رئيس الوزراء حيدر العبادي تبدو عليه علامات المستيقظ من نوم عميق وكل المؤشرات والدلائل تؤكد ذلك فقبل اشهر عديدة بل منذ عام تقريبا كانت التظاهرات وفتاوى مراجع الشيعة وعلماء السنة تحثه على تغيير حكومته واختيار حكومة جديدة الا ان العبادي لم يرد على احد آنذاك, اليوم يعلن فجأة وبدون مقدمات عن حكومة تكنوقراط! لكن تلك الحكومة الجديدة لن تخلو من وجوه قديمة عرفناها حفظناها ومللنا منها
يدور في اروقة ومقرات الحكومة حديث عن الانفراد بالسلطة من قبل الحزب الحاكم فالعبادي على ما يبدو اذكى من المالكي فها هو يشرع في تغيير الوجوه السياسية من الكتل الاخرى بوجوه من حزب الدعوة فالشهرستاني بدلا من ان يكون وزيرا للتعليم العالي سيأخذ مكان وزير الخارجية, بينما هناك انباء عن ترشيح شخصيات من حزب الدعوة لمناصب الوزراء المزمع تغييرهم, كما ان العبادي لن يجرؤ على تحدي الاكراد فسيغير زيباري بروز نوري شاويش, بينما يخطط للانفراد بالحكومة هو والدعوة حتى يوهم الناس بإصلاحات حزبية يبدو انه قد خطط لها مع اول لاستلامه السلطة وهذا هو السبب الحقيقي لدعم الدعوة له
الملفت في الامر ان التغييرات المزمع اجراؤها لم تصل الى اروقة حزب الدعوة بل على العكس ستزيد من حظوتهم وسطوتهم وربما تداركت الاطراف السياسية نفسها واعلنت ذلك بشكل واضح وقد ايدوا اصلاحاته لكن بشرطها وشروطها بمعنى ان يكون التغيير جذري وجوهري لا ان ينفرد بالسلطة ويبدل الدعوة بالدعوة!