لقد أكدت كل الكتب والرسالات والشرائع السماوية بأن الله عز وعلا هو الغفور وهو الرحمن الرحيم بعباده وهو الصابر والحليم على ما يرتكبون من أخطاء ومعاصي حتى أن حلمه عليهم أمتد لألف عام! ، كما أن رحمته وسعت كل شيء بغفرانه وقبوله توبة عباده المخطئين شريطة أن تكون توبة نصوحة0 أن مشكلة الكثير من المسلمين والذين يدعون زورا وبهتانا أنهم مؤمنين! بكل ما جاء في كتاب الله أنهم فهموا فهما خاطئا ! عن قصد وعلم أو بدون ذلك وبجهل واضح عفو الله وحلمه وصيره عليهم ، حتى وصل بهم الصلف والغي الى حد الكذب على الله وأستغلال رحمته وعفوه وحلمه فيما يقومون به ويرتكبون من معاصي وآثام وأعمال حرام! 0 وقد أثرت بعض أمثلتنا الشعبية على تفكير الناس وسلوكياتهم تلك الأمثلة التي أصبحت موروثا أجتماعيا تتناقلها الناس عند الكثير من الأحداث والمواقف ما يدل على ذلك! ، على سبيل المثال من تلك الأمثلة الشعبية ، (أن الظالم سالم) و( عتبة الكافر من ذهب)! وغيرها من الأمثال الشعبية ، وفي الحقيقة ان هذه الأمثال لم تأت من فراغ بل هي ضربت وجاءت عن تجارب وأحداث وشواهد عاشها أسلافنا وأهلنا من قبل ونقلوها لنا ، ومن المصادفات غير الطيبة ! أننا لا زلنا نعيش شواهد هذه الأمثال في زمننا الرديء هذا الذي نعيشه الآن! ، والذي يمثل أمتداد لحلم الله وصبره على الباطل وعلى الفاسدين والمفسدين ، حيث نرى الظلمة والفاسدين والسراق والسفلة وسقط المتاع والكذابين والمنافقين والأنتهازيين والذين شوهوا كل معالم الدين والأخلاق وأساءوا لكل القيم والمباديء الأنسانية ، ((سالمين غانمين يتنعمون بالعيش الرغيد غير آبهين بكل ما أقترفوه من سرقة وظلم ومن جرائم وفساد وهم في أمن وأمان حتى من الله ! الذي لا يخافونه أصلا في كل ما يقومون به من أعمال!!)) 0 ومن الجدير أن نذكر هنا ما قيل بأن ( كل المخاوف تجلب لك الهموم ألا الخوف من الله فأنه يجلب لك أعظم شيء (( ولمن خاف مقام ربه جنتان /سورة الرحمن / الآية 46)) 0 وفي الحقيقة أن طول حلم الله وصبره على الظالمين والمجرمين والفاسدين وعدم القصاص الفوري منهم ليكونوا عبرة للأخرين! ، أثر وبشكل كبير وواضح على البنية الدينية والأيمانية الهشة أصلا لدى الكثير الكثير من العراقيين!
حيث صارت لديهم قناعة بتلك الأمثلة الشعبية ، أكثر من قناعتهم بالثوابت الدينية التي جاء بها القرآن المجيد! ، عن الحلال والحرام والعقاب والثواب حيث صاروا ينظرون أليها كشيء من الغيبيات التي لربما تكون موجودة وغير موجودة حسب تفكيرهم!! ، ومن يدري لربما أستمرار الظلم وجولة الباطل الذي لازال قويا وأزدياد صورالجوع والفقر والحاجة وكل الأزمات والمصائب أمام ضعف هذا الأنسان الذي لا يقوى على فعل شيء سوى بالدعاء والتضرع الى الله عسى أن يخلصهم من هذا الجور والظلم ويبدل أحوالهم نحو الأفضل بعض الشيء ، مع أستمرار حلم الله على ذلك وصبره على الظالمين والفاسدين وعلى كل ما يجري الآن من ظلم واضح وفاحش لربما سيخلق حالة من الألحاد لدى البعض! أن لم يكن قد صار الكثيرين ملحدين فعلا!!! 0 ووسط أجواء الفقر والجوع والخوف والحاجة وضياع الأخلاق والقيم وفساد الذمم وعدم مخافة الله أصلا وموت الضمير تلك الأجواء التي عاشها العراقيين في العقود الاريع الماضية ومن حروب وحصار ومحن وويلات والتي أزدادت وتردت بشكل خطير في السنوات التي أعقبت سقوط النظام السابق عام 2003 جعلت الكثير من العراقيين يعيشون حالة من التناقض والحيرة من أمرهم!؟، أيعصون أوامر الله ويرتكبون الخطايا والأثام وكل ما نهى الله عنه ويعيشون الحياة بطولها وعرضها كما يقال ويتمتعون بحلالها وحرامها على السواء بأعتبار أن الأنسان يعيش مرة واحدة في الحياة! ، ثم يتوبون بعد ذلك الى الله في أواخر أيامهم أو بعدما يصلون الى أرذل العمر أو عندما يقعون في مرض شديد أو تصيبهم مصيبة كبيرة ، طمعا في مغفرة الله ورحمته لأن الله هو الغفور الرحيم! ، متيقنين تمام اليقين بأن الله سيغفر لهم ذنوبهم وتوبتهم! ، أم يلتزمون بحلال الله ويتجنبون كل ما حرمه الله ونهى عنه مهما وصلت بهم ظروف الحياة من صعوبة ومهما قسى عليهم الزمن أملا برضا الله وبالفوز بالجنة التي هي حلم أي مسلم!؟0 في الحقيقة أن الكثير من العراقيين يعيشون حالة من الصراع النفسي الخطير بفعل الظروف غير الطبيعية التي مرت عليهم منذ 18 سنة وقبلها ولحد الآن ، وأمام سخرية الحياة وأقدارها! وأبتسامة الدنيا وحظها لمن لا يستحقونه! ، وبسبب سقوط المنظومة الأخلاقية والفكرية والدينية للكثير من العراقيين الذين كانوا ضحية كل تلك السياسات الغبية والعقيمة والظالمة ، التي فشلت في بناء الأنسان العراقي بناء صحيحا منذ تأسيس الدولة العراقية عام 1921 ولحد الآن !
وفي ظل هذه الظروف العصيبة التي نعيشها الآن بكل صورها وأشكالها وتفاصيلها وبين مستقبل مجهول ينتظر العراق وما تخبئه الأقدار وقادمات الأيام لشعبه ، بات الكثير منهم يعيشون حالة من التناقض والتشتت التي تصل الى حد الضياع بين الأقتناع فيما نقله لنا موروثنا الشعبي من أمثلة وقصص كالتي مر ذكرها وبين ماجاء بالقرآن من مواعظ وحكم وتبصير للأنسان بعدم الوقوع بالزلل والخطأ ، أي بين أرتكاب الخطايا والآثام على أمل الغفران والرحمة من الله ، وبين مخافة الله وعقوبته؟ فما دام الله غفورا رحيما وأن حلمه على الظالم والفاسق والفاجر والمجرم قد يطول لألف عام وكما أن (شارة وحوبة) الأئمة الأطهار والصحابة الأجلاء عليهم جميع أفضل السلام ، لا تظهر بسرعة وفي حينها كما يريد ويتمنى عموم الناس!
لذا حسم الغالبية أمرهم وأعتمدوا (المراوسة)!! ، فباتوا يشرعون لأنفسهم أرتكاب الأخطاء تحت حجج ومفاهيم غبية! ولكنهم يقيمون الصلاة ويصومون شهر رمضان ويواضبون على زيارة المراقد الأئمة الأطهار عليهم جميعا أفضل السلام ، لأنها ستكون شفيعهم عند الله وأنه سيغفر لهم خطاياهم! ، فطمعوا هؤلاء برحمة الله وغفرانه وعفوه ، وبغباء وجهل ديني وعدم فهمهم فهما صحيحا لنعمة الله عليهم بالغفران والرحمة وطول حلمه عليهم (( الله يستهزيء بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون / الآية 15 من سورة البقرة)) ، فأستمروا بأرتكاب الأخطاء والمعاصي والفساد في الأرض ماشاء لهم أن يفسدوا وبنفس الوقت أستمروا بأقامة فرائض الله والألتزام بكل الشعائر الدينية ، وكأن لسان حالهم يقول: لماذا لا نرتكب الأخطاء والمعاصي ما دامت الحسنة بعشرة أمثالها والسيئة بمثلها فقط!0 أخيرا نقول لا تعليق لدينا على ما ذهب أليه هؤلاء ويذهب أليه الكثيرون من أمثالهم وكيف يفكرون ويتصرفون ، فالأنسان لا يدرك حكمة الله عز وعلا ولن يدركها أبدا0 فرحماك يا ألهي من هذا العذاب ومن هذا التيه الذي نحن فيه ، فنحن عبادك وكنا ولا زلنا ضحية عبادك من الملوك والرؤوساء وحكام الجور الظلمة الذين دمروا بنيانك للأنسان الذي خلقته ( الأنسان بنيان الله ملعون من دمره) ، فماذا سيقول حكام الأمس واليوم لله على ما فعلوه ويفعلون بعباده!؟0