(ان لم يكن لكم دين و لا تخافوا المعاد فكونوا عربا احرارا)
الحسين بن علي ( عليه السلام)
لا يمكن اختزال مأساة الحسين و ال بيته بتلك الشكليات التي لا تشبع و لا تسمن كإطلاق اللحى و ارتداء الملابس السوداء ,,, بل هي قيمة عليا و درس كبير لا يمكن ادراكه من بعض العقليات التي تنسج في مخيلتها المريضة صور الفجيعة على انها قدر محض !!.اذ انها نقطة تحول تاريخية لا زلنا و سنبقى ندفع ثمنها اجيالا بعد اجيال ,,, انها انهيار حقيقي للمثل و القيم التي طالما تشدق بها البعض عبر ادبياتهم التي اتخمت جوف التاريخ بطائفة من الاكاذيب و التدليس ,,, انها انهيار لحضارة بكاملهما بعد ان قتل الحسين بين ظهرانيهم و لم تتحرك تلك القيم قيد انملة,,,عطش الاطفال و النساء و لم تستفز كراماتهم ,,, سبي النساء و لم تشتد عزائمهم لنصرة بنات نبيهم محمد (ص)!!… لقد كانوا ينعتون اليهود ب ( قتلة الانبياء) و يتغافلون على حقيقة ما اقترفته اياديهم الاثمة بإبادة دابر نبيهم محمد (ص) بعملية يراد منها قطع الالسن و تكميم الافواه ,,, ناشدهم ابا الشهداء بعروبتهم لكنها كانت هي الاخرى لا اسم و لا لون و لا لقب . ارادوا الانتقال من عصر النور و الرحمة الى عصر مادي يفتقر الى ابسط المقومات الانسانية , لتفرغ الرؤوس و تمتلئ البطون فكان لهم ما ارادوا و لكن سيكون الثمن باهظ جدا و هم قطعا يدركون ذلك و لكن لذات الحياة الدنيا اعمت بصائرهم و حجرت قلوبهم … التاريخ قد قال كلمته بعد ان وصلنا منه رذاذ من فيض الدماء التي اهرقت و الكرامات التي دنست , و لا حول و لا قوة الا بالله …………..