23 ديسمبر، 2024 5:08 م

تمـوينيــة العضاريط

تمـوينيــة العضاريط

يبدو ان اعضاء مجلس الوزراء القابعين في المنطقة الخضراء { ركب بهم الزلل وزين لهم الخطل} ، واتخذوا قرار سريع من دون مقدمات بقطع آخر شريان للمهمشين والفقراء ومستوري الحال
 شريان  البطاقة التموينية التي يعيش عليها قرابة 70% من الشعب العراقي بشكل أوبآخر . ولو  فكروا في الامر قبل ملابسته لجنبوا انفسهم الزلل  وأراحونا من خطلهم وعكهم وعجنهم لازمات لها اول ومالها اخر.
ونظام البطاقة التموينية رغم كل مثالبه وعلاته لابديل سواه ولاغنى عنه في الوقت الحاضر . ويحتاج استبداله دراية وجهد مضني من قبل  هيئات ومؤسسات تتمتع بالشفافية والامانة واستخدام تكنلوجيا البطاقات الذكية ، لتأمين وصول الحقوق لاصحابها دون تلاعب او تزوير من ضعفاء النفوس وأكلة المال السحت وما اكثرهم ، وطَي هذه الصفحة المشينة المهينة في التعامل . علما ان الحكومة تتعامل مع الشعب العراقي كرعاع عضاريط ليس لهم حقوق في موارد البلد الوفيرة جـداً جـداً . ناهيك عن البترول ولاتخلو مدينه من مدن العراق منه والعراق يطفو على بحيرة من البترول وهذه حقيقة وليس خيال .لانها تبدو من الخيال في زمن تعيش بلدان على عشر مايملك العراق وشعوبها ميسورة الحال وليسوا عضاريط ، دون امتهان او ارتهان .
وظهور رئيس الوزراء { نوري المالكي } على شاشات التلفاز مباشرة واعلانه رفع المكرمة الى {12 دولار} بدلا من   {10دولار} للفرد الواحد  { ورجعنا الى مكرمات القائد الضرورة وعطايا السلطان} ، دلالة على خطورة القرار الخاطيء والمستعجل وقطع الطريق على من يريد تحميله مسؤولية هذا القرار قائلاً   {ان القرار اتخذ بالاجماع من قبل جميع أعضاء مجلس الوزراء}
  هذا إعتراف باشتراك الجميع بهذه المسرحية الهزيلة لتمرير ابواب جديدة للفساد والمفسدين وتجار السحت والمافيات المتنفذة .
 وقد رد {السيد مقتدى الصدر} رداً نارياً ببرائته من كل وزير ينتمي الى كتلته وقع على قرار الغاء البطاقة التموينية  او استبداله في المرحلة الراهنة ، واقترح تشكيل لجنة {حوزوية ــ برلمانية} للوقوف على هذا الامر الخطير.. ولا من مجيب طبعا  .
وبرر المالكي القرار لعدم سيطرت الحكومة على الفساد في وزارة التجارة . بعد خراب البصرة ، وبعد ان باض وفرخ الفساد بكل وزارات الدولة ومفاصلها طيلة تسعة سنوات دون استناء ، وفي المحافظات كذلك ، وانتشر السحت كالنار في الهشيم ، وشرعنة البعض للرشوة والعمولات المشبوهة بشتى الوسائل والطرق .
كيف يسمح عقلاء الامة ومؤمنيها بان تصرف ملايين الدولارات على الغواني والراقصات والمؤتمرات التي لم تجلب للعراق سوى العداوة والاستهداف ويموت الاف الاطفال نتيجة الامراض وتعيش الاف الأسر العراقية على القمامة ولاتاكل سوى وجبة واحدة باليوم . وهذا ليس افتراء . بل حقائق موثقة  بالصورة والصوت ومنشورة على الفضائيات ليل نهار… ولامن مغيث  . هذه الحال في بلد يملك احتياطي نفط مهول ويرجح  خبراء النفط ان اخر قطرة نفط  تخرج من العراق . وهنا تحضرني قصة لحادثة ظريفة  في زمن  {الدكتور محمد مصدق} صاحب الانقلاب على شاه ايران ، والذي قام بتاميم النفط من احتكار شركات النفط البريطانية والامريكية . حين ساله مواطن بسيط :
ــــ  متى تنتهي مشاكلنا   ؟
 فجاء الجواب قبل ان ترمش عين السائل :
 ــــ مع اخر قطرة نــفط .
 يبدو ان مشاكل العراق لاتنتهي الى ان تشفط اخر قطرة نفط . ومازال هناك نفط هناك حرمان وفساد وجوع وموبقات وارهاب .
 وليس هناك مقارنة لما وصلت اليه ايران ودول الجوار الخليجي من اعمار ومدنية وما نحن عليه من خراب في العقول والاصول . 
وبعد سلسلة الازمات الطويلة جدا والمعقدة ظن البعض ان خطوة الغاء البطاقة التموينية ، القطرة التي تفيض الكأس .ولكن ..  استنكار منظمات المجتمع المدني والمرجعيات على مختلف اطيافها كانت خجولة ولن تضع النقاط على الحروف ولن تضع حدود لتصرفات الساسة ومجاملاتهم والسكوت عن سرقات الاقوياء وظلم الضعفاء . وترفع شعار {كفى فسادأ}  .
اليوم الشعب العراقي اما ان يعيش تحت عبودية الاحزاب وجوقة المنتفعين والمهللين والمطبلين . او ياخذ زمام تحرره كأمة تعيش على ارض مقدسة سٌن عليها أول قانون للحرية بزمن الملك السومري اوروكاجينا {3000 ق.م} وصرخته الشهيرة {جئت لاخلص الضعيف من القوي ، ولن ادع احد ينام وهوجائع } وهذا الكلام  أمرت به كل الشرائع السماوية والاديان والقوانين الوضعية .
هل سنشهد يوم لاينام الطفل في أرض السواد جائع ولايفترش الارض في المدارس المتهالكة السقوف . ولايسحق القوي الضعيف  .
 دعائنا لله عز وجل بـ أورو كاجينا جديد يطهر البلاد من الجشع واللصوص والقتلة ولا يسطو سياسي او برلماني اورجل دين ولا يتطاول على المال العام ولا على اراضي الدولة  والفقراء ولاتستغل الارامل والايتام من ذوي القوة والمكانة . ولا تستغل المقابر الجماعية للمتاجرة ولانضع {صدام حسين} شماعة لفساد المفسدين ، ولاندع دول الجوار والخوار تعاملنا بامتهان .
وبانتظار المعجزة  لثورة العضاريط . نسال الله عز وجل ان يبسط سلطانه ويسمو على سلطة الحكام القابعين في المنطقة الخضراء واربيل . ونخلص من فبركاتهم الفاشلة وخلافاتهم المحتدمة ، ويخلص الناس من ظلمهم {وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون} .
العضاريط :
 العضروط : الخادم الذي يعمل باكل بطنه ، وقول المتنبي {وان ذا الاسود المثقوب مشفره ـ  تطيعه ذي العضاريط الرعاديد}