22 ديسمبر، 2024 10:54 م

تمدد لابد من التصدي له

تمدد لابد من التصدي له

بعد أن أصبح بصورة وأخرى نفوذ نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية يفرض نفسه في 4 بلدان عربية، وعدم المبادرة من جانب بلدان المنطقة للتصدي لهذا النفوذ والرد عليه بالصورة والطريقة الصحيحة، فإنه من الطبيعي جدا أن يتمادى هذا النظام أکثر ويعلن على لسان المرشد الاعلى للنظام وجوب عدم إکتفاء الحرس الثوري بتمدده في هذه البلدان الاربعة وأن يعمل لتوسيع دائرة النفوذ لمناطق أخرى قائلا: “الحرس الثوري يجب ألا يكتفي بالجغرافية الواسعة لمحور المقاومة، وأن ينظر إلى أبعد من ذلك”، وأضاف وهو يٶکد على النهج التوسعي للنظام بأن”هذه الرؤية الواسعة خارج الحدود وهذا الامتداد للعمق الاستراتيجي من أوجب واجبات البلاد”. وهکذا کلام خطير جدا بالنسبة لدول المنطقة والعالم يقال علنا وعلى المکشوف ومن دون أي رتوش!
التحذير من دور هذا النظام ومن مشروعه السياسي ـ الفکري الخاص بالسعي من أجل إقامة إمبراطورية دينية تجعل من هذا النظام أمرا واقعا وتضع بلدان المنطقة في خدمتها وتحت سياط جورها وظلمها حقيقة طالما حذرت منها المقاومة الايرانية ودعت للتصدي لها بقطع العلاقات مع هذا النظام وقطع أذرعه في بلدان المنطقة، ولاسيما عندما يحث المرشد الاعلى للنظام الايراني قادة الحرس إلى الاستعداد لـ”أحداث كبرى”، والتي تعني من ضمن ماتعني بجعل بلدان المنطقة ساحة وجبهة أمامية للمواجهة مع الولايات المتحدة الامريکية!
لايمکن تصور مساوئ التدخلات السافرة للنظام الايراني في البلدان العربية إلا عندما ندقق النظر في أوضاع الشعب الايراني في ظل هذا النظام والتي وصلت الى أسوأ مايکون ولاسيما بعد أن منح مخططاته وضمان تحقيق أهدافه وغاياته الاولوية وجعل مطالب وإحتياجات الشعب الايراني في الدرجة والمستوى الاخير، ومن دون أي شك فإن نظام لايرحم شعبه ويجعل منه ضحية لنهجه المشبوه فإنه وبطبيعة الحال لايمکن أبدا أن يرحم شعوبا أخرى خصوصا بعد أن رأى العالم وشعوب المنطقة نفسها الاثار المدمرة لتدخلات هذا النظام في هذه البلدان الاربعة لحد الان.
هذا الدور المشبوه للنظام الايراني والذي تجاوز کل الحدود تماديه في بلدان المنطقة ويسعى للمزيد من التمادي بالمزيد من التمدد، لابد من التصدي له والوقوف بوجهه وعدم السماح له بأن يتصرف کما يريد ولايکترث بإستقلال والسيادة الوطنية لهذه البلدان، کما دعت وأکدت المقاومة الايرانية دائما لأن ترك الحبل على غاربه لهذا النظام يعني السماح له بالتمادي أکثر فأکثر وهو أمر ليس في صالح شعوب وبلدان المنطقة بل وحتى إنه ليس في صالح الشعب الايراني نفسه!