23 ديسمبر، 2024 2:44 م

تلك أدوات الفساد .. فمن ينكحها !

تلك أدوات الفساد .. فمن ينكحها !

لم يكن للعراق أن يصل الى مستوى أفسد دولة على وجه المعمورة لولا أدوات الفساد التي شرعن لها وجعلها سياقات ثابتة ونظام ادارة وتوجيه وتخطيط وتنفيذ و (تطنيش) ، شلة باغية مارقة فاسدة لم يكن يمثل العراق لها سوى أرقام متصاعدة تدخل في جيوبها وفي حساباتها المصرفية الأقليمية والدولية .. استطاعت وباقتدار أن تعطي جيش الفاسدين المساحة والغطاء لكي يصولوا ويجولوا بأموال هذا الشعب المسكين .

 

وأول تلك الأدوات ، هو سختجي القضاء وأس الأنحراف القضائي وأفسد قاضي عراقي على مرّ تاريخ العراق الثر ، المتناسي لقرب وقوفه عاريا أمام رب العباد ، المدعو مدحت المحمود .. الذي شرعن للفاسدين وحماهم من المسائلة والحساب ، ومن تحت عبائته خرجت أكبر سرقات العصر ، ومن تحت عبائته استطاع مزوروا الشهادات أن ينجون بأفعالهم ، بل وخرجوا منها وكأنهم منحوا شهادات عليا من هذا المحمود ، وتحت وصايته تم تأويل وتحريف مواد الدستور وبنوده من أجل رضى وسعادة السلطان ومن أجل عطاياه الغير محدودة .. ثم تأتي الأداة الثانية والتي لا يقل تأثير فسادها ودجلها عن ما وصل اليه العراق اليوم ، ألا وهو مقداد الشريفي مدير مفوضية الأنتخابات ، الذي استطاع بدهائة وخسته أن يدير الأنتخابات الأكثر تزويرا في العالم ، بشهادة المزورين انفسهم الذين ما زالوا يتباهون كيف أنهم حصلوا على أصواتهم بأموال السحت الحرام .. وبرغم عار هذا الشريفي إلا أنه خرج بعد هذه الأنتخابات وجيوبه وجيوب أقربائه مليئة بعشرات ملايين الدولارات المسروقة من لقمة عيش العراقيين وأموال أجيالهم .

 

اما الأداة الثالثة وربما الأخطر ، وهي بدون شك المفتشين العامين الموجودين في كل وزارة منذ حكومة علاوي ولحد هذا اليوم .. فكل وزير على اختلاف أساليبه في السرقه له مفتش عام يسنده ويسهل أمره بسرقة المال العام وفق اتفاقيات وقوانين سرية لا تعمل بها سوى المافيات والعصابات الدولية .. وأي حساب عسير لأي وزير فاسد ( ولا نزكي واحدا فيهم ) لابد أن يسبقه حساب مشدد لمفتشه العام .. بل .. ومن المنطقي محاسبة كل رؤساء واعضاء هيئة النزاهة .. وكل رؤساء وأعضاء لجنة النزاهة البرلمانية .. على امتداد الحكومات السابقة ، بعد أن كانوا سببا في هروب ترليوناتنا الدولارية بسرعة وكفاءة الى خارج البلاد ، وأيضا محاسبة هيئة ولجنة النزاهة (الحاليتان) لأنهما تجاوزتا في عملها فترة العام الكامل دون أن تروجا لملف فساد واحد .

 

ختاما نستشعر نحن العراقيين أن هؤلاء استغفلونا وضحكوا على ذقوننا واوصلونا الى ما وصلنا اليه من دمار وعازة وجوع وسوء حال وبطالة وذل ، ولن يشفي غليلنا حسابهم السريع الفوري المطلوب في محكمة الشعب الهادرة .. بل .. حقيقة .. نتمنى أن (يؤتى) هؤلاء من (أدبارهم) قبل احالتهم الى المحكمة لكي تبرد صدورنا وترتاح أكبادنا .. والأهم لكي يصبحوا قدوة لأقرانهم ، ويكونوا درسا بليغا لكل مسؤول وطني يخشى على (صُر..ــه) الشريف .