التكنوقراط هو المهني المستقل ، اي اللا حزبي المهني ، وبعمق اكبر فهو اللا اسلامي كما يفهمها البعض ، وكما تطبعت في عقول العامة ، فهو حكم مسبق بأبعاد اي مهني ذو خلفية إسلامية ، وفتح الباب لكل من أعلن براءته من الاسلام ! ، فقد جعله الفاشلون تهمة ، والتغيير الوزاري المرتقب حسب الرؤية العبادية ان يكون هو من يقدم الأسماء حصراً ، فهل سيذكره ملكاه الكريمين ان لا يأتي بهم من مشرب سياسي واحد ؟
خير مثال أمانة بغداد ماثل للعيان تحت يافطة التكنوقراط ، ويطيب لي ان اسميه تكنو _ دعوة ، فالتكنوقراط ماركة استُهلكت منذ سنين ، فسابقه دعى اليها أيضاً وكان من نتائجها الشهرستاني ( الخبير والبروفيسور النووي ) ، مصدر الكهرباء الى دول الجوار ! ، متناسين ان مشكلة العراق هي ليست مشكلة وزير متخصص او غير متخصص ، وانما هي مشكلة نظام كامل بكل ابعاده ورؤاه ومكوناته ، فأختزال الخلل في مسألة وجود التكنوقراط من عدمه هو التفاف على قضية الاصلاح وتسويفها واحتواء الغضب الشعبي بأساليب لن تقدم اصلاحاً كما هو منتظر منها ، بل ستزيد الوضع سوءاً ، وستدخلنا في مشاكل لا نهاية لها .
فوزراء السيد التكنوقراطي يجب عرضهم على البرلمان للتصويت عليهم واعطائهم الثقة ، فهل يعتقد ان كتل الوزراء المقالين سيصوّتون لبديل وزيرهم ؟! ، فلن يحصل الوزراء على اي صوت من الكتل المتضررة في مغامرة التكنوقراط المرتقبة ، فكان الاجدر به ان يفاتح كتلة الوزير الفاشل وان تقوم هي بتقديم البديل وفق معايير معينة ليضمن الغطاء السياسي لاصلاحاته ، واستمرار دعمهم له ، فأن سار في رؤاه وحيداً فلن يجد له من يسانده في نهاية المطاف ، وستثور الثائرة لتغيير رئيس الوزراء .
الفريق المرتقب وفق الرؤية العبادية هو فريق تكنوقراط ، فكيف يرضى هذا الفريق برئيس غير تكنوقراطي ؟ ، والمنطق يرجع قبح ترجيح المفضول على الفاضل ؟ فيجب ان يكون الفريق بكل افراده تكنوقراطياً ، حتى نضمن عدم تناقض رؤى ومطالب الاصلاح التي سيعلنها علينا الرئيس في خطابه الذي يسبق منتصف الليل عادة بقليل
ولا احد يعرف سبب اختيار هذا التوقيت ، فهل ينتظر أمين حزبه لينام حتى يتحدث بحرية ! ؟ او وحي ينزل عليه في هذه الأوقات ؟ بل هو ارتجال وتخبط وغياب الرؤية لما يجب ان يكون عليه الاصلاح .