7 أبريل، 2024 7:40 ص
Search
Close this search box.

تلعفر.. المشاية .. والحكومة الفاشلة

Facebook
Twitter
LinkedIn

جرائم التنظيمات الارهابية في العراق فاقت حد التوقع والتصورات,تتزايد فيها وحشية الطرق المتبعة في التنفيذ, وطبيعة ونوعية او طريقة اختيار الاهداف,ساحات تواجد عمال البناء …الاسواق الشعبية…الاماكن المزدحمة العامة…واخيرا مدارس الاطفال…الخ.
الجرائم الارهابية وتجاهل او عجز الحكومة والقيادة العامة للقوات المسلحة عن حسم المعركة مع الارهاب,شجع عصابات الجريمة المنظمة المتخصصة بالسرقات والخطف والابتزاز والمتاجرة بالبشر او بأعضاءهم على فتح جبهة ارهابية جديدة ضد الشعب,
فهناك قصص مروعة تظهر كل يوم على السطح, تروي لنا تاريخ دموية بعض شرائح المجتمع العراقي,وهي بالطبع مخلفات طبيعية لدوامة عنف دامت لاكثر من اربعة عقود عنيفة مر بها المجتمع,مابين حروب دموية طويلة الامد,وسلسلة متواصلة من التثقيف البعثي المعتمد والمدروس للشباب العراقي,وبين الاستزاف المنظم للثوابت القيمية للانسان العراقي ,وتعمد اشاعة ثقافة استرخاص الادمي, او الانتقاص او الاذلال المستمر للمواطنين,كانت شوارع العراق ابان ثمانينيات القرن الماضي تعج بجرائم العنف الاجتماعي,فكانت حالات القتال والمعارك المجمتعية تحصل بشكل يومي تقريبا,تستخدم فيها مختلف انواع الاسلحة البيضاء والحية(شتان بين مجتمع ماقبل ستينيات القرن الماضي المسالم نسبيا,وبين مايسمى جيل الثورة او البعث),
وقد ظهرت حالات عنف خطيرة بين شريحة الشباب مرتبطة ضمنا بوحشية  وقساوة حرب الثمان سنوات مع ايران, ايضاانتشرت حالات سيئة اخرىاستهدفت شريحة الاطفال,بعد عزوف اغلب الشباب الملتحق بالجيش في تلك الفترة من الزواج, خوفا من ذهاب هدية الشهيد الى الزوجة فيفلس الابوان منها,فمورست بحقهم اي الاطفال عمليات اغتصاب فاضحة وشبه علنية,تعلم بها الحكومة ,واحيانا المجتمع,ولكونها حكومة اولاد الشوارع(لانقصد بأولاد الشوارع الفقراء المشردين, بل تربية الشوارع المنحرفة) ,ولسقوطها الاخلاقي كانت تدير ظهرها لمثل هكذا عمليات,والتي باتت للبعض حوادث شبه عادية, ويبدوا ان البعض الاخر متفاجئ بقذارة جرائم البعث والعصابات الاجرامية,بينما لايزال مجرميهم  يخرجون لنا اطفال شواذ دون رادع ديني او اخلاقي او اجتماعي او حكومي,لكن في حقيقة الامر هذه الافعال المنافية للاخلاق والاعراف الادمية السوية, اصبحت طبيعية لشرذمة من الشباب المنحرف الضال ,وهم تركة ثقيلة موروثة وبقايا النظام البائد,هؤلاء تحالفوا مع البعث والارهاب التكفيري,فصارت جرائمهم سرطان يهدد الكيان الاجتماعي والوطني العراقي,
يدفع باحتمالية نشوب حرب طائفية جديدة الى الواجهة ,وهي من جهة اخرى استخدمت كحجة تتبجح بها الحكومة لتبرر عدم اتباعها اسلوب امني متطور  ومباشر ,يراد منه ان يشدد من قبضته على مناطق او منابع الارهاب.
الحكومة لاتستحي  من الفشل والتقصير مادامت الرواتب والمنافع الاجتماعية سائرة على اكمل وجه,لانها لاتبين للشعب صورة واقعية عن اسباب التدهور الامني   ,ولاتعطي اعذار مقبولة عن استمرار سوء الاداء,ولاتريد ان تقول ان قيادتها للملف الامني فاشلة,
ولم تكن خططها وادارتها للعملية الامنية سليمة .
منذ متى ومدينة او قضاء تلعفر ينزف…
بل الموصل والانبار وديالى ايضا,وهي مناطق في العرف الامني يجب ان تكون مقبرة للارهاب, لانه مكشوف و يتواجد فيها بقوة,
منذ متى وبغداد تنزف والدماء تملأ الشوارع……
يمكن القول ان الارهاب تفوق على الجهد الامني لان عملياته الارهابية في تزايد وتصاعد وتطور مستمر,هنا نحن لانريد ان نقلل من قدرات وانجازات الاجهزة الامنية المستهدفة من قبل العصابات الاجرامية,لكننا نتحدث عن بعض القيادات الامنية الفاشلة,فعندما يمر الارهاب من اي سيطرة عسكرية دون ان يقع في يد عناصر السيطرة,فالفشل في القيادة المسؤولة عن هذه النقاط الحساسة,
او عندما تأتي مجموعة ارهابية وتستهدف نقاط التفتيش ,وتتكرر العملية دون حل او تغيير في تكتيكات عناصر السيطرات الامنية,فهذا يعني ان القيادة المسؤولة فاشلة ايضا,وبالطبع عندما يتكرر سيناريوا التفجيرات الارهابية,فالمسؤلية تقع على عاتق القيادة الامنية,
فهناك سر عجيب غريب وغير مفهوم عن الحواضن الارهابية,فهي شبه محددة ومرصودة من قبل المواطنين ,وفي مناطق  معروفة متواجدة داخل المدن وتحت اعين الحكومة والشعب(تسمى المناطق الساخنة),لكنها تتحرك بحرية وتحت حماية بعض المسؤولين الفاسدين او الطائفيين
,السؤال المفترض ان تطرحه الحكومة او البرلمان على القيادة الامنية, لماذا لا نرى اية خطط امنية حديثة ومتجددة طارئة تستهدف تلك الاوكار الارهابية المحتملة,ماذا يمكن ان نطلق على هذه العملية او الحالة المستهجنة في الشارع,حالة عدم الاكتراث لحماية الشعب وملاحقة الارهابين بشكل فعلي ويومي ,
ايضا نقول ان هذه الاشارة لايستهدف منها الجهد الامني المنظور في الشارع,
ولكنها ترصد بشاعة الجرائم الارهابية ,وبساطة رد فعل القوات الامنية عليها,بحيث بات واضحا ان كوادر وزارة الداخلية والدفاع والاجهزة الاستخباراتية غير قادرة على تجديد الافكار اوالعطاء الامني او الوظيفي,ولاتملك الكفاءة والخبرات المطلوبة لمواجهة ومواكبة تنوع  وتغير وتطور العمليات الارهابية,
(ابان حكم البعث البائد,قتل في محافظتنا طيار, ومدير امن سابق, وبفترات متباعدة,كان رد فعل نظام صدام ,بأنه امر بتفتيش ونبش بيوت المحافظة جميعها,طيب اين رد فعل حكومة الديمقراطية الفوضوية الفاسدة
 على دماء الابرياء,بل ان اوربا وامريكا حاربت الارهاب,وقيدت حركة وحرية المسلمين في العالم لمجرد سقط عدد بسيط من ضحايا الارهاب,لايوازي مايسقط من ضحايا في شهر او شهرين من الارهاب في بلادنا),وهي غير جديرة اصلا بالمناصب الامنية العليا ,وهذه تعد واحدة  من افدح الكوارث السياسية المطبقة  في ادارة الوزارات الامنية,بعد اخضعت ارواح العراقيين للمحاصصة والتوافق الحزبي والاثني والطائفي والشخصي.
اما مشكلة مسير الزائرين(المشاية) ,ففي مثل هكذا اداء امني ضعيف,وصراع مرير مع الارهاب الداخلي والخارجي,لانعلم كيف تسكت المرجعية الشيعية عن هذه الشعيرة الغير واجبة,اليس من الحكمة والتعقل والانصاف ان تتحدث المرجعية عن ايقاف هذه الممارسات الطقوسية الخطرة,ليست العملية عملية تحدي لعدو ظاهر ومعروف,بل الناس تقدم اجسادها هدية سهلة للارهاب التكفيري ,وبالمقابل الاجهزة الامنية لايمكنها ان تتكفل او تتعهد بضمان سلامة اداء الالاف من الزائرين لشعيرة زيارة اضرحة اهل بيت ع النبي ص, وهي اعباء مضاعفة لجهد امني بدائي غير كامل……
ان الفشل الحكومي(البرلمان ومجلس الوزراء) يقف عقبة امام اية عملية جماهيرية جادة في اصلاح المسار الديمقراطي في البلاد,لانه يحارب بشكل او بأخر كل الاطروحات الوطنية المطالبة بتغيير نمط واسلوب وبرنامج عمل واداء ادارة الدولة,فهي تخاف وترتبك وتواجه بعنف اية احتجاجات او تظاهرات سلمية تخرج في الشارع,لمجرد المطالبة بشيء او بجزء من حقوقهم المشروعة,اضافة الى انها لاتسمح بمشاركة النخب العراقية المشتتة(نخب الداخل والخارج) في ايجاد حلول عملية لكل الازمات  السياسية والاجتماعية والوطنية,فهي الى الان لم تدعوا الى تشكل اية هيئات او مؤسسات ثقافية او اعلامية تربوية معرفية,تهدف الى مساعدة الحكومة والمجتمع في تخطي عقبات الفوضى  وانعدام الامن والاستقرار,والسماح لها بالعمل من اجل اعادة تأهيل الانسان العراقي المأزوم بالاحداث والذكريات الدموية المتوارثة,فالعراق بلد مستهدف عربيا واقليميا ودوليا,والامن ضرورة قصوى لاستعادة مكانته وفرض احترامه بين جيرانه……
ان نزيف الدم العراقي بارد في اعين الفاسدين,فمن يوقظ فورانه في ضمائر الاحرار,
يقتل الاطفال, وتقطع الاشلاء كالذبائح,وتسلب ارواح الناس عنوة,وترمل النساء,ويموت كبار السن غمدا على بلد اصابته العين الشريرة,ولاحياء او حياة لمن تنادي… لاشيء تغير…الارهاب باق….وهم باقون

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب