23 ديسمبر، 2024 3:28 م

عندما كنت جالساً في المقهى بصحبة اثنين من اصدقائي الذين كانوا يتحاورون كالمعتاد على وضع العراق وما ال اليه بعد تسعة سنوات ونصف من سقوط الصنم , وانا منهمك بتصفح بعض الاخبار المحلية في احدى الصحف اليومية  لفت انتباهي خبر الصفحة الخاصة بالشؤون الاقتصادية ان بعض الشركات الصينية وبالتعاون مع مستثمرين عراقيين توصلوا الى اتفاق مع اقليم كردستان بأنشاء مصنع خاص بصناعة السيارات وتم تخصيص قطعة من الارض مساحتها 90 دونم في محافظة السليمانية . قرأت الخبر وبدأت تراودني بعض الافكار فيما اذا مثل هذه المشاريع الاستثمارية سوف يكون مردودها على العراق ايجابيا او سلبيا وحينها حاولت ان اشركهم معي في الرأي لعلني احصل على اجابة ولكن تباينت الاجابات فالاول قال بان زيادة اعداد السيارات في العراق من دون تخطيط مسبق سيؤدي سلباً على الشارع العراقي من اختناقات وزحامات بينما ايد فكرة مشروع انشاء مصانع محلية داخل العراق بمساعدة او اتفاق مع شركات السيارات العالمية شرط ان تكون منخفضة التكاليف وبإمكان المواطن ذو الدخل البسيط ان يحصل عليها وان تكون هناك حلول اخرى من قبل الحكومة في إنجاح مثل هذه المشاريع مثل توسعة الشوارع واضافة شوارع ومجسرات وانفاق جديدة وفق معطيات الزيادة السكانية في محافظات العراق , اما صديقي الاخر كان له رأي اخر هو ان مشاريع صناعة السيارات لو انشئت داخل العراق سوف تكون وسيلة ضغط على الحكومة لايجاد حلول كفيلة بالسيطرة على الزحامات وفتح الطرق المسدودة وتقليل السيطرات بالاضافة الى انشاء المجسرات وفتح شوارع جديدة اما من جانب اخر فان المشاريع داخل العراق سوف تساعد على تقليل البطالة المقنعة واستثمار الايدي العاملة العراقية والاولى ان تحمل اسماء السيارات بمدلولات الحضارات العراقية بالاضافة الى انعاش الاقتصاد العراقي والبدء بمثل هكذا مشاريع سوف يغري المستثمرين بأنشاء مشاريع اخرى داخل العراق وان على الحكومة دعم هذه الافكار والوقوف الى جانبها من خلال تضييق الخناق على تجارة استيراد السيارات  .
من خلال الحديث وتباين الاراء التي اقتربت في راي دعم صناعة السيارات المحلية وحثها لتشمل باقي المحافظات وان نشاهد في القريب العاجل سيارات تحمل اسماء عراقية وبأسعار اعتيادية اختتمنا جلستنا المعتادة وتوجهنا الى المراب الذي تركت سيارتي به .. عندها اخذتني التمنيات بأن اقود في يوم من الايام سيارة عراقية !! .