19 ديسمبر، 2024 12:40 ص

تمثال “الفردوس المفقود”

تمثال “الفردوس المفقود”

طويت صفحة الانسحاب الاميركي من العراق او كادت. وبين “الطوي” و”الكيدودة” تكمن اشياء كثيرة بعضها طارف والاخر تليد. الاميركيون لم يكتفوا كما قلنا بالمقال الماضي بالاحتفال في اميركا بالانسحاب بل احتفلوا في العراق ايضا. فالرئيس اوباما احتفل في احدى الولايات الاميركية محاطا بجنوده السود والبيض والشقر والملحان ووزير دفاعه بانيتا احتفل عندنا بالعراق بعد ان وصل الى بغداد في زيارة “مفاجئة” كالعادة الاميركية. هم لم يطلقوا على احتفالاتهم بالنصر المؤزر علينا “هم يقولون تركناكم ترفلون بالديمقراطية والشفافية والنزاهة والنزاكة والشياكة والحياكة بعد ان قلت فرص العمل ووضعت منظمة ماسيرر بغداد في ذيل قائمة اهم 220 مدينة بالعالم من حيث المعيشة” اية تسمية.. فالتسميات ليس من عاداتهم الوطنية او القومية بينما نحن مولعون بالتسميات منذ حرب البسوس وداحس والغبراء وصولا الى ام الحواسم ويوم الوفاء. عند انسحابهم لم يربطوا مثلنا الماضي بالحاضر بالرغم انهم مولعون دائما بابائهم المؤسسين بينما نحن حولنا ساحة الفردوس التي وقع فيها التمثال الى فرودس مفقود للاحتجاجات والاعتصامات بعد ان احتكرت ساحة التحرير تظاهرات “الربيع العربي” الذي تحول الان في بعض البلدان الى حرائق وتوهان سياسي لا حدود له بين من كان يحكم ومن يريد ان يحكم الان. الحكومة تقول ان اخر جندي اميركي سيغادر العراق بنهاية العام الحالي. المتحدث باسم السفارة الاميركية مكليلان قال ان 15 الف موظف سيبقون في العراق بعد الانسحاب. المقاومة عندنا  فرحت بالانسحاب لانها مثلما تقول هي من اجبرت المحتلين على ان “يجروا جويلاتهم” ويرحلوا  بعد ان تركوا خلفهم مليون ونصف المليون قتيل وثلاثة ملايين يتيم ومليون ارملة واربعة ملايين نازح “الملائكة”  ومهجر ومهاجر “حتى الان لا انا ولا وزارة المهجرين والمهاجرين لا نعرف الفرق بين  المهجر والمهاجر ولا بين النازح والسائح”  بالاضافة الى 72 وشوية عراقي تحت خط الفقر. ولان المقاومة عندنا مقاومات فان منها من فرح بهذا الانسحاب لانه يريد تبرير  دخوله العملية السياسية مرة والقاء السلاح الذي لم يطلق بعضه طلقة واحدة حتى ضد .. بزون احتلالي مرة اخرى. ومنها من حزن لهذا الانسحاب لانه لايريد دخول ورطة العملية السياسية طالما ان مايحكم هذه العملية نظرية واحدة هي ” جاك الواوي .. جاك الذيب” . الاميركان من جانبهم طمانوا كل اطراف المقاومة المرحبين بالانسحاب وغير المرحبين ان الـ 15 الف موظف الباقين سوف يبداون من مطلع العام القادم ووفقا لاتفاقية الاطار الاستراتيجي بتناول اللحوم الحمراء والبيضاء واللالنكي والفجل والكرفس من السوق المحلية العراقية بعد ان قرروا عدم استيراد الارزاق لجنودهم من الخارج بهدف تقليص النفقات.. اما الغرض الوحيد الذي يكمن خلف هذا التحول الستراتيجي على صعيد توفير الاطعمة والملابس من داخل العراق فهو انعاش اقتصاد دول الجوار التي نستورد منها كل مايحتاجه .. راشد العراقي والاميركي معا.
[email protected]