19 ديسمبر، 2024 9:29 ص

تناقضات التسليح الدولي

تناقضات التسليح الدولي

حزبُ الله أو المقاومة الإسلامية في لبنان،هو تنظيم سياسي عسكري متواجد على ساحة لبنان السياسية والعسكرية على مدى أكثر من ثلاثين عاماً، وقد اكتسب وجوده عن طريق المقاومة العسكرية للوجود الإسرائيلي خاصة بعد اجتياح بيروت عام 1982، وكلل الحزب عمله السياسي والعسكري بإجبار الجيش الإسرائيلي على الانسحاب من الجنوب اللبناني في أيار من عام 2006، وتصدّى له في حرب تموز 2006 وألحق في صفوفه خسائر كبيرة ، اعتبرت في إسرائيل إخفاقات خطيرة وتهديد مصيري لإسرائيل كدولة.
ويعتبر حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، الوكيل الشرعي لـعلي خامنئي في لبنان،هذا الارتباط الأيديولوجي والفقهي بإيران سرعان ما وجد ترجمته المباشرة في الدعم السريع والمباشر من الجمهورية الإسلامية الإيرانية للحزب الناشئ.                                                                          تشكـَّل الحزب في ظروف يغلب عليها طابع “المقاومة العسكرية” للاحتلال الإسرائيلي الذي اجتاح لبنان عام 1982، ولذا؛ فالحزب يبني أيدلوجيته السياسية على أساس مقاومة الاحتلال، وكانت أولى العمليات التي قام بها الحزب وأكسبته شهرة مبكرة في العالم العربي، قيامه بنسف مقر القوات الأمريكية والفرنسية في تشرين الأول عام 1983، وقد أسفرت تلك العملية عن مقتل 300 جندي أمريكي وفرنسي.
وبما أنَّ العلاقة بين حزب الله وإيران يتداخل فيها البعد السياسي والديني، فبعض اللبنانيين الشيعة الذين يمثلون كوادر حزب الله تربطهم بالمرجعيات الدينية الإيرانية روابط روحية عميقة، ويُعتبر مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي أكبر مرجعية دينية بالنسبة لهم، ويسمى أمين عام حزب الله حسن نصر الله “الوكيل الشرعي لآية الله خامنئي،فإنّه من الطبيعي جداً أنْ يكون الدعم السياسي والمالي الذي يتلقاه حزب الله من إيران،كما هو معلن في تصريحات أمينه العام حسن نصر الله وهو القائل:”إنَّ ذلك لا يعني أنَّ الحزب هو حزب إيراني على أرض لبنانية”، ويعضد كلامه بالقول “إن أمين عام الحزب لبناني، وكل كوادر الحزب لبنانيون، ويمارس نشاطه على أرض لبنانية، ويدافع ويقدم شهداء في سبيل تحرير الأرض اللبنانية، وكل هذا كما يقول معايير كافية على أن الحزب لبناني وليس إيرانيا”.
كما تميّزت العلاقة بين حزب الله وسوريا بخصوصية واضحة ، منذ عقد اتفاق الطائف برعاية سعودية ــ سورية ، الذي تم بموجبه نزع أسلحة الفصائل اللبنانية المتصارعة وحل المليشيات العسكرية، وأبقت على الأسلحة بحوزة حزب الله، الذي لم يكن طرفاً في الحرب الأهلية، بل كان مجال نشاطه متركزاً في منطقة الحزام الأمني الذي أقامته إسرائيل في جنوب لبنان، وزاد من خصوصية تلك العلاقة أن سوريا لم تتوقف عن سياسة دعم حركات المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي ،ولا ينفي حزب الله تلقيه مساعدات مختلفة من سوريا، بل إنـَّه يهدي انتصاراته على إسرائيل لها بالدرجة الثانية بعد لبنان،لأنها الداعم الأول وصاحبة الفضل الكبير في انتصاراته.
والحالة هذه ؛ فما هو الضير من أن يحرص حزب الله على توثيق علاقاته المتينة مع سوريا وإيران، اللذان يتحالفان مع مشروعه الجهادي بمحاربة إسرائيل ، وحماية أرض لبنان،بعدما أظهر الآخرون تخوفاتهم الحذرة من تمتين هذه العلاقة.
أشارت صحيفة «هاآرتس»  الإسرائيلية، إلى أن القصف الأول على سوريا يوم 6/5/2013كان يستهدف شحنة أسلحة إيرانية تتضمن صواريخ «أرض – أرض» من طراز «S110»، إيرانية الصنع وكانت في طريقها إلى «حزب الله» اللبناني من خلال مطار دمشق الدولي.
وقال موقع «ديبكا» ألاستخباراتي الإسرائيلي ((السوريون ردوا بشكل غير مباشر على القصف الإسرائيلي، حيث أتمّوا عمليات نقل الأسلحة الإيرانية إلى موقعين لـ (حزب الله) في مدينة (القصير) السورية، ويسيطر على الأسلحة الآن وحدتان من وحدات النخبة التابعة للحرس الثوري الإيراني، وهما لواء المهدي ولواء القدس.
هذه المعلومات ـ بغض النظر عن مدى مصداقيتها ـ لا تشكـِّل عاراً لا على حزب الله ، ولا على سوريا، ولا على إيران،ولا تمثل جريمة دولية أو إنسانية في المنطقة، لأنَّ السلاح الذي تستخدمه إسرائيل لضرب اللبنانيين والفلسطينيين هو سلاح أمريكي، فلكي تكون الجريمة ُ جريمة ً، يجب أن تتوفر أدواتها بالمنظور القضائي العسكري العادل. إما أن يكون تزويد إيران وسوريا لحزب الله بالسلاح جريمة، إذن؛ يجب أن يكون تزويد أمريكا لإسرائيل بالسلاح جريمة أيضاً.
لا أعرف ؛ لماذا هذا الخوف العربي والدولي من مسألة تزويد حزب الله بالسلاح، أليس حزب الله منظمة جهادية تقف بوجه إسرائيل وتتصدى لأيِّ اعتداء إسرائيلي على لبنان،أليس حزب الله أثبت مصداقية مواقفه المشرفة على أرض المواجهة الحقيقية ضد إسرائيل، أليست إسرائيل عدوّة الأمّة العربية والأمّة الإسلامية، أليست إسرائيل تحتل الأرض العربية الفلسطينية، وتدنس المسجد الأقصى..أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين؟!! ثم لماذا هذا الخوف من مرور السلاح إلى حزب الله أو إلى سوريا عبر أجوائنا العربية،وهما على خط المواجهة مع العدوّ الإسرائيلي؟!
أمريكا لا تمانع من امتلاك كوريا الجنوبية لأسلحة نووية وتدعمها، لكنها ؛ تمانع بشدة تطور الترسانة النووية لكوريا الشمالية التي تدعمها الصين !!!((المصادر معتمدة)) .

أحدث المقالات

أحدث المقالات