أستذكر العراقيون 14 تموز ذكرى ثورة الفقراء والجياع التي قادها ابن الشعب البار الزعيم الخالد عبدالكريم قاسم , تلك الثورة التي اعلنت فيها الجمهورية الاولى.
لقد استطاع الزعيم عبدالكريم قاسم ان يبني وطنا بفضل التفاف قوى الشعب بكل اطيافه ومكوناته عربا وكردا وتركمانا سنة وشيعة وصابئة وغيرهم , وبرغم المعوقات وعمر الثورة القصير الا ان الزعيم استطاع ان يحقق الكثير مما كان يحلم به ابناء الشعب من المشاريع و المنجزات التي كانت تصب في مصلحة الفقراء والمسحوقين ومنها مدينة الثورة ( الصدر حاليا ) ومدينة الشعلة واسكان غربي بغداد وزيونة وحي العامل واليرموك ومدينة الرشاد والحرية والكثير من المدن في محافظات العراق . بالاضافة الى بناء المدارس والمصانع وعشرات المستشفيات ودور العبادة والمتنزهات وتوفير الماء الصافي كما استطاع ان يحرر العراق من استغلال شركات النفط الاحتكارية من خلال سن وتشريع قانون رقم ( 80 ) لسنة 1961 والخروج من حلف بغداد وبناء شراكة وطنية والتخلص من الكثير من القوانين التي الحقت الضرر بالفرد العراقي فقد استطاع من القضاء على نفوذ الاقطاع واجرى إصلاحات جذرية مثل سن قانون الإصلاح الزراعي والقيام بحملات كبيرة في قطاع التعليم والصحة ، وبناء الأحياء السكنية للفلاحين والكسبة الى غيرها من المشاريع في ظل امكانيات مادية ضعيفة وميزانية هزيلة .
ان استذكار ثورة 14 تموز في العام 1958 التي أطاحت بالحكم الملكي في العراق و إعلان الجمهورية العراقية وانهاء العهد الملكي بعد نجاح الثورة وتولي المهام والمسؤوليات بدافع من المصلحة العامة لبناء العراق , هي استذكار لرجل قدم نفسه فداء من اجل الفقراء والجياع وهذا هو سر خلود الزعيم على امتداد السنين , وأما الطغاة الذين اغتالوه عام 1963 فهم وصمة عا ر في جبين التاريخ .
في ذكرى الثورة لابد ان نستذكر ماثر الزعيم الخالد عبدالكريم قاسم ونطالب الحكومة بأعتماد هذه المناسبة الخالدة يوما وطنيا وهو جزء من رد الاعتبار لهذه الثورة التي قدمت الكثير من العطاء للعراق .
تحية لثورة 14 تموز في ذكراها الخالدة , وتحية لمحبوب الشعب قاسم .