18 ديسمبر، 2024 7:40 م

تمكين المرأة ،،، مِن ماذا!

تمكين المرأة ،،، مِن ماذا!

لم تتمكن المرأة الغربية من المحافظة على عقلها الذي شوشته مكائن الإعلام وقصص الخيال المريض واوهام التفوق الفارغ ،ولم تتمكن من المحافظة على جسدها الذي أجبرتها شركات الدعاية والسينما ان تسخره كسلعة للترويج نهارا ومادة للهو الرذيل ليلا ، ولم يمكن الغربيون نساءهم من الحفاظ على انسانيتهن التي منحها الله في أن يكن أمهات مربيات لينعمن في آخر العمر بنعمة بر البنين والعيش المتقاعد بكرامة وسلام ،
ولم يمكن الغربيون نساءهم من المحافظة على فطرتهن التي جبلن عليها من أنوثة وعفة واستقرار وحماية أسرية والتمتع برغد العيش تحت كنف الاحترام وحفظ الكرامة ورفع الحرج عنهن بالاختلاط المفضي الى الاستغلال وتخفيف الثقل الناتج عن العمل المضني الذي ينافس الرجل من أجل لقمة العيش أو البديل الضياع والتشرد ،
ولم يمكن قانون الغرب المرأة من أن تحمي نفسها من ذئاب الليل وعصابات البشر وتجارة الدعارة التي اهانت كرامتها وتركتها نهبا لكل ناهب وصيدا لكل مصطاد ، لم تتمكن المراة في الغرب من ان تتخذ خدما وحشما و اباً يحنو يسلمها الى زوج يكرم يسلمها الى ابناء يبرون ويفتدون ليسلموها بعد طول العمر الى رب كريم بسلام والى جنات نعيم ،
لم يمكن الغرب المراة من كل هذا بينما مكنها الاسلام ومجتمعه وقوانينه وأحكامه وارشاداته وتعليماته بل وحدوده وفروضه، فمن قذفها عزر ومن أهانها اهين ومن تقدم لخطبتها كلف بالجاه والمال والكفاية والمؤونة والكفاءة وحسن المنزل وطيب المعاشرة ، فمتى مكّن الغرب المراة من ذلك؟
ومكنها الإسلام من العمل المناسب لكرامتها إن دفعتها الحاجة او الرغبة وضمن لها حماية المجتمع ، فإن لم تجد فالمجتمع يكفيها ، ومكنها من أن تامر الرجال وتحصل على نجدتهم دون عناء ،و أن تصنع منهم ابطالا محاربين وعلماء عاملين ، ومكنها من تكوين الاسرة ورعايتها والتنعم بلذة السلام والسكينة وان تكون أميرة مملكتها الصغيرة يسعى الجميع لإرضائها وخدمتها إن أحسنت ، فمتى مكن الغرب المراة من هذا و أين!
فكيف يريد الغرب أن يمكن المراة عندنا وفاقد الشيء لايعطيه! يغري سفهاءنا ومن لا ولي لها ان يتخذن منظمات ومؤسسات ويوعز لحكومات أن “يمكنوا المراة”! يمكنها من ماذا ؟ الطلاق من زوجها وتحرير ابنتها وتبذير أموالها وخلع ردائها وهدم أسرتها! فهذا الذي لم تتمكن منه المرأة المسلمة والعربية، أما وقد تمكنت المراة عندنا قبل الف سنة والى الان من كل خير ومن كل طيب وسعادة ، فما بقي الا أن يمكنوها من الرذيلة والاختلاط القبيح والاسترجال والرقص والتعري واقامة العلاقات المشينة ، لتتمكن من تقليدهم ويتمكنوا هم من تهديم الاسرة من خلال السيطرة على عقول النساء والاطفال ، الغاية ليست المراة انما هي وسيلة.
الخسّة التي يتبعها أذكياء الغرب لاتدانيها خسة ، عقول جبارة لرجال يديرون العالم يضعون امكاناتهم الخبيثة للتأثير على عقول نساء ومراهقات لم يعرفن عن الحياة الا الخير والمحافظة والصلاح فتخيل النتيجة ، المعركة غير متكافئة فلابد من التعزيز والمدد ، ولابد من تدخل الرجال لتتكافأ الكفتان ، فلا حل وقد بداوا الحرب المخفية الا ان يعلن الرجال الاحرار المقاومة النبيلة الذكية ويدافعوا عن أعراضهم و أسرهم بالعقل كما دافعوا قبل ذلك بالسيف ،
مجابهة كل مايندرج تحت هذا العنوان الماكر فان كل مايرمي اليه هو شر حتى وان كان في صورة خير ، مجابهته بالكلمة والتوعية والايقاف والارشاد والتعليم وانتباه اولياء الامور لنسائهم وبناتهم ، والتصرف بحزم مع الرجال الذين سخروا وكلفوا بهذا ومنعهم من الوصول الى غاياتهم ،
فان الله قد مكن المراة عندنا من كل ما يحب ويرضى وقد مكنّاها نحن مما اراد لها الله ،فليس هناك تمكين بعد تمكين المجتمع والعرف والخلق والدين ، ومابعد الهدى الا الضلال.
ونبهنا الله من غفلة الغافلين ، وبصرنا واياكم لكيد الكائدين
والحمد لله رب العالمين