22 ديسمبر، 2024 10:10 م

تنامي دور الجمهور في زمن “الذكاء الاصطناعي” لوسائل الإعلام

تنامي دور الجمهور في زمن “الذكاء الاصطناعي” لوسائل الإعلام

إدى التطور المذهل لتكنولوجيا وسائل الاتصال في احداث حالة من التكامل بين وسائل الإعلام التقليدية ، حيث تم تقليص الفوارق الفاصلة بين الإعلام التقليدي (الصحافة ، الإذاعة والتليفزيون)، حتى أصبح الأمر الآن أكبر من صحافة الموبايل وصحافة المواطن حيث وصلنا الى “صحافة الذكاء الاصطناعي”.

فما هو الذكاء الاصطناعي الخاص بالإعلام؟ والجواب أن الوسيلة الإعلامية أصبحت  متكاملة اي دمج أكثر من شكل في وقت واحد، مثلاً يقوم المخرج الاذاعي بنقل البرامج الاذاعية عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالصوت والصورة أو أن يقوم الموقع الإلكترني الخاص بأي صحيفة ببث فيديوهات اخبارية وغيرها وبث نشاطات بشكل مباشر، ولم يكتفِ هذا التطور بذاك بل أصبحت تفاعلية بشكل أوسع مما كان يتوقع أغلب خبراء الاتصال الجماهيري، وخبراء الإعلام في دراساتهم وأبحاثهم.

والمهم في هذا الموضوع أن هذا التكامل في الإعلام التقليدي وتمكين الجمهور من التفاعل مع الوسيلة الإعلامية ، أدى بالوسيلة الإعلامية أن تصبح هي التي تقود العمل الإعلامي والصحفي وليس العكس، كما هو في الشكل التقليدي لوسائل الاتصال الجماهيري، وهي ظاهرة لها سلبياتها وإيجابياتها. حيث اصبحت الوسيلة تفرض على القائمين عليها اي يعملوا على ملء كل المميزات التي تمتلكها الوسيلة ومنها على سبيل المثال مواكبة الاحداث اولاً بأول ثم الرد على استفسارات الجمهور وتابعة المادة على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتم من خلالها متابعة نسبة مشاهدة القنوات التلفزيونية على اليوتيوب مثلا أو من خلال متابعيها على فيس بوك وتوتير وغيرها.

إن دور الجمهور تعاظم في صحافة الذكاء الاصطناعي والسبب أن هذا الجمهور لم يحصل على قدرٍ كافٍ من الوعي والثقافة التي تمكنه من التفاعل مع الرسائل والوسيلة بشكل إيجابي كما أنه لا يجد احتياجاته سواء من الترفيه أو المعلومات أو الوعي او التثقيف في وسائل الإعلام التقليدية، فيلجأ إلى التعرض إلى مصادر أخرى للرسائل الإعلامية، التي تلبي  احتياجاته، وأثناء عملية البحث عن مصادر أخرى يكون عرضة للتعرض للشائعات من جهة، أو الدعاية السياسية السلبية الموجهة من خصوم سياسيين، وأعداء للوطن يديرون منصات إلكترونية من الخارج.

ويرجع ذلك إلى أن الهيئات والمؤسسات القائمة على إدارة الإعلام العراقية ، شديدة البطء فى عمليات التحول الرقمي وتطوير المنظومة بالشكل الذي يلبي احتياجات وتطلعات الجمهور وهذا يرجع الى اسباب عديدة مالية وبشرية.

بقي ان نقول ان الإعلام بشكل عام لا يمكن ان يحدث التأثير المرجو الإ من خلال التجانس مع مجالات اخرى مثل التعليم والتثقيف وبناء صحيح للمواطن لان بدون ذلك سيكون ذلك صعب جدا.