لم يكن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني قرارا ارتجاليا أو رعونيا وإنما هو مخاض لإستراتيجية ومخططات صهيونية معدة منذ عقود من السنين واليوم قد حان وقت قطف ثمارها فكان في طليعتها ما أقدم عليه ترامب الذي تحدى فيه مليار ونصف مليار مسلم…
فالملاحظ أن هذا القرار جاء بعد أن خططت ونجحت الصهيونية العالمية ويدها الضاربة أميركا ومن سار في ركبها على إقحام الأمة العربية والإسلامية في أتون الحروب والصراعات والنزاعات والاختلافات والانقسامات على أسس دينية أو مذهبية أو عرقية أو غيرها معتمدة في ذلك على أئمة وقادة ومؤسسات الفكر والتوجه والمنهج والسلوك المتطرف الذي يلغي بل يقمع غيره يقابل ذلك تهميش أو محاربة أو قمع القيادات التي تدعو وتتمسك بالاعتدال والوسطية،
فكانت النتيجة أن سادت ثقافة الإقصاء والتهميش والتكفير والتقتيل والتهجير والتجويع بين أبناء الأمة فانشغلت بصراعاتها الداخلية وتناست قضاياها المصيرية وفي طليعتها فلسطين الحبيبة والقدس الشريف وهذا ما وفر الأمان لإسرائيل ودفعها للطغيان أكثر حتى أنها باتت تستهين ولا تبالي بأي ردود افعال قد تصدر تجاه سياساتها العدوانية وهذا ما صرح به فعلا محللون إسرائيليون مقربون من اللوبي الصهيوني بقولهم أنه إذا كان ثمة ردود أفعال حول قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتهويد القدس فإنها لا قيمة لها لأن العرب والمسلمين مشغولون في صراعاتهم ونزاعاتهم وأوضاعهم الداخلية…،
الصهيونية العالمية تخطط وأميركا تنفذ ومن سار في ركبها يشرعن ويمرر فتمذهبنا وتطوئفنا وتكتلنا وتحزبنا وتعنصرنا وتطرفنا وتأمركنا وتمزقنا فأصبحنا لاشيء أمام عدونا وهانت علينا مقدساتنا وأوطاننا ودماؤنا، فلا نجاة و لا خلاص إلا بالتوحد والقضاء على كل تلك المظاهر الكارثية عبر رفض واستئصال أسبابها وفي مقدمتها التطرف والتكفير والفساد وهي دعوى أطلقها وكررها المرجع الصرخي منذ سنوات في بيان له قال فيه:
((لنستنكر العنف والإرهاب وكل ضلال وانحراف ولنوقف ونمنع وندفع وننهي الإرهاب الأكبر المتمثل بالفساد المالي والإداري والفكري والأخلاقي وكل فساد…..
لنستنكر كل تطرف تكفيري وكل منهج صهيوني عنصري وكل احتلال ضّال ظلامي ….)).