9 أبريل، 2024 6:17 ص
Search
Close this search box.

تمور مستوردة ونخيل مضطهدة وبلاد مهددة

Facebook
Twitter
LinkedIn

كان العراق اول دولة في العالم بانتاج وتسويق التمور ، وكان هذا البلد الزراعي ينتج اكثر من 300نوع من هذه التمور ، وان البحث في موضوع التمور يؤدي بالضرورة الى القول ان العراق قد بدا في حقبة السبيعينات الدخول في مرحلة تصنيع التمور ، لولا حروب صدام وما ترتب عليها ولاسباب عسكرية فقد انخفض عدد النخيل الى معدلات مخيفة بسبب القطع المستمر لهذه الشجرة ،بعد ان كان العدد يناهز ال 30 مليون نخلة  ، وقد كان حريا بوزارة الزراعة ومن تعاقب عليها من وزراء الحصة بعد السقوط الاهتمام بالنخيل ،ذلك ان محاولات زيادة عديد النخيل كانت محاولات خجولة لا ترقى الى مستوى اهمية العراق النوعية في تطوير هذا المنتوج، ، وبذلك تحول العراق الى بلد مستورد للتمور من ايران ومن السعودية او الامارات العربية المتحدة ، والعجب كل العجب ان تمور هذه الدول ذات نوعية جييدة في النظافة ووالتعبئة والتغليف ، كان الاجدر بالشركة العراقية لانتاج وتصنيع التمور الارتقاء بمستوى هذه المادة الى ما يليق بتاريخ العراق الزراعي خاصة وانها قطاع مختلط وجدت هذه الشركة من اجل تنمية وتطوير صناعة هذه المادة ، وليعلم القارئ ان التمور العراقية هي من اجود انواع التمور في العالم ، وانها من الانتاج الى  التسويق والتصدير تعمل على تشغيل مئات الالاف من الايدي العاملة والرخيصة في محافظات الوسط والجنوب ، وان ما اصاب هذا المرفق الاقتصادي المهم هو ذات الشئ الذي اصاب مرافق الدولة الاخرى نتيجة الفساد وانعدام الضمير .
ان وزارة الزراعة مطالبة بجدية الانتباه الى هذا الجانب وان تضع خطة طموحة لاعادة بساتين النخيل الى سابق عهدها وان تعمل  بجدية مديريات الزراعة الى مكافحة الافات الزراعية التي تصيب هذه الشجرة الثمينة المتعففة من الخدمة المستدامة ، وان تنتبه وزارة التجارة الى شركتها التي تخلفت كثيرا عن ميدان انتاج وتصنيع التمور والتي يكاد السوق العراقي يفتقد الى موجودات تمور هذا البلد في الاسواق الى جانب السعودي او الايراني او الاماراتي والتي تتميز تمور هذه الدول بالمنافسة الشديدة التي ابعدت تمور العراق عن اسواقه ، الى متى يظل العراقيون يتخلفون والعالم يتقدم والى متى تظل عمتنا النخلة مظلومة والى متى تظل هذه الدولة تستورد ولا تنتج ، ان من لا يهتم بزراعة وتطوير التمور ، كمن يقول لاقتصاد العراق توقف ،لان النخيل ثروة توفر الغذاء الغني بمحتوياته والرخيص في اسعاره وشجرته لا تطلب جهدا كبيرا، من فلاح العراق المظلوم والظالم هو الاخر لشجرته المعطاء….

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب