مع تسارع وتيرة الإحداث وما يرافقها من متغيّرات سياسية وعسكرية ذات العلاقة بمصالحٍ اقليمية ” شرقية ” ودولية ” غربية – امريكية ” والتطوّراتٍ المستحدثة على صعيد التسليح والأسلحة ” لكلا اسرائيل وحزب الله , فأحدث ما مستنبط ومستخرج من هذه التركيبة غير المتجانسة ومداخلاتها , فإنّما يكمن ” على الأقل ” في : –
كلّما وحيثما ارتفعت حدّة وشدّة تصريحات الساسة والجنرالات الإسرائيليين حول القيام بعملية كبرى لإجتياح الجنوب اللبناني ومحاولة القضاء على بُنية حزب الله وتحطيم آلته الحربية , ومحاولة دفع قواته الى ما خلف نهر الليطاني .! ( وكأنّ لا صواريخ ولا مسيّرات تجتاز هذه المسافة المتواضعة او الفقيرة عسكريا ) , فيقابل ذلك انخفاضٌ حادّ ” وغير مطلق ” في احتمالية محاولة اسرائيل القيام بهذا الهجوم المزعوم .! , مع أخذٍ ما بالإعتبار أن من طبيعة السيكولوجيا – السياسية الإسرائيلية – ومعها ما يتعرّض له نتنياهو من ضغوطاتٍ داخلية وخارجية , بما يُرغم على الإبقاء على ما تبقّى من ماء الوجه .! < على صعيد توجّهاتٍ قريبة العهد والأيام القليلة الماضية للتوجّه لمهاجمة لبنان او جنوبه > , وهذا ما معروف ومُعرّف مسبقا او استباقياً كأمرٍ وارد او شبه وارد ( وكتبنا عنه منذ ايامٍ قلائلٍ ) من أنّ زبانية نتنياهو العسكر قد يقومون بعمليةٍ عسكريةٍ محدودة وشبه مُمَسرحة في احدى مناطق الجنوب اللبناني البعيدة عن مسرح العمليات , وإظهارها كأنها كعملية التفافٍ عسكرية تكون اداتها الأساسية التلاعب بتسليط الأضواء الكاشفة للدعاية والإعلام , وبما قد يحمل بعض تأثيراتٍ سيكولوجية – سوسيولوجية على جموع مقاتلي حزب الله او جمهور الجنوب اللبناني – في محاولةٍ شبه بائسة لإحداث واستحداث صورةٍ مضطربة في المشهد السياسي – العسكري .!
ما يعزّز ذلك في عدم توريط تل ابيب لنفسها بالقيام المفترض لهجومٍ كاسح على جنوب لبنان , فلا نتنياهو ولا مشتقّاته من الجنرالات وقادة الأحزاب الآخرين على استعدادٍ لتقبّل واستقبال ! صواريخٍ تدكّ مصانع غازات الأمونيا في حيفا او القريبة منها , ولا من دواعٍ تستدعي إدراج وذِكرِ أسماء المطارات ومحطات الكهرباء والمياه الإسرائيلية الأخرى اللواتي ستغدو اهدافاً منتخبة ومختارة لصواريخ المقاومة اللبنانية … والى ذلك فما يدعو او يستدعي لبعض القهقهة السياسية – الأمنية في دواخل هذا الصعيد وبواطنه الأخرى , فإنّ الأمريكان على تصوّر مسبق لكلّ ما ورد وما قد يرد بأشد واكثر , بما يفوق ويتفوّق على رؤى نتنياهو المضطربة , ولا سيّما ما تقوم به زوجته سارة , بما يُضاعف من تعقيدات المشهد السياسي الإسرائيلي ويصّبُ عليه من بعض الوقود اللامرئي للإعلام .! وبما يُجرّد المشهد السياسي الإسرائيلي القائم حتى بما يرتديه سياسيّاً , وسيّما اعلامياً .!