20 مايو، 2024 9:34 م
Search
Close this search box.

تنظيم القاعدة الشيعي ..!

Facebook
Twitter
LinkedIn

 أخطر إفراز ظهر خلال فشل الحكومة في السنوات السبع الماضية ،هو زحف القاعدة من معاقلها في المناطق الغربية والشمالية ومحيط بغداد نحو مدن الجنوب واتخاذها حواضن عملية فاعلة .
     إنشغال حكومة بغداد بالصراعات الجانبية والتنافر مع الشركاء السياسيين والإستبداد الفردي بالسلطة ، اضاع عليها فرص ترصين الموقف السياسي وانحسار الدعم الشعبي ، جراء إهمال مصالح المواطنين وتزايد معدلات الفسادوالبطالة والفقر والعوز والمرض ، الى جانب إنهيار كامل بالخدمات وإسراف بوعود كاذبة ، وقمع الحريات والحقوق المدنية .
    الفساد المالي والفشل الإداري وصفقات النهب المنظم للمال العام حرم الشعب من حقوقهم في الثروة الوطنية ، وترك الملايين من ابناء الجنوب تحت طائلة الفقر والجوع والحرمان والأوبئة ، ومن هنا اشتقت القاعدة طرقها لهذه البيئات الصالحة لنمو الأفكار والسلوكيات الإنتقامية  التي تغطى بالأموال دون جهد كبير ، لأن عوامل الرفض والتمرد والغضب والإنتهاك قائمة في عمق هذه الذوات وشعورها الجمعي من دور عدائي يمارس ضدها من قوى متسلطة حاكمة ، وضعتها في مساواة مع الموت .
   الحالة الإقتصادية المعيشية هي من توجه دورالإنسان ومصالحه وتفكيره وتضبط سلوكياته أيضاً .
 عزلة الحكومة ومؤسسات الدولة عن هذه الشرائح الفقيرة التي حكم عليها الزمن بالفقر والأمراض والحياة الرثة لاتجد من عوائق في ارتكاب الجريمة وتدرجاتها ، بدءأ من السرقة والتسليب وصولا الى القتل حتى مرتبة القتل الجماعي بالسيارات المفخخة او العبوات الناسفة .
   ان غطاء الدين الإسلامي والتشيع لايمنع من ضغط الفقر والجوع الدافع لإرتكاب الآثام لدى المعوزين ، كما لم يمنع كبار المسؤولين في الحكومة من ارتكاب سرقة المال العام وصفقات الفساد والرذيلة بدافع الثراء الفاحش  والشراهة المطلقة والعقد الموروثة من زمن الإذلال .
 وإذا اردنا ان نكون منصفين برؤيتنا فأن الفصيل الأول من المجرمين اي الفقراء المأجورين للقاعدة ، هم نتاج للفصيل الثاني من المسؤولين اللصوص الذي اغتصبوا حقوق الشعب جراء تسلطهم الظالم ، ورحم الله الإمام علي فهو القائل ؛ ماجمع مال إلا وبجانبه حق مغتصب .
     معدل التفجير بالسيارات المفخخة في مدن الناصرية والبصرة وكربلاء والسماوة والكوت والعمارة والديوانية ، أرتفع خلال السنة الأخيرة بما يعادل معدلات التفجير في الموصل وصلاح الدين والأنبار،وهذا يعني ان قواعد الإعداد والتجهيز والتفخيخ والتوجيه والتنفيذ كلها تحصل في داخل هذه المدن بواسطة حواضن من أهلها ، وهي حواضن مستترة آمنة لايمكن اكتشافها من قبل جهاز أمني ضعيف ورخو  .
    ان مخاطر حواضن القاعدة في مدن الجنوب ستحمل في القريب العاجل آثاراً سلبية كارثية على العراق ، تزيد من آثارها في بغداد او بقية المدن ، لأن الجنوب هو مصدر الثروة النفطية التي تعيل الوطن ، والخشية ان يمتد نشاط هذه العصابات الإجرامية للشركات النفطية وتعطل عملها وهو مانخشى حدوثه إذا لم تتحرك السلطات لدرء هذا الخطر والقضاء عليه في المهد ، ترى من يسمعْ ؟ ومن يقرأ ؟
[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب