22 ديسمبر، 2024 2:57 م

تمثال السعدون والرمزية المقيتة

تمثال السعدون والرمزية المقيتة

رغم اني عملت سنوات طويلة قريبا من تمثال عبد المحسن السعدون او في الجوار وكنت أراه عدة مرات في اليوم وكلما رأيته شعرت بالم ومرارة من وجوده وولدت في بالي الكثير من التساؤلات قد لا يكون أهمها انه مات منتحرا وديننا لايحبذ الانتحار لكن أليس هو من صنائع الإنكليز؟ او ليس هو من قرر نفي المراجع الأربعة ابان ثورة العشرين ؟ أليس هو من تبنى المعاهدة البريطانية ودافع عنها ثم أقرها بقوة السلاح وتمثاله يحمل رمزية استمرار تبعيتنا لبريطانيا ؟ واذا كان النظام الملكي أقام له هذا التمثال واختار له مكانا حيويا في العاصمة وحافظ عليه .. لماذا لم يزيله من مكانه نظام عبد الكريم قاسم وهو النظام الوطني كما يشاع ؟ ولماذا ابقاه عارف واخوه وهم من دعاة القومية ؟ ولماذا احتفظ به نظام البعث كمعلم من معالم العاصمة والبعث يعلن في ادبياته انه من دعاة التحرر ومحاربة الاستعمار ؟ ألم يكن تمثال السعدون هو الرمزية المطلقة لاستمرار تبعية العراق لبريطانيا العظمى ؟ ولماذا غض الطرف الحاكمين من الأحزاب الإسلامية بعد عام ٢٠٠٣ عنه وهم على يقين أن المنتحر مصيره جهنم ؟ اظن انها ليس صدفة ان تتغافل عنه جميع الأنظمة المتعاقبة على اختلاف ميولها ومشاربها ولو صح ذلك لما غفل عنه صدام حسين ان كان الأمر يعود له وكان بكل بساطة ازاحه ووضع تمثالا له في مكانه لكن انا على يقين انها ليس رغبة الأنظمة والحكام المتعاقبين إنما إرادة دولة عظمى تقود العالم من خلف الستار هي ( بريطانيا ) ودليلي ليس سكوت كل الحكام السابقين والأنظمة إنما هناك دليلا آخر أكثر اقناعا وقربا للواقع على أن بقاء تمثال عبد المحسن السعدون في بغداد هو رمز لتبعية العراق لبريطانيا رغم الإعلان عن تحررنا من هذه التبعية قبل أكثر من ستين عاما وهو إصرار حكام مابعد ٢٠٠٣ الذين يرون فيه رجل من اهل جهنم على نصب تمثال جديد له في نفس المكان وبنفس المواصفات بعد أن استولى عليه بعض تجار النحاس أيام الفرهود وتم تذويبه في ( كورة ) خاصة وتحويله إلى تحفيات واواني نحاسية .
والسؤال المهم ..
متى تلغى رمزية تبعية العراق إلى بريطانيا بكسر التمثال ؟ .