18 ديسمبر، 2024 11:51 م

أعتذر بأن هذه المقالة ليست ذات صبغة قانونية كما تعود القارئ الكريم على ما نكتبه إلا أن للضرورة أحكام ولكونها ناتجة عن تجربة شخصيه. فبعد عام 2003 انتشرت وتنوعت وسائل الاعلام العراقية واعتقد أن العراق من الدول التي تتصدر القائمة الأكثر امتلاكاً للقنوات الفضائية ومن خلال تلك الفضائيات تعرفنا على شخصيات كثيرة منها سياسية ومنها اعلامية أو دينية وسوق لنا الاعلام هؤلاء على أنهم المثل الأعلى بالنبل والاخلاق والتضحية بالمال والروح من أجل الشعب العراقي وهذه الفضائيات تؤمن بالمثل القائل ( كثر الدكاك يفك اللحيم ) وفعلاً نجح الاعلام بان يروج لهؤلاء ويجعل الكثير منهم حديث الشارع لتضحيتهم بالغالي والنفيس من أجل الوطن والمواطن ويعملون ليلاً نهاراً من أجل الفقراء والمساكين والارامل والأيتام وانه لا يتردد من فعل أي شيء من أجل حياة افضل لهؤلاء .
وقد انطلت هذه الدعاية على الكثيرين منا وللأسف الشديد أعترف وأقول – أنا واحد من هؤلاء – الذين صدقوا بهذه الدعاية وصنعت للبعض منهم في ذهني – تمثالاً – يحمل كل معاني الشرف والقيم والمبادئ واصبحوا مثلي الأعلى واتحدث عنهم وادافع عن مواقفهم الوطنية وحبهم للعراق في العمل والمقهى والشارع وفي الجلسات الخاصة وانزعج كثير واحقد على من يقول لي أنت مخطئ وسيأتي اليوم الذي تندم فيه على تحمسك لهؤلاء واعذروني فانا حالي حال السواد الأعظم من العراقيين لم أغادر العراق إلا بعد الاحتلال عام 2003 ولكن كما يقول المثل الشعبي ( مهروش ووكع بكروش ) الظروف سمحت لنا بالسفر لدول عديده ومعروف أن السفر يزيد من خزين الأنسان المعرفي من خلال اطلاعه على ثقافات الشعوب واكتشفت ان التمثال الذي اعتبرته مثلي الأعلى هو تمثال من – الشمع – ذاب بحرارة شمس صيف العراق وأنا انظر اليه بألم وحزن كبيرين وهو يذوب أمام عيني يا الله كم كنت مخطأ واحسست بالخجل وبحاجة للتعبير عن أسفي واعتذاري لكل من اختلفت معه بسبب – تمثال الشمع – وأرجو أن لا يشمت بي أحد منكم لأننا جميعاً طلاب في هذه الدينا ومعلمنا الأيام وأقدم اعتذاري لكم جميعا واعدكم بأني سأستفيد من هذه التجربة ومستقبلاً لن أصدق الأقوال وسيكون حكمي على الأفعال فقط .