19 ديسمبر، 2024 4:52 ص

تنسيق عال بين مسعود وأطراف في السلطة والتحالف الشيعي

تنسيق عال بين مسعود وأطراف في السلطة والتحالف الشيعي

وسائل إعلام السلطة وتلك التي تعود للديمقراطي الكردستاني والمجلس الأعلى والتيّار الصدري , أفردت اهتماما كبيرا لزيارة مسعود إلى بغداد ولقائه برئيس الوزراء حيدر العبادي وزعيم المجلس الأعلى عمار الحكيم والهيئة السياسية للتيّار الصدري , وبالرغم من أنّ وسائل الإعلام هذه قد رّكزّت على موضوع حل المشاكل العالقة بين بغداد وأربيل والتهيؤ لمعركة الموصل مع داعش , إلا أنّ أي من وسائل الإعلام هذه قد تطرّقت إلى الهدف الحقيقي لزيارة مسعود لبغداد ولقائه برئيس الوزراء وبعض أطراف التحالف الشيعي المناوئ لزعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي , فمسعود الذي يواجه معارضة شديدة في كردستان من الأحزاب الكردية الكبيرة اليككي وكوران الرافضة لاستمراره بمنصب رئيس إقليم كردستان خلافا لدستور الإقليم وسيطرته هو وعائلته على واردات نفط كركوك وإقليم كردستان وعدم اطلاع حكومة وبرلمان الإقليم على عائدات النفط المصدّر وامتناعه عن تسديد رواتب موظفي الإقليم , أراد من هذه الزيارة تقوية موقفه في بغداد على حساب خصومه من اليككي وكوران وإيجاد حلفاء له من التحالف الشيعي تحديدا للوقوف بوجه تحالف اليككي وكوران وتقاربهم مع عدوه نوري المالكي الذي يقود عملية الإصلاح داخل قبة مجلس النوّاب العراقي , هذا التقارب الذي أطاح بخاله المخضرم زيباري من وزارة المالية .

فمسعود الذي يواجه وضعا قانونيا صعبا في كردستان , يعلم جيدا أنّ ملّفات الخلاف العالقة بين بغداد وأربيل لا يمكن حلّها بمثل هذه الزيارة , وأنّ حلّ هذه الملّفات الشائكة والمعقدّة يستوجب دستور جديد للبلاد غير هذا الدستور , ونظاما سياسيا واضح المعالم والصلاحيات تحدّد فيه صلاحيات كل من الإقليم والحكومة الاتحادية وفض حالة الدولة داخل الدولة , هذه الحقائق يعرفها مسعود والعبادي وعمار الحكيم وباقي الأطراف السياسية الأخرى , ولهذا فالقول أنّ الزيارة قد أثمرت عن اتفاق لحل المشاكل العالقة أو لوضع خارطة طريق لحل هذه المشاكل , قول مضحك ولا يعدو أكثر من كونه كلام فارغ للاستهلاك الإعلامي , أمّا حقيقة زيارة مسعود لبغداد , فهو التقارب بين اليككي وكوران وائتلاف دولة القانون الذي وضع لمساته زعيم ائتلاف دولة القانون في زيارته الأخيرة إلى السليمانية ولقائه مع الزعيمين مام جلال ونوشيروان مصطفى واحتمال تشكيل تحالف سياسي جديد يضم هذه الأطراف وأطرافا من التحالف السنّي بقيادة رئيس مجلس النوّاب الحالي الدكتور سليم الجبوري , فوجود مسعود في بغداد ليس لحل الخلافات العالقة من بغداد وأربيل , بل من أجل الاتفاق مع الأطراف السياسية الأخرى لتشكيل تحالف مناوئ من كتلة رئيس الوزراء والمجلس الأعلى والتيّار الصدري ومتحدون , مقابل لتحالف اليككي وكوران مع المالكي وسليم الجبوري , هذا التحالف الذي اصبح فاعلا تحت قبة مجلس النوّاب العراقي , ولا بدّ من مواجهة هذا التحالف غير المعلن وتشكيل تحالف مناوئ له داخل قبة مجلس النوّاب العراقي , ومن يحلم بحل مشكلة واحدة من المشاكل العالقة بين الإقليم والحكومة الاتحادية في ظل هذا الظرف وهذا الاستقطاب السياسي وبدون تغيير الدستور الحالي والنظام السياسي القائم وتحديد صلاحيات كل من الإقليم والحكومة الاتحادية بشكل واضح غير قابل للتأويل وفض حالة الدولة داخل الدولة , واهم وعليه مراجعة حساباته السياسية , كما أنّ استقبال مسعود في بغداد بصفته كرئيس لإقليم كردستان والتباحث معه تحت هذا العنوان بالرغم من عدم شرعيته , خطأ فادح وقعت فيه الحكومة الاتحادية , ودعم للديكتاتورية والتسلط التي تمّثلها عصابة مسعود وحزبه وابناءه .  

أحدث المقالات

أحدث المقالات