18 ديسمبر، 2024 5:05 م

تناولوا طعامكم كدواء، وإلا ستحتاجون إلى تناول الدواء كغذاء

تناولوا طعامكم كدواء، وإلا ستحتاجون إلى تناول الدواء كغذاء

في تقرير سابق كتبت “كلكم مرضى، لحين ما تظهر عليكم أعراض أمراضكم”، وتلك حقيقة مطلقة لا نقاش فيها. أقولها عن تجربة شخصية إستمرت معي أكثر من 25 عاما، ولا زالت والحمد لله.

واليوم لا زلت أريد أن أذكركم بسكان قبائل الهونزا، الذين اشتهروا بصحتهم المثالية، والطاقة القوية وطول العمر غير العادي. فعلى الرغم من أنهم عاشوا في ظل الظروف التي يعتبرها البعض اليوم ظروفًا بدائية، إلا أنهم كانوا يعيشون دائمًا لأكثر من مئة عام، وغالبًا ما كانت تتراوح أعمارهم بين 120 و 140 عامًا. ونساءهم يلدن حتى عمر 70 عاما بدون الشعور بآلام المخاض. كما لم يكونوا يعرفون السرطان وأمراض القلب والنقرس والقرحة والسكري والحساسية وأمراض الكلى والكبد، والتهاب المفاصل، والربو، والاضطرابات النفسية، ونزلات البرد، والإنفلونزا، وتسوس الأسنان أو أي من الأمراض الأخرى الشائعة في مجتمعنا … وأنا واثق جدا أن لا أحد فيهم قد أصيب ومرض بفيروس كورونا. وبالتأكيد أنهم لم يعانوا من الاكتئاب؛ بل وصفهم العديد من الباحثين على أنهم “أسعد الناس في العالم”. زرتهم قبل أكثر من 30 عاما فوجدت أن لدى سكان قبائل الهونزا عقولا نيرة وذكاء عالٍ وذاكرة ممتازة وقوة جسدية هائلة وقدرة على التحمل. وقد قام سكان قبائل الهونزا بمهارات جسدية لم تُعرف الآن ولن تُعرف مستقبلا مثل السير لمسافة ستين ميلاً مشياً على الأقدام، في تضاريس جبلية، ومن ثم العودة كما لو أنهم ذهبوا في نزهة. وسبب ذلك أنهم يتناولون طعاما صحيًا جدًا ويشربون مياه من أنقى مياه الكون … والأروع من ذلك كله أن فيهم أجمل جميلات الأرض.
ورسالتي اليوم موجهة لكم جميعا، وبشكل خاص لأثرياء العرب، سواء من كان منهم في سدة الحكم، أو أنه ثريا من خلال عمله، فأنا واثق جدا أنكم جميعا مرضى ولحين ما تظهر عليكم أعراض أمراضكم. وأنه برغم ما متوفر لكم من أسباب العيش الرغيد، فإنكم لا تتمتعون بالصحة الجيدة وسوف لا تتمتعون، على الأقل، بطول العمر كما يتمتع بها سكان قبائل الهونزا وستشيخون قبل الأوان، بل كحد أدنى أنكم لا تتمتعون بالصحة الرائعة التي أتمتع أنا بها شخصيا، والحمد لله. وكل ذلك سببه أنه لا يوجد في دواوينكم ولا حولكم من ينصحكم بشكل علمي وجيد ما يجب عليكم أن تأكلوه وتشربوه وما يجب ان تقوموا به من جهد رياضي لكي تتمتعوا حقا بصحة دائمة وأن لا تشيخوا أو تمرضوا أبدا.
ولتأكيد ما ذكرته آنفا، أتمنى عليكم أن تقرأوا أدناه ما كتبه الملياردير الأمريكي الراحل ستيف جوبز، رئيس مجلس إدارة شركة آبل، حيث وقعت تحت يدي رسالة له تعكس تماما ما أؤمن به وما عليكم أن تؤمنوا به وهو أن أموالكم لن تمنحكم الصحة ولا العمر الطويل الذي ترغبون، بل ما يمنحكم إياها هو الغذاء الصحي الجيد.

********************************************************************************
توفي الملياردير ستيف جوبز، أحد أقطاب الأعمال في الولايات المتحدة، الذي كان رئيسا لمجلس إدارة شركة آبل، عن عمر يناهز 56 عامًا من سرطان البنكرياس. وخلف ثروة قدرها 7 مليارات دولار. وأدناه بعض من كلماته الأخيرة:

“من وجهة نظري الآن، حياتي هي جوهر النجاح، ولكن ليس لدي فرح كبير بما أملكه. في النهاية الثروة أصبحت مجرد رقم أو شيء من الأشياء التي اعتدت عليها. وفي هذه اللحظة، وأنا مستلق على سريري، مريض وأتذكر شريط حياتي، أدرك أن كل سمعتي والثروة التي أمتلكها لا معنى لها في وجه الموت الوشيك. حيث يمكنكم استئجار أشخاص ما لقيادة سياراتكم، أو خدم لقضاء حاجاتكم، أو توظيف قياديي أعمال لإدارة أعمالكم وكسب المزيد من المال والشهرة.. ولكن وبالتأكيد لا يمكنكم استئجار أشخاص ما، وبأي ثمن، لحمل الألم أو المرض نيابة عنكم.

يمكنكم أن تقتنوا أشياء مادية كما تحبون، ولكن هناك شيء واحد لا يمكنكم العثور عليه عند فقده: ” الحياة “.

فكلما تقدمتم ​​في السن تصبحون أكثر ذكاءً، فتدركون أن ساعة تبلغ قيمتها 30 دولارًا أو 3000 دولار – كلاهما تعرض نفس الوقت بالدقيقة والثانية. وتدركون أنه سواء كنتم تحملون محافظ نقود بقيمة 30 دولارًا أو 500 دولار، يظل مبلغ المال فيها كما هو. وسواءً كنتم تقود سيارات بقيمة 150،000 دولار أو 15000 دولار.. فالطريق والمسافة التي تُقطع متساوية، وستصلون في النهاية إلى نفس الوجهة. وإذا كان المنزل الذي تعيشون فيه هو 300 متر مربع، أو 3000 متر مربع، فإنكم لن تتحركوا أو تناموا على مساحة أكثر من بضعة أمتار. وسعادتكم الداخلية الحقيقية لا تأتي من الأشياء المادية التي تملكوها سواء كنتم تسافرون في الدرجة الأولى أو الدرجة الاقتصادية. إذا تحطمت الطائرة، تحطم معها الجميع.

لذا، أأمل أن تفهموا أنه عندما يكون لديكم هدف سامي في الحياة، ويكون لكم مآثر أسعدتم بها الغير، فهذه هي السعادة الحقيقية! وهذه بعض حقائق لا بد أن تلتفتوا إليها:
لا تعلموا أطفالكم أن يكونوا أغنياء. علموهم أن يكونوا سعداء. لذلك عندما يكبرون سيعرفون قيمة الأشياء، وليس تكلفة الأشياء.
تناولوا طعامكم كدواء، وإلا ستحتاجون إلى تناول الدواء كغذاء.
لا تقصِّروا على أنفسكم ولا على من حولكم.. فالمال جُعِلَ لنحيا به لا لنحيا من أجله.
أحبوا الناس الذين أرسلهم الله لكم، وأحسنوا إليهم، فيومًا ما ستحتاجون بعضكم.
وإذا كنتم تريدون أن تعيشوا أثرياء، فاذهبوا وحيدين، ولكن إذا كنتم تريدون أن تعيشوا سعداء، فاذهبوا مع الآخرين!”
********************************************************************************
وختاما، تذكروا أنكم جميعا مصابون بسوء التغذية، التي هي أن تأكلوا أكثر مما تحتاجه أجسامكم مقابل أن تأكلوا أقل مما تحتاجه أجسامكم. فالأول يسبب لكم السمنة وزيادة الوزن، والثاني يسبب لكم الهزال ونقص الوزن، وكلاهما سوء ونقص تغذية. فأصحاب الكروش الكبيرة منكم لا يعني أنكم أصحاء؛ بل بالعكس فأنتم مرضى بسوء التغذية حالكم حال من لا يجد طعاما كافيا يأكله، وجميعكم معرضون لأمراض مزمنة خطيرة قد تودي بحياتكم إن لم تعدلوا نظامكم الغذائي.

بروفيسور متخصص بعلم الفسلجة والعقاقير الطبية، ومستشار بإدارة المؤسسات الصحية، وخبير دولي بالصحة البيئية والتغذية العلاجية
بريطانيا في 29 أيلول 2021
[email protected]