23 ديسمبر، 2024 8:20 ص

تماهي الحضور ،تناص الغياب

تماهي الحضور ،تناص الغياب

لوان صوتك قابل للعناق.( جلال الدين الرومي)
يغشاني الآن ضباب فيروزي، تتعطل كل حواس الجسد حين يجىء ادركة بحواس الإشراق،
ارى به وبه ارى ، هو الذي أرى ولا أرى ، في السكرى الأولى حدثني قال: تنمو غيمه دهشة بكل سماء يبصرهاالمعشوق ، أخطو فوق الماء فأنت خفيف الان والماء أشد منك كثافة ، اخطو لا تخشى غرقا .
…. …. ….
رجعت مسرعا من السوبر ماركت القريب وتوجهت مباشرة الى الشاحن، هاتفي ينزف شحنتة بسرعة ، كان يتناص معي بواسطة messenger كنت سعيد بذلك ولن اسمح للهاتف بخنق هذه السعادة المؤقتة، استغل الهاتف مجددا ، غادر منصة التواصل منذ دقيقة، لم يعد نشط الآن.
قرات كثيرا عن العشق بكل الوانة ، الفيروزي الإلهي ، الأبيض العذري، الأحمر المشتعل شهوة، الأخضر كعشق للحياة ، إلا هذا الحب الذي بلا لون محدد وبلا أطراف ، يشتد ويخفت، يجىء بغتة ويروح،يحي ويميت،في العادة في العتمة نحضن أنفسنا فنصير خنافس ضوء بفعل اضاءات النقال تحت لحاف سرير الوحدة،
نتواصل نصيا كل يوم تقريبا ، نلتقي جسديا مرة كل شهرين او يزيد، لا نشعر بطول المدة ،وكاننا نعيش معا ، مشبع هكذا لقاء بعد عطش اختياري مطول، حصل تواطأ على هذا السلوك دون اتفاق مسبق ،لكن بالضرورة يوجد قبول ضمني مسبق غير معلن على هذا.
في اخر مره شعرت ببرد حد العظم ، طوقني بدفء ، عار كنت الا منه ، افترش رضاه على عشب مورق ، شمس ونوارس قربي وصوت للبحر ، قرب وحضور وقضم شفاه ، مشبع هذا حد نعاس القلب ، حد غياب الوعي بضع ثوان،بصمت حدثني
قال :انا انت غير انك لست انا.
…. … …..
في خريف بملابس ورقية صفراء تواعدنا على لقاء طارئ هذه المرة ، هو من اختار الزمان وانا المكان، قال لي لن يراني مجددا !توقف الكون قليل عن التمدد وانكمش ، سقطت ثلاث اقمار من زحل على راسي مرة واحدة ، المارة عن بعد ينظرون لجسدين متقابلان تحت عنق شجرة عجوز تتقشر اوراقها الخريفية الصفراء ببطء بفعل الرياح، المارة عن قرب يرون حتما ملامح الكآبة بوجهي وحركة يدي المتوترة ، يسمعواصوتي وانا اردد لماذا ،ها لماذا؟
سيصمت كما علمه الحجر لغته وتتلمذ عليها بامتياز، ارتدي قفازاتي الجلدية لاتعمد مصافحته بها ، ستكون الاخيرة ، كان صادقا معي ، وقرارة بالابتعاد كان خوف علي من شىء لست اقوله ، أراد حمايتي من جسده ومن ضعفي البشري له ،لن اتفهم ذلك ، استئثاره بقرار البعد انانية ، عليه أن يشاركني الرأي ، لنموت معا او نحيا معا، هو ليس حر ليقرر عني حمايتي منه ، ساشرب كاسك وتشرب كاسي حد هروب الموت ، ثمل كنت ، التصق بخوفي وبه ، قررت ان لا يبعدني كون عنه
بمفازة حدثني قال
: لن تبرأ مني.
قلت : لن أبرأ مني.
….. …… …….
منذ اكثر من شهر اختفى من الـ messenger وكل منصات التواصل، الهاتف مغلق ايضا ، كيف سأعرف ما حصل له وهو الساكن في اللا أين ، ساجن لهذا ، اتعاطى رطل من مسحوق الحلم كل مساء لعل يراني و أراه ، ساعاتبة بود ، لما ترحل جسدا و حروفا دون وداع ، امهلك الليلة ،سأجيء اليك بمحض الموت ، لتعانق روحك روحي واحيا .