رحم الله القائد صلاح الدين فلم يكن هذا القائد الذي حرر مدينة القدس من الغزاة عربيا والحق إن صلاح الدين كان من عائلة كردية كريمة الأصل عظيمة الشرف ولد في تكريت وكان أبوه حاكمًا لقلعة تكريت. والحق إن عراقة النسب لا تشفع لسوء الخلق ورفعة الحسب لا تغني عن ضعف الدين وهل كان أكثر عظماء هذه الأمة وبُناة هذه الحضارة إلا من مسلمي غير العرب وسَلْ عن ذلك التاريخ يخبرك بأسماء لامعة مثل البخاري ومسلم والترمذي وغيرهم من أهل العلم وقادة الجيوش.
فعبر التاريخ اشتهرت شخصيات بكونها طالبت بانصاف الشعب الكردي لنيل حقوقه وحصلت على سمعة كبيرة وباتت هذه الشخصيات كأبطال قوميين ومنهم المرحوم الملا مصطفى البارزاني الذي كان من الشخصيات المثيرة للجدل بما يمتلكه من حنكه ودراية في توحيد شعبنا الكردي لمقاومة قوى الاستبداد وقد حقق المرحوم الملا مصطفى البارزاني مكسب كبير للشعب الكردي بعد انتزاع حقه في اقامة حكم ذاتي لكن هذا المكسب لم يستمر طويلا حيث سرعان ما حدث شرخ كبير في مستوى العلاقة بين المرحوم الملا مصطفى البارزاني وحكومة صدام حسين كان من نتيجته حدوث مواجهة عسكرية خلفت انهارا من الدم ورغم حجم المأساة التي مازالت اثارها ماثلة في اذهان شعبنا الكردي الا ان هذا الشرخ سرعان ما تم ترميمه بعد سقوط نظام صدام عام 2003 حيث انفتحت افاق جديدة لنسيان الماضي من خلال فتح صفحة جديدة من العلاقات بين العرب والكرد توجت بالمشاركة الحية في مجمل العملية السياسية ضمن عراق موحد بعد ازالة الحواجز مع اعطاء الشعب الكردي حقه في اقامة اقليم كردي سمي اقليم كردستان يضم اربيل والسليمانية ودهوك .. وعلى مدى اربعة عشر عاما لم نسمع وجود تمايز بين عربي وكردي فكل ابناء الشعب العراقي باتوا شركاء في بناء العراق
فقد كان الشعب العراقي بعربه وكرده اضافة الى القوميات الاخرى كتلة واحدة موحدة لاتقبل القسمة على اثنين فتمر البصرة تربطه علاقة حب ومودة مع لبن اربيل كل يكمل الاخر فمزيجهما يعطي في الفم حلاوة الطيبة العراقية وكانت اغنية ( هربجي كرد او عرب رمز النضال ) تدخل الاذن كسمفونية جميلة تشد فينا العزم على تواصل الاخوة العربية الكردية رغم الخلافات السياسية الحاصلة في عقود ماقبل عام 2003 بين القادة العرب والكرد والتي كان من نتائجها سفك المزيد من الدم العراقي وخاصة في حروب ما اطلق عليها صدام معارك الانفال لكن هذه المواجهات لم تستطع كسر جدار العلاقة المتجذرة بين كاكا حمه وابن بغداد او البصره او الموصل فكان تمر البصره ياكله كاكه حمه وهو يتلذذ فيه وابن بغداد والبصره والموصل يشرب لبن اربيل وهو يتلذذ فيه كانت تجمعهم الاخوة العراقيه والاخلاص للعراق لم تكن الوظائف المهمة المدنية والعسكرية حكرا على العرب فكل الابواب مفتوحة والكل ياكل من خيرات العراق وهو في رضا ٠٠ ماذا تغير اعتقد جازما انه لايوجد تغيير في مستوى العلاقه بين العرب والاكراد لكن الذي تغير هو القيادات السياسية التي تحكم البلد سواء في اقليم كردستان او المركز شخصيات نصبت نفسها وصية على الشعب العراقي شخصيات لم تستفد من تجارب الماضي في معالجة المشاكل المستعصيه فكانت اغلب حلولها ضمن توافقات وفق مبدأ ” هذا الك و هذا الي ” لم تجد هذه الشخصيات وعلى مدى اربعة عشر عاما مضت صيغا عملية لحل المشاكل المستعصية فبقيت تضع التنظيرات والتاطيرات لحل تلك المشاكل وفق توافقات المصالح الشخصية وعيونها ترنو الى الثروات التي يمتلكها العراق وخاصة الثروة النفطية في كركوك فكانت هذه الثروة المحفز القوي لتحرك رئيس اقليم كردستان لاعلان الاستفتاء على اقامة دولته المزعومة والتي تندرج ضمن حدودها كركوك التي هي نقطة الارتكاز في الخلاف الدائر واكاد اجزم ان الحكومة المركزية في بغداد لاتمانع في اقامة الدول الكردية لكن دون ضم كركوك لانها ” قدس الاقداس ” لايمكن التفريط بثرواتها وضمها لاقليم كردستان او الدولة الكردية المزعومة التي ستكون في نظر كل المنصفين في العالم كالطفل الجنين في بطن امه لم يكتمل النمو فيسقط من بطن امه في عملية قيصرية ميتا خائرا بدمه تتربص به الذئاب من الدول المجاورة خاصة وان تركيا تعد العدة لتحريك قطعاتها العسكرية لاخذ جزء من كعكة العراق التي حتما ستكون سهلة الهضم وسط تناحر القوى السياسية العراقية العربية والكردية وعدم وصولها الى قناعات بان ارض العراق كتلة واحدة لايمكن تجزئتها .. فليفهم القادة السياسيين العراقيين ان اي خلاف او مواجهة مسلحة تقع لاسامح الله بين العرب والكرد لاتخدم الوضع الراهن الذي تمر به البلاد نتيجة المواجهة الشرسة بين قواتنا المسلحة بكافة تشكيلاتها ومن بينها عناصر البيشمركة الكردية من جهة وقوى الارهاب متمثلة بعناصر داعش .. التي اوشكت فلولها على الاندحار وان الحل يكمن بالارتهان الى العقل وما يقرره الدستور .. فلنتوكل على الله ونرفع راية العراق الواحد الاحد