التناقضات الرسمية – الحكومية ” المجهولة العدد نوعياً وكميّا الى الآن وما بعد الآن ” , فإنّها لا تقتصر على توصيفها في العنوان اعلاه فحسب او فقط ! وإنمّا تدخل في خانة ” المبكي- المضحك الساخر , وفي كلّ مسامات وثغرات التراجيديا – الكوميدية ” وما يفوق ذلك بأشدّ من الشدّة والحدّة .
إذ وردَ وانتشرَ خبرٌ عن توجّهٍ الحكومي بقرار عن تخصيص 180 مليار دينار لتوسعة مسجد ” ابو حنيفة ” , وهذا خبرٌ وقرارٌ يمتلك كلّ متطلّبات الغرابة والكآبة ومقتضيات التفكيك , فهذا المسجد – المرقد ” اولاً ” لا يحتاج الى توسيع مساحته حتى لأمتار إنْ لم نقل سنتمترات ! فالمكان هذا ليس كما المراقد ” الأخرى ” اللواتي تزورها الناس سيراً على الأقدام في مناسباتٍ دينيةٍ متعددة ومختلفة , فمقام ابي حنيفة لا يزدحم بالجمهور إلاّ لمرّة واحدة في السنة ولبضعة ساعات ” ولا نقول سويعات ” عند حلول مناسبة ولادة الرسول الأعظم ” ص ” , اذ تخصيص هذا المبلغ الهائل كهدر متعمّد للمال العام , فإنّما يُفجّر رزمة او حزمة من تساؤلاتٍ , تغدو اجوبتها جاهزة مسبقاً قبل طرح وصياغة مثل هذهنّ التساؤلات المفترضة , حيث أقلّ تفسيرٍ وتفكيكٍ لهذه التساؤلات , والأمر لا يعدو كونه محاولة لعملية ارضاء وترضية ما يُصطلح عليه بِ ” السُنّة ” الذين لا علاقة لهم بأبي حنيفة ولا بغيره اصلاً , لكنّ عملية الترضية والأرضاء هي للجهة التي تدّعي وتزعم ” قسراً ” تمثيلها للسُنّة وبمباركة ودعم حكومي لمحاولة ترميم العملية السياسية البائسة .. كان من الأجدر بالطبع استبدال صرف هذا المبلغ على بناء عدد من المستشفيات وتشييد اعداد من المدارس < التي وصلت الحالة الى العديد منها بدوام ثلاث وجبات او ” شفتات ” من الطلبة ! وبلغ عدد الطلاب في العديد منها الى 60 – 70 طالباً في الصّف الواحد .! , وهل من دواعٍ خاوية تستدعي القول او التساؤل عن فائدة المجتمع والجماهير من بناء المراكز الصحية والمدرسية أو من تشييدٍ لمرقد .! ؟
في الجانب الآخر من هذه التي كأنها مسرحية جادّة وغير ممسرحة , فتفيد انباءٌ اخريات ” ذات صلة غير حميمية ” وتناولتها المواقع الأخبارية والسوشيال ميديا ” تناولتها بشراهة ! ” عن توجّهاتٍ وقرارات لهدم مسجد ” أمّ الطبول ” المتميز بطرازه المعماري المغربي ولخصوصيته البائنة بين كافة الجوامع الأخرى , ( ويتبع : ) هدم مسجد ” أمّ القرى ” ومسسجد ” عمر المختار ” , وتحويل هذه الجوامع الثلاث الى شققٍ سكنية .! , لا نتطرّق ولا نبحث عن الجهة النافذة التي ستستفيد من ارباح وأجور تأجير عمارات الشقق السكنية القادمة , لكنّما ومن زاويةٍ حسّاسة وشديدة الخصوصية , اليس من الحرام ومن المحرّمات تهديم وازالة ” بيوت الله ” اللائي يتجمّعون فيها المصلّون , وتُقام فيها مراسم صلاة الجمعة , وصلاة الجماعة اليومية بكلّ اوقاتها .!
ايضاً , ننقل هنا نصّاً وحرفياً ما تناقلته الأخبار بما مفاده : – < على ضفة نهر دجلة في منطقة ” السنك ” تمت ازالة قبر العلاّمة الأسلامي – التأريخي ” ابن الجوزي ” كيما لا يأخذ ولا يستقطع ايّ مساحةٍ ما من الأرض التي اصبحت مرآب للسيارات التي أجرة الوقوف فيها 3 آلاف دينار وليس 5 آلاف دينار كما المرائب الأخريات .. العلاّمة التأريخي الراحل ” ابن الجوزي ” كتب اكثر من 300 كتاب في الطب والتأريخ والفلسفة والفقه الحديث والسيرة واللغة , كما قام بتأليف كتاباً آخراً بعنوان < اخبار الحمقى والمغفّلين – ويتضمّنُ باباً او فصلاً بعنوانٍ فرعيٍ : ” الحماقةُ هي غريزة ” > , وكأنّه كان على درايةٍ مسبقة بالذين سيهدّمون قبره .!!
قطعاً لا نقول أنَّ رُبَّ قائلُ يقول او سائلٌ يسأل عن موقف الأحزاب الأسلامية للسلطة من عمليات ازالة وهدم الجوامع المذكورة , انّما فحتمية الرؤى الجماهيرية تتجّه وبأندفاعٍ الى هذه الأحزاب التي لم تنفِ هذه الأخبار , على الأقل .!