ظاهرتان مقيتتان أفرزهما الواقع العراقي – المدمس – باتت تتصدر جملة الظواهر السلبية الكثيرة التي طفح بها بعد رفع – غطاء البالوعة على قول نوري باشا السعيد – و إزاحة الصنم الجاثم فوقها عام 2003 بذريعة التحرير المزعوم والموهوم والمأزوم ، وأعني بهما المحلل والخبير ، السياسي والأمني والقانوني والإقتصادي منهم على وجه الخصوص ، فهذه المخلوقات الهائمة على وجهها ، المتنقلة من محطة ووسيلة إعلامية الى أخرى عموما لا ناقة لها بمجال تخصصها ولا جمل ، تتلقفهم وكالات الأنباء والمحطات الفضائية بلهفة مقابل 100- 160 دولارا للحلقة الواحدة او أكثر لتغطية نشراتها الإخبارية المصابة بإلتهابي القولون والعصب السابع وتمشية برامجها الحوارية التي تختتم عادة بـ ” امشي اطلع بره ..لا انته اللي تطلع بره ..عميل جاسوس .. لك آني جاسوس ،أيا جاموس.. لك اتسب أبوية ..طاب طيب ..ياجماعة على كيفكم ..أهاااا خشم الولد طار – مهمته تتلخص بتعقيد الأمور أكثر من تحليلها ، ولعل ماصرح به أحدهم مؤخرا خير دليل على ذلك حين عرض امام المشاهدين خارطة طريق لمناطق محددة في بغداد بضمنها الأعظمية والعامرية وحي الجامعة والمنصور ومناطق في الدورة على انها حواضن للإرهاب ومناطق رخوة لابد من ضربها بالطيران وشن حملة اعتقالات ومداهمات فورية على احيائها السكنية ، ومهاجمة الميليشيات المسلحة لها الان الان وليس غدا على حد وصفه في تحريض واضح وصريح لإشاعة العنف المسلح والعنف المضاد وكأنه يعجل بالحرب الأهلية التي يتحاشى الوقوع في جحيمها العراقيون جميعهم كونهم يعلمون علم اليقين بعد تجربة 2006- 2007 المريرة ما ستؤول اليه الأمور في حال اندلاعها لا قدر الله من قتل وتشريد وتهديد ونزوح وتهجير وتدمير وحرق وتجريف وسرقة ونهب وسلب واغتصاب واعتقال ، واقول ايها المحلل رفقا بالقوارير فما هكذا تورد الأبل ، ان تدعو الى تفعيل الجهد الاستخباري ، الى استيراد اجهزة حقيقية للكشف عن المتفجرات بدلا من (الواير ليس) المثيرة للضحك ومحاسبة جميع المتورطين في صفقة اجهزة السونار السابقة ، ان تتظافر جهود الداخلية والدفاع للتنسيق فيما بينهما بقيادة مشتركة تضمن أمن العاصمة ، ان يكشف النقاب عن عشرات الألوف من الفضائيين الأمنيين ، ان تحول رواتبهم ومخصصاتهم لمكافئة او زيادة رواتب العاملين الفعليين او استقبال منتسبين جدد حقيقيين لا دمج ومن مختلف المكونات في صفوف الجيش والشرطة ، اقول ان تقترح مثل ذلك لتحقيق الأمن في العاصمة وضواحيها فهو أمر مستساغ أمنيا و سياسيا ، لا ان تدعو الى ضرب مناطق في العاصمة بالطائرات وشن حملات دهم واعتقال وتفتيش اضافة الى تحريض المسلحين خارج نطاق الحكومة على شن هجوم عليها ، فهذا لعمري لعب بالنار سيحرق الأخضر واليابس على حد سواء ، ثم من قال لك ان تلك المناطق المحاصرة من جميع الجهات بالجدران العازلة والأسلاك الشائكة والمطبات الصناعية اضافة الى انتشار عشرات السيطرات الأمنية الداخلية منها والخارجية فضلا عن فرض باجات وهويات الدخول والخروج منها وإليها على سكانها هي مناطق رخوة وليست مناطق أخرى لا تخضع حتى الان لسيطرة الحكومة كما ينبغي لها ان تخضع بقدر خضوعها لسيطرة الميليشيات المسلحة الخارجة على نطاقها ، أيها المحللون والخبراء السياسيون والأقتصاديون والأمنيون والقانونيون كفوا ألسنتكم وقولوا خيرا أو إصمتوا -هسه لو واحدكم مخلص قانون لو علوم سياسية ، جان كلنه بيهه مجال – اذ يكفينا قيء الساسة وصراعاتهم المستمرة على المصالح والمناصب والكراسي وتحريضهم الدائم على اشعال الفتن ماظهر منها ومابطن وتقليب المواجع ليأتي المحللون فيصبوا مزيدا من الزيت على نار الفتنة ؟كافي ..كفى ..بسعاد ..لهنا وووبس #العراقي_تعب. اودعناكم اغاتي