ملاحظة إلى كل العراقيين وخصوصا الباحثين بالشأن العراقي والمُختصّين بعلم تحليل وفهم الشخصية ,من راقب المؤتمر الصحفي الذي عقد بين المالكي والسيد مسعود برزاني يلاحظ ثمة أشياء كثيرة حصلت خلال اللقاء أولا ان المالكي كان خلال المؤتمر يُوزع ابتسامات عريضة على غير عادته في المؤتمرات السابقة للرجل التي دائما ما يخرج فيها مُتوعّدا مُتذمّرا عابس الوجه في التحليل النفسي ان الشخص الذي يُوزع ابتسامات دائما بعد طرح سؤال عليه او حصول شجار ما على غير الطبيعة الحقيقة لشخصيته انه قد تعرض إلى الإحراج او إلى التوبيخ او ضغط معين لا يتحمله لكنه مجبرا على تنفيذه إما خوفا او مصلحة معينة أجبرته من يراقب أيضا ان المالكي خلال المؤتمر كان نظراته حادّة جدا بمعنى ان الرجل كان خائفا متوترا حذرا والاهم ان شخصية المالكي في هذا المؤتمر تختلف تماما عن المالكي الحقيقي وان هذه الزيارة أظهرت لنا شخصية جديدة في العلاقات انه فاتح الذراعين إلى إقليم كردستان ,!!
الملاحظة الهامّة والأخيرة المالكي قبل ظهوره أمام الصحافيين في المؤتمر وداخل الجلسة مع الوزراء الكرد كان يُشدّد على كلمة واحدة نحن اليوم في محافظة من محافظات العراق لكن عندما ظهر مع السيد مسعود برزاني و أمام الإعلام والعالم قال نحن اليوم سُعداء في إقليم كردستان العراقي لم يذكر كلمة محافظة بل قال إقليما ما هذا التناقض يا نوري المالكي الأبرز عندما تم طرح عليه سؤالا من احد الصحافيين يتعلق بشأن تحويل قرية من قرى الإقليم وهي حلبجا الشهيرة إلى محافظة ضمن الإقليم قال المالكي مُجيبا نحن سوف نفعل هذا الموضوع بالتعاون مع الإخوة في بغداد والسؤال هنا عندما فكرت المحافظات الست المنتفضة بإقليم إداري نرى المالكي انتفض ضد هذا المشروع ……؟
وعندما انتهى المؤتمر وعلى غير العادة والمعتاد لاحظتم المالكي ماذا فعل قال للجميع شكرا شكرا شكرا بوجه متذلل وعندما تنظر إليه تقول هل هذا فعلا المالكي والمشكلة قال شكرا قبل ان يقولها مسعود المضيف للمالكي ومن يتابع كل المؤتمرات لنوري لم يفعل هكذا في حياته مثل ما فعل اليوم في كردستان ,وفي البرستيج لضيافة الرؤساء هذا غير مسموح به أبدا
أخيرا أقول تحية إلى مسعود برزاني الشخصية القيادية الكردية والتي أعتقد أنها لن تتكرر في العراق خصوصا بعد 2003 بين القيادات الأخرى بالتأكيد هو شخصية حكيمة أجبرت المالكي المتعجرف إلى الذهاب إلى كردستان والجلوس على طاولة الحوار والشعب الكردي ممنون له بكل تأكيد كما يقال في اللهجة العراقية الدارجة .