23 ديسمبر، 2024 7:06 م

تناسل المحاصصة .. كلاكيت ثالث مرة

تناسل المحاصصة .. كلاكيت ثالث مرة

بالامس اعلنت مفوضية الانتخابات عن اعداد واسماء الكيانات التي ستخوض الانتخابات البرلمانية القادمة ..وعددها ؛ ما شاء الله ..وعين الحاسد تبلى بالـ ( فكس )  276 كياناً .
للوهلة الاولى ؛ اطمئن كل العراقيين الى ان لا جديد في تلك القوائم.. لا على اساس الوجوه ولا القوائم ولا البرامج الانتخابية.. فكل الوجوه ( الا استثناءات قليلة جدا ) مكررة ومألوفة والفناهم نجوماً للخطب والبرامج الوردية والتصريحات الرنانة ..وكذلك الشتائم والصراخ والتراشق اللساني او القندرائي ( حاشاكم الله ) والكوامات العشائرية ..كما انهم جميعاً جاؤكم بنفس البرامج السابقة التي نجحت في وضع العراقيين في مصاف الدول والشعوب المتقدمة من حيث الخدمات والامن والرُقي والرواتب والسعادة والرفاهية والامتيازات ..والادلة واضحة ومتاحة لديكم وانتم تعيشونها يوميا من : الكواتم الى المفخخات والناسفات والامن المستتب ..والمساكم والشقق والبيوت الفارهة ..الى الكهرباء والخدمات المتطورة التي جعلت الامطار الاخيرة والفيضانات التي تبعتها تمر عليكم وانتم امنون مطمئنون تنامون رغداً وهناءً. 
ولو دققتم اسماء وبرامج الكيانات التي ستخوض الانتخابات جيداً لوجدتموها : تنمية ..رخاء ..تقدم ..تطور ..استقلال ..نزاهة ..صدق ..عدالة ..اخلاص ..وحدة.. اتحاد ..عمل ..شرف ..حرية ..؛ وهي لعمركم نفس البرامج التي جاء بها البرلمانيون الحاليون او الذين سبقوهم في تجربتنا الديمقراطية الجديدة ؛ والتي طبقوها وزرعوها على ارض الواقع منذ عشر سنوات  فاثمرت شجراً مراً وحجراً املساً اطلقوا عليه اسم المحاصصة .. ولا ادري اين الخلل اذا كانت برامجهم وافعالهم بهذه الشعارات البيضاء البراقة ..اللهم الا اذا كان الخلل في المواطن العراقي البسيط المغلوب على امره بهم ..ومنهم ايضا .
ومن الان وحتى اربعة اشهر قادمة سنسمع ونسمع ونسمع .. تشهيراً وتسقيطاً وخطباً واعلانات وبرامج وفضائح ونشر غسيل قذر واتهامات واصطفافات طائفية ومذهبية ودعايات بمليارات الدولارات وليس الدنانير وسنرى المرشحين يتسابقون لاستغلال المناسبات الدينية القادمة ويوزعون كارتات الموبايل واللحف والبطانيات والمدافئ والهدايا او ما يستجد غيرها ..وستنتهي الانتخابات ونعود الى نغمة المحاصصة من جديد وسيختلفون على الكراسي والمناصب واللجان والامتيازات والوزارات ( الدسمة ) ..ثم يتفقون على توزيع المناصب فيما بينهم تحقيقاً للتوازن واحترام المكونات والشراكة الوطنية و..و.. وطز بالنزاهة والكفاءة والتكنوقراط ..ولتذهب الى الجحيم امال الاغلبية الصامتة ؛ صمت ابي الهول .. واذا تعثرت الامور بينهم واختلفوا على توزيع الكعكة ؛ فلا باس من ان يقوم رئيس الوزراء بأدارة خمسة مناصب في وقت واحد للضرورة ..او ان نسند وزارتي الثقافة والدفاع ..والخارجية والبلديات ..والزراعة والنفط ..والداخلية والاسكان ..والعلوم وشؤون المحافظات ؛ لرجل واحد ..فالكفاءات في العراق الجديد شحيحة ..وللمحاصصة – كما للضرورة – احكام ..وكل شيء بثمنه..ويا بخت من نفّع واستنفع !! 
اتمنى على سياسيينا الحاليين ان يثبتوا مرة واحدة فقط  خطأ او خطل ما ذهبنا اليه..عنذ ذلك فقط سننحني لهم احتراماً.             
 [email protected]