبحوث إستراتجية لتأشير وتحليل الاسباب التي أدت الى خرق حدودنا الوطنية من قبل “داعش” وحدث ما هو معروف للجميع فضلا عن ما تقدم كان لتصريحات وتعليقات الكثير من القادة والسياسيين في العالم على الاحداث والاسباب التي ادت الى هذه الاعتداءات الارهابية، التي ادانتها الامم المتحدة ومجلس الامن ومنظمات المجتمع المدني وحقوق الانسان والشخصيات السياسية واحزابها في العالم فهناك من اقترب في تصريحاته و تحليلاته من الاحداث، وآخر بجوارها وآخرين زوروا الحقائق وفبركوها، وهناك من اصاب الهدف في التحليل والتشخيص وبين هذا وذاك تأرجح الكثير في مسك الخيوط الحقيقية المسببة للاحداث، لكن اكثر هذه الاختلافات والخلافات في التحليلات والتصريحات والاحاديث بخصوص اوضاعنا السياسية والوطنية و دخول “داعش” علينا هو الاختلاف في المنطلقات التحليلية لهؤلاء المحللين والمتحدثين والمصرحين ووجهات نظرهم حيث هناك المنطلقات الشريفة المنصفة النبيلة والمهنية في التحليل وأخرى منطلقاتها تآمرية مشبوهه تفوح منها رائحة الحقد والغدر والخيانة والتآمر، واهدافها تخريب الوطن والعملية السياسية وهي منطلقات تشرعن اعمال “داعش”
والمتآمرين والخارجين على الشرعية الوطنية مما تجعل اصحابها يتكلمون من منابر المصالح الخاصة المشبوهة المعروفة بكرهها وحقدها على العراق واهله النجباء مشغلين ومجدين عملائهم وماكناتهم الاعلامية التي سخرت وجندت كل ما تمتلكه من امكانيات لتزوير الحقائق والاصطفاف مع داعش والمؤامرة وهنا ننتظر دور اعلامنا الوطني المهني الحر ان يرد بمهنية ويحلل طروحات اعلام الارهاب المؤدلج الذي يسوق للمؤامرة ويشرعن ارهاب “داعش” وتجاوزاتها بهدم المساجد والكنائس وكل بيوت العبادة لجميع الطوائف العراقية والتجاوز على الاعراض والمال الخاص والعام والقتل والتعذيب والجلد لاهلنا في الموصل نعم المطلوب من الاعكنا الوطني ان يكون اكبر قدرة مهنية وتعبوية وان يتصدى لهذا الاعلام المشبوه بالاعلام والصور والوثائق والحقائق، ومن دون توقف ليطلع العراقيون والعالم على حقيقة الاحداث وما تمارسه “داعش” ومن يساندها ويحميها ويسوق لها في الداخل الوطني وايضا نحن بحاجه ماسّة لظهور وبروز دور القادة السياسيين الذين عرفهم العراقييون في المواقف الوطنية الصعبة لمواجهة المؤامرة واحتواء الأزمة، وحل العقد، وتذليل الصعاب والانتصار عليها.
اما الذين تقاطعوا مع الوطن و خرجوا على شرعيته ان يعودوا الى رشدهم على الرغم من ما ارتكبوه من افعال تتقاطع مع ثوابت واخلاقيات شعبنا وقيّمه الروحية والانسانية واخلاقيات الشراكة الوطنيه وان لا يستمروا في جعل انفسهم ودورهم جزء من الجريمة والمخاطر التي يواجهها الوطن بلا نهاية ويستمروا في افتعال الازمات خاصة السياسية منها، واقول السياسية، لان اكثر ازماتنا الوطنية وملفاتها العالقة وما حدث مؤخرا هي نتاج للازمات السياسية المفتعلة التي فرخت لنا داعش والتآمر والخيانة والطعن في الظهور وشكلت لنا مخاطر كبيرة على مستقبل العراق و شعبه وموقعه ومكانته جعلت العراقيين في هواجس ومخاوف حقيقية كون المؤامرة كبيرة وجزء منها محاولات انتزاع سلطات الدولة “بداعش”.
نعم دخلت علينا دعش بمشاركة الخونة والمتآمرين والمتخاذلين بلا حياء، هؤلاء الذين تنكروا لشرف المسؤولية وخانوا الامانة بتنفيذهم لساعة الصفر باستحواذهم على مدينة الموصل محاولين استنزاف الدولة وتعطيلها بارتكابهم ابشع المجازر التي ترتقي الى مستوى الابادة الجماعية مدعومين بالخونة والمتخاذلين والمتامرين مجتمعين من اجل تحقيق الفوضى والانقسام وتفكيك المجتمع وتخريب العملية السياسية بالشكل الذي يعطل اداء الدولة في تقديم الخدمات وبكل اشكالها الصحية والاجتماعية والاقتصادية للمواطنين الذين يحملون هموم الوطن ويواجهون التحديات بسبب هذا المشروع التآمري الكبير الذي تتبناه دول وانظمة وزمر وفئات وجماعات واشخاص وعصابات معادية للعراق في الداخل والخارج وبدعم مفتوح.
ان اصحاب هذه المؤامراة هم السبب الاساسي الاول في صنع الاختناقات والانقسامات السياسية والمجتمعية والوطنية بعد ان اخذ بعض الشركاء احزابهم وطوائفهم ومؤيديهم وخندقوهم في خنادق المذهبية والعنصرية والطائفية وحروبها وما نحن فيه اليوم افراز لهذه السلوكيات والممارسات التي اشعلت الاشارة الحمراء لخطورتها وهي ممارسات وسلوكيات تهدف الضغط على الاطراف الوطنية الاخرى في قيادة البلد و العملية السياسية لاجبارها على الانصياع لتنفيذ مطالب واطماع ومزاجات ورغبات غير مشروعة ان هكذا مواقف وسلوكيات عرضت الوطن لكوارث ومخاطر تهدف الى اضاعة هويتنا الوطنية.
وها نحن الآن في قلب المعركة نواجه التحديات وصانعيها ومواقفهم المدانة التي تعتمد تزوير الحقائق واستهداف العملية السياسية بطرق واساليب مفضوحة لان استعمال العنف والارهاب مع المواطنين وضرب امنهم ومؤسسات دولتهم وتفجيرهم في الاسواق والجامعات ودور العبادة اساليب لا تمت للسياسة واللعبة الديمقراطية بصلة، وفوق هذا وذاك ما زال هؤلاء يتهمون اصحاب المواقف الوطنية بالدكتاتورية تغطيتا لافعالهم المشينة وصولا لتحقيق مخططاتهم الهادفة لتقطيع جسد الوطن وتقسيمه
ودفعه للمجهول بفتحهم ابواب التدخل الخارجي المباشر وغير المباشر في شؤوننا الوطنية محاولين تعطيل ارادتنا الوطنية والسياسية مستهدفين امننا الوطني وعيشنا المشترك ومع كل هذا نستمع الى الاصوات النشاز المتمثلة بالخطابات الاعلامية لبعض الشركاء في قيادة العملية السياسية والحكومة نعم خطابات اعلامية تفرق ولا تجمع تفتح ابواب الطائفية والعنصرية التي كادت ان تأتي على الاخضر واليابس ابان الحرب الطائفية التي اشعلوها وامثالهم عام 2006 واطفئتها القيادات والارادات الوطنية الشريفة ومرجعياتنا الدينية، واليوم عادوا بحجج وأساليب وسناريوهات من شكل آخر من انظمة التكفير والارهاب والخارجين على الصف الوطني ليضعوا الوطن على شفى حفرة وهذه الافعال هي المفتاح المركزي الذي فتح ابواب الوطن امام بعض الدول الاقليمية والانظمة التكفرية وداعش والارهاب عموما وشجعوها واعطوها الضوء الاخضر وامدوها بالعون للتجاوز على حرماتنا الوطنية والقيّمية والروحية وهم متفقون ومجتمعون على ضرورة تعطيل العملية السياسية واثارت النعرات الطائفية والعنصرية والمذهبية وصولا لاسقاط الدولة ثم النيل من قياداتها الوطنية الشرعية باساليب وافعال جديدة لن نمر بها ولن نعرفها من قبل لخستها وغدرها وشدة خيانتها بعد ان عبيئت الكثير من المؤسسات الاعلامية المعروفة بمكرها وتزويرها للحقائق وعرفت بدورها الخسيس الذي ذبح الشعب السوري والليبي والتونسي والمصري والحرب الطائفية في العراق في العام 2006، وهي نفسها تعود اليوم تشرعن المؤامرة ودخول داعش علينا لكنهم واجهوا وما زالوا يواجهون المستحيل بوعي العراقيين واستحظارهم ارادتهم الروحية والوطنية وبكل اطيافهم ومكوناتهم لقد واجه الداعشيون والمتآمرون شعب وقيادة لم يعرفوا قدراتها في الظروف الخاصة والاستثنائية قيادة امنت بالوطن وبالشراكة الوطنية والقيادة الجماعية الدمقراطية وما انتجته صناديق الاقتراع في نيسان الماضي عززت مكانتها ودورها الوطني في مواجهة “داعش” والمتخاذلين والمتآمرين.
لقد توهموا بحلم العراقيين وصبرهم ففسروه ضعف فادخلوا علينا الغرباء بكل ثقلهم المدعوم هذه الهجمة المركبة بالعنصرية والصهيونية والظواهر الجديدة التي لم نعرفها ولم نقرأ عنها من قبل خيانة وغدر وحقد بهذا الشكل على الوطن وبهذه الروحية الحاقدة وباعلام أسود مسموم مشوها للحقائق بشكل دراماتيكي سافر وبالفعل حصل ماحصل وتحت شعارات وادعاءات مفضوحة واول من قاتلهم دفاعا عن الوطن من ادعوا تمثيلهم من ابناء الشعب العراقي شرفاء الانبار والموصل وصلاح الدين ووديالى الذين اجتمعوا على التوحد وحب الوطن مصطفين جنبا الى جنب مع ابناء البصره وذي قار والنجف وكربلاء وكل العراقيين الاوفياء مستعيدين زمام المبادرة لتطهير وطنهم وفضح الخونة نعم هي خيانة ومؤامرة كبرى اجتمع فيها كما يقول المثل الشعبي (من كل زيج ركعه) والآن اقولها بصراحة وباعلا صوت تعانق اصدائه السماء لقد خسر الخونه والمتآمرين ومن غدر بالعراق واهله ومن اصطف معهم وستحقوا لعنة الله والوطن والتأريخ، واتضحت الصورة بالكامل وسوف تنتهي اللعبة ويتطهر جسدالوطن من ارجاسهم وبقي ان اقول بعد كل هذه التجربة المرة نحن بنا حاجة الى رؤى وطنية وتنظمية وسياسية جديدة، ونحتاج أيضا الى التوحد وان لا نقول للقتلة والمتآمرين والخونة والارهابيين عفى الله عما سلف لان امثال هؤلاء لا يعرفون الله جلّت قدرته.