كنت قد نشرت – سابقاً – منشوراً على صفحتي ، أعلنت فيه (استقلاليتي) وانسحابي من التيار الصدري ، وعدم انتمائي لهذا التيار (المجاهد) إدارياً أو استراتيجياً .
وكان ذلك المنشور وما زال (يمثلني) ، وهو رأيي الجديد الذي أراه في هذه المرحلة ، وما زلت ملتزماً بمحتواه على اقتضابه ، ولهذا أحببت أن أشير عناية من يهمه الأمر إلى مجموعة من الملاحظات والاجابات على الكثير الكثير من الرسائل التي تصلني على (الخاص) ، والتي يجب أن تتجلى لمن يتابعني ، وأختصرها بما يلي :-
1/ أنا لست نادماً على السنين الطويلة من تأريخي ، والتي كنت فيها (فاعلاً) ضمن صفوف التيار الصدري (على أصعدة متعددة) ، وملتزماً بما يصدر عنه من قرارات وتوجيهات إجتماعية أو سياسية أو شعائرية أو دينية ، بل أعتبر تلك المرحلة من المحطات المهمة والجميلة بمسيرتي في الحياة .
ولو أعاد الزمن نفسه لعدت لنفس ما كنت عليه ، ولتوقفت عند هذا الحد الذي توقفت عنده الآن .
2/ على صعيد السياسة والفكر ، ومن منطلق المذهب (التجريبي) ، فأنا أتبنى أفكاراً (جديدة) يتطابق بعضها أو (يختلف) مع متبنيات التيار الصدري ، وهذا (حق وواجب) فرضه وضمنه الشارع المقدس لي ولكل إنسان عاقل ، وأنا أتحمل مسؤولية ذلك ، ولا أريد للتيار الصدري وقيادته تحمل مسؤولية ما يصدر عني من أفكار وآراء قد لا تتطابق مع المتبنيات العامة أو المتبنيات المعهودة لدى التيار الصدري / وعليه .. إقتضى التنويه .
3/ المخلصون الحقيقيون من أبناء التيار الصدري هم (إخوتي وأصدقائي) ، وهم جزء مهم من تأريخي ، ولذا ، فليس في سري وسريرتي أي (عداء) لأحدهم ، ولا أكنُّ لهم غير الاحترام والتقدير ، والعلاقة المستمرة الطيبة ، تجمعني بهم أواصر الانسانية بمعناها الأشمل ، وعلاقة الدين بمعناه الأكمل ، ووشيجة الوطن بمعناه الأجمل ، شأنهم بذلك شأن جميع العراقيين الوطنيين الشرفاء .
4/ من الناحية الفقهية ، وفي ما يخص (العبادات والمعاملات) ، فأنا ما زلتُ أتعبد بتقليد السيد الشهيد (محمد محمد صادق الصدر) ، وإن (تجلّى) لي رأي (فقهي) جديد مطابق لحركة الواقع ومخالف لرأي من أراء السيد الشهيد ، فلن أتوانى عن التعبد به ، لإيماني بتطور الفقه ، وملائمته لكل زمان ومكان .
مع إيماني المسبق بأن السيد الشهيد (قدس الله نفسه الزاكية والزكية) لو كان حاضراً على قيد الحياة لأخذ على عاتقه تغيير كثير من متبنياته الفقهية .
5/ وأما بخصوص المستحدثات – (إن وجدت) – فلستُ ملتزماً فيها برأي من مصدر واحد ، وإنما لي حق (التبعيض) فيها ، أو تتبع الأدلة (النقلية أو العقلية) التي أبني عليها رأيي وأتعبد به بمقدار ما منحنيه الله من ملكة .
6/ في عالم التحولات السياسية والفكر والعقائد ، فأنا أجيز لنفسي اتباع عدة مدارس ، وأختار لنفسي ما يطابق رؤيتي للأحداث ، ولي حق بناء رأي جديد على ضوء تحقيقي وتمحيصي للواقع .
7/ بالنسبة للسيد (مقتدى الصدر) ، فهو (كان وما زال وسيبقى) الصديق والأخ الذي شاركته طيبة الأيام الجميلة ، والذكريات الحميمية النقية بحلوها ومرها ، وهو يستحق مني كل الاحترام والتقدير ، كونه زعيم وطني عراقي ، شأنه بذلك شأن أي مصلح يحاول التغيير من خلال رؤيته الانسانية .
8/ يعلم قيادات التيار الصدري (شلع قلع) ، والكثير من القريبين مني ، بأنني (أغادر) التيار الصدري الآن وليس في عنقي محجمة من دم ، ولا اعتداء على عرض ، ولا عهدة مالية ، ولا ملف لفساد ، فقد عشت ما عشت مبتعداً وأجنب نفسي ثلاثاً ، (أموال الناس ودمائهم وأعراضهم) ، وتم لي ذلك بفضل من الله وتسديد .
……………………..
فمن قبلني على ما أنا عليه ، فهو موضع ترحيبي ، وأما من يستهجن مني ذلك ، فليغادرني بصمت دون تجريح ، أو تقريح ، أو شتائم ، أو تخرص ، أو نكاية ، أو (تهم جاهزة) معتادة ، أو تتبع للسقطات .