23 ديسمبر، 2024 3:12 ص

تناقض مفهوم إمتحان الله للناس مع مرحلة الإنسان البدائي

تناقض مفهوم إمتحان الله للناس مع مرحلة الإنسان البدائي

تطرح الأديان مفهوم الإمتحان وإختبار إيمان الإنسان عند الحديث عن الكوارث والمجاعات والأمراض والظلم الذي تعرضت له حياة البشر ، وتدعي أن الله يريد معرفة درجة صبرهم وحقيقة إيمانهم به ثم يعوضهم بعد الموت في جنات الخلد والنعيم .

لكننا نصطدم بتناقض هذا المفهوم مع مرحلة حياة الإنسان البدائي في عصور الكهوف والغابات والجليد .. فقد كان ذلك الإنسان بدائيا متوحشا بلا وعي ولايمتلك مايكفي من الخبرة والمعرفة والإرادة حتى نطلب منه الإختيار بين الخير والشر ، ولايجوز وفق مبدأ العدالة تحميله فوق طاقته .

إذ كيف يستطيع التمييز بين الخير والشر ، وهو عاش في مستوى الحياة الحيوانية المتوحشة من حيث الفكر والوعي والسلوك والحياة الإجتماعية ، ولم يكن لديه وسائل المعرفة والتثقيف حينها ، حتى نعرضه للإختبار في قضايا لايستطيع إتخاذ موقف بشأنها وتحكيم العقل والإرادة وهو غير مدرك للفروقات بين الخير والشر ؟
الأديان تدعي ان الحساب الإلهي يكون حسب درجة الوعي والعلم والقدرة على فعل الخير وترك الشر .. وهذا كذلك ضد مبدأ العدالة .. إذ يفترض بالله العادل ان يتساوى جميع البشر بالعقل والوعي والإرادة وألا يوجد فروقات بينهم تجعل حياتهم صعبة وتحدث تمييز عنصري بين الأعلى والأدنى ذكاءا .
والجواب المنطقي مفهوم الإبتلاء .. هو عدم ثبوت وجود الله .. وعشوائية كوارث الطبيعة والأوبئة والأمراض ، وكذلك عشوائية خلق البشر ومجهولية السبب الذي أوجد الحياة .