8 أبريل، 2024 7:26 م
Search
Close this search box.

تمزيق الدول لمصلحة من ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

هل حان الوقت لمقاضاة الولايات المتحدة ؟
ان وحدة وسيادة اية دولة في العالم مسعى اممي ودولي من اجل ضمان السلم الاهلي والاستقرار وعدم التطاحن بين شعوب الدول او التناحر بين دولة واخرى هذا ما نصت عليه جميع المواثيق الاممية ومنها لوائح ومواثيق منظمة حقوق الانسان المعروف ميثاق جنيف . وكذلك ما نصت عليه قوانين ولوائح الامم المتحدة منذ تشكيلها ولحد الان وعلى الامم المتحدة بأعضائها ومجلس الامن المتمثل بأعضائه الخمس الدائمين وكذلك المنظمات التابعة للأمم المتحدة ، حيث ان من اهم اهدافها هو ضمان السلم والامن الدولي والتعايش بسلام بين شعوب العالم من اجل تحقيق السلام الاممي المنشود والكفيل في رعاية حقوق وكرامة الانسان الذي يعيش في تلك الدول . ان ضرب كل هذه القوانين بفعل الغطرسة والتفرد في مصائر الشعوب وعدم رعاية القوانين الدولية ومنها ما ذكرناه انفا من قبل الدول الكبرى او الدول المارقة التي تجد تأييدا لها من بعض الدول الكبيرة لتحقيق مصالح تخدم هذا الطرف وذاك يعد انتهاكا صارخا للمواثيق الاممية ومهددا للتعايش بين شعوب الارض وخرقا واضحا لسيادة الدول المنضوية تحت لواء منظمة الامم المتحدة .

ان احتلال العراق من قبل الولايات المتحدة والدول المتحالفة معها عام 2003 دون اذن او موافقة مجلس الامن عُد تدخلا سافرا ووحشيا بشؤون الدول الامنة والمستقرة ومساً لأمنها وسيادتها

وتمزيقا للنسيج الاجتماعي بين مكونات شعبه المتعايش منذ آلاف السنين ناهيك عن هدم كافة مؤسساته الامنية والخدمية وتركته لتعبث به الدول وتغليب جماعة على جماعة اخرى من خلال تدخلات الدول المجاورة للعراق من اجل ابعاد الخطر عنها وفي ظل المقاييس الوطنية والقومية لهذه الدول الاقليمية والمجاورة اليه امرا مشروعا لها للحافظ على امنها وسيادتها .

ان اكبر جريمة في تاريخ العصر الحديث اقترفتها الولايات المتحدة الامريكية ومن شارك معها في احتلال العراق والتي عملت ان يكون عرضة للتيارات المتطرفة التي عاثت بالعراق فسادا من خلال القتل والتهجير ونهب خيراته وتمزيق وحدة النسيج المجتمعي وجعلته عرضة للانتكاسات الامنية المستمرة منذ عام 2003 ولحد الان ، واتخذت من العراق ساحة للصراع الدولي والاقليمي وتصفية للحسابات ، وجعلت منه دولة ضعيفة فاقدة لأبسط شروط السيادة والتعايش السلمي ، وترك الولايات المتحدة والدول المتحالفة معها دون مسالة قانونية لفعلتها الدنيئة شجعها ان تقوم باثارة الفتن الداخلية لدول المنطقة العربية واحدة تلو اخرى بداء من ليبيا وسوريا واليمن والقائمة تطول وحولت الثروات العربية الطائلة من توظيفها للبناء والتنمية الى سباقها في التسلح والتجييش وتسخير كل امكاناتها الى مجهودها الحربي ، وجعلت المواطن العربي همه وهاجسه الوحيد هو الامن والبحث عن البدائل اي الهجرة واللجوء الى اماكن توفر له الامن له ولأسرته .

من اول اشتراطات الحضارة الانسانية هو وجود عوامل واسس للتعايش بين الدول والشعوب ولكن للأسف ما يحصل اليوم هو اعادتنا للقرون الوسطى او ما قبلها هي ازمان الاحتلالات وسيطرة الدول الكبرى على دول ضعيفة واشعال الحروب الداخلية فيها

بعيدا عن كل الاعراف الانسانية والاخلاقية ، بالإضافة الى السيطرة على مقدرات هذه الدول من خلال فرض انظمة سياسية هشة تقوم بتنفيذ اجندات ومخططات الدول المارقة والتي يمكن ان نطلق عليها الامبريالية الجديدة بلباس جديد .

ان تخبط الدول الكبرى بعد تعرضها الى اهتزازات اقتصادية قبل عام 2003 وما بعدها جعلها تفكر جليا في ايجاد منظومات اقتصادية وسياسية لتعيد تقسيم العالم وفق مصالحها وديمومة اقتصاداتها من خلال ما يعرف النظام العالمي الجديد وهو العولمة او اتحاد الشركات العابرة للقارات وربط اقتصادات الدول الفقيرة والنامية والناهضة باقتصاديات الدول الكبرى فنلاحظ على سبيل المثال وليس الحصر عندما تحدث اية انتكاسة في قيمة الدولار فان كل العالم يتأثر في ذلك او حينما يتراجع معدل النمو في اية دولة كبرى يدفع العالم ضريبة ذلك .

لكننا نرى اليوم وفق المعادلات غير المحسوبة لهذه الدول الكبرى ان تراجع الامن في اية بقعة من العالم سيؤثر على كل الدول دون استثناء والامثلة كثيرة لا حصر لها ، ان العالم اليوم يدفع الثمن باهضا من خلال مشاركته في احتلال العراق والويلات التي ارتكبت بحق شعبه اولا وفي حقه كدولة عضوة في جمعية الامم المتحدة منذ عاد 1945 وكذلك عضوا مؤسسا للجامعة العربية .

واليوم نرى بأم اعيننا تسابق دول العالم ولهاثها من اجل تسوية قضية العراق وليبا وسوريا واليمن وكذلك سباقها في توظيف اموالا طائلة لحماية امن هذه الدول الكبرى لان الارهاب لادين ولا جنس ولا وطن له فانه يمتد في كل دول العالم مهما بلغت امكانية الدول من قوة وفاعلية بالتصدي له – لسبب بسيط لان الارهاب فكرة عقائدية برجماتية عدائية ضدية وثأرية – لا اشتراطات

لوجوده ، فما على العالم الا ان يجني ما زرع او يعيد حساباته الاخلاقية اولا ومن ثم ان يكون القرار الاممي قرارا يشارك بصنعه الجميع للحفاظ على السلم والامن بين هذه الدول والسعي لتنمية الدول الفقيرة ومعالجة اساب فقرها وتخلفها .

ان صمت العالم عن جريمة الولايات الامريكية ومن شاركها بفعلتها في احتلال العراق يعد امرا لا اخلاقيا لابد من قيام اولا الشعب العراقي بحكومته او منظماته وكذلك المنظمات الانسانية الدولية من رفع قضية كبرى لمحكمة الجنايات الدولية في مقاضاة الدول التي احتلت للعراق وما اقترفته بحقه من جرائم ، وكذلك لأفعالها الشنيعة النكراء والتي تعد جريمة العصر في سحق وتمزيق العراق كدولة من الدول المنضوية تحت لواء الامم المتحدة وما اقترفته من جرائم وإساءتها لمؤسسات دولته وتركته عرضة للتدخلات الاقليمية والدولية وتركته شعبا ممزقا ومتقاتلا ومتناحرا .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب