25 نوفمبر، 2024 9:37 م
Search
Close this search box.

تلقيت بطاقة دعوة لحرق جثة مهندس عراقي في لندن

تلقيت بطاقة دعوة لحرق جثة مهندس عراقي في لندن

تفاجأت صباح اليوم وأنا أتصفح الرسائل التي وصلتني عن طريق ساعي البريد, ببطاقة دعوة غريبة الشكل والمضمون,بعد أن فتحتها قرأت العبارة التالية “الدكتور فلاح القريشي, يسرنا أن تحضر عملية حرق جثة المهندس العراقي  ثامر خميس, يوم السبت المقبل, في العنوان التالي”.
 
التوقيع زوجته جانيت,
 
* أتصلت بجانيت وقلت لها “ثامر” مسلم ولايحق لكِ حرق جثته, وهذا يخالف الشريعة الإسلامية؟
 
– قالت : هو من طلب ذلك وكتبها في الوصية بخط يده!
 
* ذهبت وطلبت أن أشاهد الوصية للتأكد قبل أن يتم حرق جثة أبن وطني العراقي ثامر, الطامة الكبرى وجدت الوصية صحيحة وهو من طلب بذلك, وطلب أن يتم زيادة حرارة الفرن من 1800 الى 2000 درجة, حتى يتم الحرق بسرعة وإختصار الوقت على زوجته جانيت, وطالب أن يتم تسليمها رماد جثته لكي تضعه في “سندانة” ورد طبيعي داخل الدار.
 
* قدمت اعتذاري ل جانيت قلت لها لا يمكن لي أن أحضر هكذا عمل يخالف الشريعة الإسلامية , وإن حضرت ربما أنهار من هول الصدمة.
 
– تقبلت جانيت إعتذاري برحابة صدر ودون زعل.
 
* قلت لها لدي مقترح, أتكفل بدفنه في مقبرة المسلمين في لندن وحسب الشريعة الإسلامية, ويتم تشيعه من قبل أبناء الجالية.
 
– قالت لا أستطيع مخالفة الوصية, وإن وافقتك, المحامي سيرفض لأنه يمتلك نسخة منها.
 
* ثامر خميس, مهندس عراقي كان يعمل بدائرة الطرق في شمالي لندن, من محافظة الأنبار غربي العراق, تولد 1946, تقول زوجته أنه من عشيرة الدليم, هرب من العراق عام 1980 لأنه شيوعي ويخاف من بطش البعثيين, وتضيف جانيت إن ثامر كان في عزلة شديدة ولايختلط مع العراقيين خاصة بعد أن تعرض للضرب الشديد من قبل مجموعة من البعثيين عام 90 في لندن, وكان يمتلك صديق هندي هندوسي وصديق يهودي كبار السن يقضي أغلب الوقت معهم.
 
* معرفتي بجانيت كانت قبل ستة أشهر في”تسكوسوبرماركت” كنت أتكلم مع عائلتي بالعربي, تقدمت وسلمت علينا بالإنكليزية وقالت من أي بلد عربي أنتم؟ قلنا من العراق “فَرِحت” قالت هل أنتم مع صدام أم ضده؟ بنتي ذي الثمان سنوات أجابت نيابة عنا ب لا , فَرِحت جانيت, طلبت مني أن أزور زوجها العراقي وأكون صديقه لأنه لايمتلك أي صديق من العراق, وافقت وذهبت لزيارة ثامر خميس لكنه رفض مقابلتي كوني من العراق, اعتذرت جانيت وكانت في موقف محرج, قلت لها لا تهتمي أنا غير منزعج هو حر ولايحق لنا أن نفرض عليه شيء لايرغب به.
 
* قلت لعائلتي هذه الغربة حتى طريقة الدفن فيها تختلف, وَلَدي الصغير قال “هوَ لو بالعراق كان هم أحترق بسيارة مفخخة” قلت له كلامك صحيح, لكن في تلك الحالة يكون شهيد ويذهب سعيداً عن الله, وهذا هو الفرق.

أحدث المقالات

أحدث المقالات