23 ديسمبر، 2024 10:10 م

تنشئة التلميذ في المدرسة.. المرحلة الإبتدائية

تنشئة التلميذ في المدرسة.. المرحلة الإبتدائية

تعد السنوات الأولى التي يقضيها التلميذ في مدرسته، واحدة من أكبر المؤثرات المسؤولة عن تشكيل شخصيته و سلوكه في المستقبل، و ذلك لأن المجتمع المدرسي  يعد أول مجتمع ينمو فيه التلميذ و تنمو معه قدراته و طاقاته، حيث يتصل معه  أقرانه في المدرسة على صعيد الدراسة ويستنشق الجو الخلقي منه، بل إنه ومن خلال الأجواء الدراسية المتاحة له في المدرسة، فإن الطالب سيعتمد على المعلم في أحكامه و منها الأخلاقية و على الأمد البعيد بتقاليد وعادات وأعراف المجتمع. ولأجل ذلك فقد أشار منظروا الإجتماع إلى  أن إحساس التلميذ في مراحل الدراسة الإبتدائية تنشأ من ممارسة المدرسة لوظيفتها في التنشئة العلمية و التربوية و الاجتماعية و إن تفعيل كل الوظائف التربوية لن يتحقق إلا بتكاتف جهود وأهداف المؤسسة التعليمية و أرتباطها بجو الأسرة. و تندرج تحت لائحة المهام الوظيفية للكادر التربوي في المرحلة الإبتدائية للتلميذ مسألة في غاية الأهمية و هي العناية بالنمو العقلي للطالب و ما يتبع ذلك من توسيع للمدارك و زيادة معلوماته و صقل لغته الأم بالمفردات و قواعد الكلام و تحقيق النضج الإنفعالي و خصوصا إذا ما توفرت في المنزل أسباب النضجو التي قد تتأثر بشدة بالعوامل الوراثية وأحداث الحياة خلال فترة ما قبل المدرسة. و من خلالها يتعود التلميذ على سلوك و إسلوب معين في الحوار مع من هم في سنه أو أكبر منه و بالتالي يبدأ التلميذ في مرحلة الأرتقاء الأخلاقي و الذي يعتبر العمود الأساس لبناء شخصيته في المستقبل و خصوصاً إذا إرتكز في مبادئه على أسس و قيم دينية. حيث للمعلم أن يزوِّد الطفل بحصيلة من المعلومات التأريخية و الطبيعية لتوسيع مدارك التلميذ، و التلميذ عند دخوله عالم المدرسة في المراحل الأولى للدراسة الإبتدائية، فإنه سيواجه مرحلة إنتقالية غاية في الخطورة و تنعكس جميع تأثيراتها على سنوات حياته القادمة، وقد أثبتت الدراسات أن انجاز العديد من المهام التربوية لإعمار مراحل الدراسة الإبتدائية قد جعل التباين الكبير يظهر على شخصية التلميذ في مرحلة الدراسة الإبتدائية و أقرانه ممن لم يلتحقوا في المدارس، و من هنا تبرز أهمية و دور المؤسسة التعليمة في تنشئة تلميذ الدراسة الإبتدائية.