أبو حسين عالم- عفواً-عامل صمون (خباز)في أحد أحياء بغداد, اللهمته حرارة الفرن في صيف العراق اللاهب, ومتابعته المتواضعة للأخبار توقعات قد تكون صحيحة أو خاطئة…لكنه مقتنع إنها حقيقية وحدوثها مسألة وقت لا أكثر..وهو يحاول أن يضعها بين يدي أولي الأمر حتى لأتحدث أزمة طحين كتلك التي حدثت عقب أحتلال الموصل وقطعت رزقه لعدة أيام!!
النبؤة الثانية: موت (موت برنارد لوس) مبتسماً,وإعلان الدولة الكردية
هناك ملاحظتين ذكرني بهما أبو حسين لم تسعفني قدراتي المتواضعة في الكتابة على استيعابهما وطرحهما في النبؤة الأولى:
الملاحظة الأولى: إن نبؤات ابوحسين تمتد للأعوام الأربعة القادمة فقد تحدث تنبؤاته أو بعض منها خلال أسبوع أو بعد سنة أو اثنين,المهم إن السقف الأعلى لهذه التوقعات هي الأربع سنوات القادمة ,وهي ليست تبشيرا بأيام سوداء , أو إحباط ناتج عن ظروف احتلال ثلث العراق من قبل منظمة داعش الإرهابية ,بل هي صرخة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه, وتجنب مآسي كارثية بانتظار العراقيين .
الملاحظة الثانية: تتعلق بالنبؤة الأولى في أن ألعبادي سيكون آخر رئيس وزراء للعراق الموحد إن أسعفته المتغيرات السياسية داخليا وخارجيا ونجح في تشكيل الحكومة فقد يفشل ويأتي شخص آخر ويشكل الحكومة وربما لن تتشكل اصلاً لكن المهم عند أبو حسين ليس الأسماء بقدر إدراكه الجدي والعميق لحقيقة إن العراق كدولة يلفظ انفاسة الأخيرة ولن يطول به الزمن أكثر من أربع سنوات للموت الذي يتجه إليه بسرعة ربما تختصر هذه السنوات لعدة أسابيع او أشهر حسب نوع الأدوية والمسكنات وربما السموم التي تحقنه بها أمريكا ,فقد تفشى في جسده أنواع كثيرة من السرطانات لعل أبرزها التطرف الديني وغلبة الانتماء للهوية الثانوية للفرد العراقي على الانتماء الوطني الجامع, فجميع العراقيين اصبحو يقدمون أنفسهم كأكراد أو تركمان أو مسيحيين أو سنة و شيعة وتناسوا الانتماء المشترك …عراقيتهم
من هو (برنارد لويس) الذي يهم أبو حسين لهذه الدرجة؟!
برنارد لوس:مستشرق بريطاني المولد أمريكي الجنسية يهودي الديانة صهيوني الانتماء يتكلم ست لغات من بينها العربية والعبرية تخصص في دراسة التراث العربي وتخصصه الأكاديمي هو في المذاهب الإسلامية والفرقة الإسماعيلية على وجه الخصوص.يعتبر حجة في اختصاصه لدرجة انه يعرف الإسلام وأحكامه والقرآن وتفسيره وتاريخ المسلمين عموما أكثر من أغلب المسلمين!!
ألف عدة كتب عن الإسلام والمسلمين أبرزها (الحشاشون) عن الفرقة الإسماعيلية وأزمة الإسلام, وضع كل خبرته في خدمة القضية الصهيونية ونال عدة أشارات تقدير من إسرائيل لقاء خدماته.
تعاقدت معه وزارة الدفاع الأمريكية( البنتاغون) بشكل سري في عام 1974 لإمدادها بدراسة تتمحور حول نقاط الضعف في المجتمعات الإسلامية وكيفية استغلال تلك الثغرات لتحقيق مصالحها في تامين إمدادات الطاقة بدون عوائق وحماية إسرائيل من هجوم عربي او إسلامي يهدد وجودها. فقام بإعداد دراسة مهمة جدا قدمها( للبنتاغون) عنوانها (حدود الدم) وملخص هذه الدراسة السرية هو إن أمريكا لا يمكن أن تحقق أهدافها إلا بإنهاء وجود الدول الوطنية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتمزيقها إلى دويلات تقوم على أساس طائفي وعرقي وقد فصل ذالك بشكل شامل وحدد الدويلات الجديدة فالعراق يقسم إلى ثلاث دويلات كردية وسنية وشيعية والسعودية إلى ثلاث دويلات هي دويلة نجد السنية(الوهابية) ودويلة الحجاز السنية(الهاشمية) ودويلة الساحل الشيعية وسوريا إلى دويلة سنية تشمل حلب ووسط سوريا وأخرى علوية في اللاذقية وطرطوس وأخرى درزية في جبل الدروز( محافظة السويداء) وسنية في دمشق ودرعا, ومصر إلى دويلة أقباط والنوبة والشمال(الإسكندرية) والوسط(القاهرة) أما سيناء فستكون الوطن البديل للشعب الفلسطيني لتحقيق دولة إسرائيل الكبرى بعد ضم الأردن لها.َأقرت هذه الدراسة في جلسة سرية للكونغرس الأمريكي عام 1984 لتصبح قانون واجب التنفيذ لكل الإدارات الأمريكية المتعاقبة بغض النضر عن انتمائها للحزب الجمهوري أو الديمقراطي فهي سياسة إستراتيجية بعيدة المدى تتعلق بالأمن القومي الأمريكي. وكل الأحداث التي ساهمت أمريكا وحلفاؤها العرب وإسرائيل في إذكائها هي في الحقيقة مجرد مراحل للوصول إلى الهدف النهائي لحدود الدم ومنها على سبيل المثال الحرب العراقية الإيرانية واحتلال الكويت والحرب الأهلية في السودان ولبنان وعملية تفجير برجي التجارة في نيويورك واحتلال العراق وثورات الربيع العربي.
يقول (أبو حسين): عندما كنت اصرخ وأتحدث محاولاً توعية الناس بخطورة هذا المخطط الجهنمي كان الجميع يتهمني بالجنون وعقدة نظرية المؤامرة, وكنت اعذرهم لجهلهم, لكن كيف لي أن اعذر احداً اليوم وخاصة السياسيين وقد صارت تفاصيل هذه المؤامرة واضحة لدرجة أنها أصبحت مشروعا رسمياً وعلنياً يقوده نائب الرئيس الأمريكي( جو بايدن) في العراق وقد بانت ملامحه في ليبيا وسوريا ومصر وقبلها في السودان الذي تم تقسيمه عام2011؟!!
نعم سيموت (برنارد لويس) قرير العين وهو يرى ان مخططه بدأ يأخذ طرقه للتنفيذ بنجاح ساحق على يد شعوب وحكام المنطقة الذين يتآمرون على بعضهم ويتقاتلون فيما بينهم لتحقيق أهدافه التي رسمها قبل40عاما دون أي كلفة حقيقية للمستفيد الأول من هذا المشروع وهما أمريكا وإسرائيل فها نحن نستثمر أموال النفط في تمزيق أنفسنا وقتلها فيما يضحك هو على غباء العرب وتخلفهم ونحن نؤكد كل يوم بالأفعال رأيه القائل بأن الإسلام دين متخلف لا يمكن أن يلحق بركب الحضارة الإنسانية!!
نعم , ستقوم الدولة الكردية على كامل الأراضي التي يسكنها الشعب الكردي انطلاقاً من العراق ومن ثم سوريا وإيران وأخيرا تركيا وربما وصولاً إلى حدود روسيا, ومهما اتهم المنافقون وأصحاب رؤوس النعام ممن لا يريدون الإقرار بالحقائق لأنها تعني فشلهم في الحكم, أبو حسين بالتشاؤم أو انه من دعاة الانفصال ,فهو أمر لا يغير من الواقع شيئاً, وهو إن البار زاني وبعد كفاح طويل لعائلته وشعبه امتد من عام 1916سيعلن الدولة الكردية خلال الأربع سنوات القادمة بعد استفتاء تزيد نسبة المصوتين بنعم عليه عن 90%, وستعترف بها مباشرة إسرائيل وأمريكا وبريطانيا وفرنسا وكندا واليونان وستتابع الاعترافات لتكون عضواً في الأمم المتحدة خلال شهر من تاريخ إعلانها.
على باقي أجزاء العراق التعامل مع هذه الحقيقة بواقعية وايجاد الصيغة المناسبة للتعامل مع الجار الجديد, لكن المشكلة هي إن باقي العراق سينقسم إلى دولة سنستان في وسط وغرب العراق وشيعستان على ما تبقى منه, فكيف سيكون شكل هذه الدويلات ونوع العلاقة التي تربط بينهم؟
هذا ما سوف يجيبنا عنه أبو حسين في النبؤة القادمة.