23 ديسمبر، 2024 3:47 ص

تمثال ذهبي لشيخ الصحفيين !

تمثال ذهبي لشيخ الصحفيين !

يبدو ان شيخ الصحفيين الاخ الفاضل ناظم السعود – الذي ماسعد ولن يسعد في حياته – قد يئس حتى من ردة فعل منصفة تصدر عن زملائه ونقابته بعد ما قنط من رحمة المسوؤلين الذين وقفوا حائلا دون رحمة الله، ومن عون زملائه الذين وقفوا متفرجين يتلذذون بآلام شيخ مبدع تناهش حقه الطارؤن على الصحافة ، والطارؤن على كل مفاصل الحياة .نعم يئس وقنط فاطلقها زفرة رثى فيها نفسه !. لم يطلب الرجل معاجز اوامتيازات .. طلب سقفا يؤوي اطفاله بعد ان عجز وهو السبعيني الموجوع بامراض مزمنة ..طلب قطعة ارض خصصتها الحكومة للصحفيين فحرمه الطارؤن كونهم جهلة لايعرفون من هو ناظم السعود ،، انه من النخبة المتعففة شأنهم شأن الفقراء المدقعين الذين تأبى نفوسهم الكريمة الألحاح في السؤال وطلب الحاجة، ويتجنبون اظهار فاقتهم وعوزهم، فيحسبهم الجاهل اغنياء من التعفف لأنهم لا يسألون الناس الحافا فيقبعون في دوامة الصبر على امل ان يلتفت اليهم احد المحسنين عن طريق المصادفة، أو في هفوة من هفوات الزمن فيرق لحالهم وقد ينبه غيره الى وجودهم في حين تنهال مفردات “الصدقة، والزكاة، والخمس، والهبات، وردود المظالم،.. ومشتقاتها” على طبقات وفئات من غير المحتاجين او المعوزين من المتمسكنين والمتمارضين ومدعي العوز والعوق و”كثيري الحبايب”!. هذا قبل ظهور اعانات شبكة الرعاية ومشروع الحماية الأجتماعية حيث اصبح هؤلاء “ادنياء النفوس” في مقدمة المستفيدين منها بل المنتفع الوحيد من دفعاتها!، وظل الفقراء المتعففون على حالهم من بؤس الى فقر ومن صبر الى قبر، وظل معهم المبدعون المتعففون -وكل في مجال اختصاصه- في دائرة الظل والتهميش والغبن يعانون التغييب والاستضعاف وسرقة الجهود. جهودهم وطاقاتهم المهدورة والتي اتخذ منها المتزلفون المتملقون سلما للصعود الى ذروة الاستحواذ على كل شيء: من مناصب، ومخصصات وامتيازات وعناوين.. ووجاهه!.
ناظم السعود لارغبة له بتمثال اوشارع اوساحة بعد موته …لاحاجة له بحفل تأبيني يتبارى الصحفيون لذكر مناقبه .. انه بحاجة لموقف مسوؤل تتبناه نقابة الصحفيين لأنتزاع حقه دون منة من احد .. ولموقف شجاع من كل الكتاب والصحفيين الحقيقيين الملتزمين لأيصال مظلوميته الى اعلى المستويات .
والاّسيظل صاحبنا المغبون ومعه اقرانه المبدعون المحرومون على حالهم يمنعهم نبلهم وحياؤهم وتأبى شمائلهم وكرامتهم التشكي والتوجع والتوسل، يفضلون الموت على التزلف والنفاق والتملق، يعيشون كفافا، يئنون بصمت ويموتون كمدا يطويهم النسيان.   
صلوات الله وسلامه عليك ياسيد الوصيين  : قرن الحياء بالحرمان  !.