قبل انطلاق الثورة السورية كانت الحكومة العراقية تتهم النظام السوري بالوقوف وراء جميع الأعمال الإرهابية التي تحدث في العراق.
وفي صبيحة إحدى الأيام العراقية الدامية تم تفجير وزارة الخارجية العراقية بسيارة مفخخة دمرت بناية السفارة وحصدت ما حصدت من أرواح العراقيين الأبرياء الذين لا ذنب لهم سوى أنهم عراقيون خرجوا منذ الصباح الباكر ليجلبوا قوت يومهم، وكالمعتاد وبعد كل عمل إجرامي يظهر لنا السياسيون العراقيون من خلال الصندوق الصغير ليتقاذفوا التهم بما تشتهي رياح سفنهم, لكن هذه المره ظهر لنا الأخطبوط الكبير رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والداخلية والأمن الوطني ورئيس جهاز المخابرات الوطني العراقي ورئيس إتلاف دولة القانون بالإضافة الى ترؤسه الحزب الحاكم “حزب الدعوة الاسلامية”، واتهم وقتها النظام السوري الذي يترأسه بشار الأسد بالوقوف وراء تفجير وزارة الخارجية العراقية بالإضافة إلى أنه أتهم تكراراً ومراراً النظام السوري والمخابرات السورية بتسهيل تسلل الإرهابيين إلى العراق عبر الصحراء الغربية من جهة محافظة الأنبار. حيث استطاع المالكي وقتها غرس الروح الإجرامية العدائية التي يحملها نظام بشار الأسد في نفوس جميع العراقيين.
والسبب الرئيسي لهذا كله أن بشار الأسد يحكم بإسم ومبادئ حزب البعث وهذا ما لا يطيقه المالكي لكون صدام حسين الذي يعتبر العدو الرئيسي لجميع المعارضين له كان يحكم باسم الحزب نفسه ويتبع المبادئ والقيم ذاتها التي يتبعها بشار الأسد الآن .
وسرعان ما تغيرت بوصلة المالكي السياسية تجاه النظام البعثي السوري وأصبح بشار الأسد _الذي كان يفجر ويسهل مرور الإرهابيين الى العراق_ بعد أن هبت نسائم الربيع العربي على حليف إيران الإستراتيجي يوصف بأنه نظام شقيق، وبأن أمن وسيادة النظام السوري مرتبط بأمن ووحدة العراق أرضاً وشعباً .
وللمالكي كلمات يعرفها الشعب العراقي أجمع، قالها المالكي في مواجهة حزب البعث و البعثية:
كلا كلا للبعث، كلا كلا لأفكار المقبور ميشيل عفلق.
نعم لقانون اجتثاث البعث، لا يوجد مكان للبعثية و الصداميون بيننا.
لن نلطخ أيدينا في اتفقات لا سرية ولا علنية مع البعث المقبور.
ولكن بعد الفحص والتدقيق قرر المالكي أن يدافع الى آخر قطرة دم في حياة آخر مواطن عراقي على سياسة السيد “رئيس جمهورية سوريا الشقيقة” ضد القتلة و الإرهابيين الذين يريدون زعزعة أمن و أمان “حزب البعث العربي الاشتراكي” وسوف يكون يد واحدة ضد كل من يحاول تغيير مسار الديمقراطية التي بناها الأسد في بلد الأمن والأمان
كلا كلا للمظاهرات السلمية !
كلا كلا للحرية وإرادة الشعب في تحديد مصيره!
نعم نعم لقتل الرضع في سوريا و تفجيرات بغداد!!
تعليق: هذا المعنى الحقيقي لسياسة الضحك على الذقون.
[email protected]