23 ديسمبر، 2024 10:31 ص

تكنوقراط الكتل السياسية هل فيه خلاص العراق 

تكنوقراط الكتل السياسية هل فيه خلاص العراق 

يبدو أن مشكلتنا في العراق تشبه كثيراً مشكلة جُحا عندما كان يعُد حميره العشرة التي اشتراها وهو يمتطي إحداها فيجدها تسعة لأنه لم يعُد الحمار الذي يركبه وعندما ينزل عنه يجدها أصبحت عشرة وهكذا استمر يمتطي الحمار وينزل عنه وظل في حيرة من أمره ، وهذا هو حالنا في العراق فنحن وتحت وطأة ضغط الجماهير وإفلاس الدولة نحاول أن نعيد ترتيب أوراقنا ونعتقد أن خلاصنا سوف يكون في حكومة تكنوقراط تشكلها الكتل السياسية الحاكمة بعد سنوات الاحتلال في عملية خديعة كبرى للنفس ستكون نتيجتها تخدير مؤقت لبعض الوقت ينتهي وتعود الأوجاع أشد بعدها نكتشف أن المرض استشرى في البدن وأن لا علاج له .لقد مُزق وطناً كان جميلاً ، ولقد هُدرت ثروات وسُرقت ، ولقد تم التأسيس لطائفية تحرق الأخضر واليابس ، لأننا لم نكن صادقين في معالجة الأسباب التي تحطم الأوطان ، فعندما تختفي العدالة الإجتماعية ويحل بدلاً عنها الظلم والحيف فستكون النتيجة أن الفرد يكون غريباً في الوطن ويكون الوطن للأغراب ، وهذا ما حدث في عراقنا بعد الاحتلال ، وهذا ما حذر منه المرجع العراقي السيد الصرخي منذ زمن طويل في بيان الحذر الحذر من طائفية ثانية قبل سبعة سنوات قائلاً : ( يا شعبي العراقي الحبيب يا أبنائي وأهلي وعشيرتي وسندي في كل محافظات عراقنا العزيز يجب علينا جميعاً شرعاً وأخلاقاً وتأريخاً التضامن التام مع إخواننا وأهلنا وسندنا في المحافظات التي غُدر بها وغُصب حقها وسُلب إستحقاقها في وجود ممثلين مناسبين لهم في المجلس النيابي ولابد علينا جميعاً إثبات وطنيتنا وإرتباطنا بعراق الحضارات وشعب الأنبياء والأوصياء والأولياء والصالحين … فإذا بقي الحيف والضيم والظلم فعلينا أن نكون مع أهلنا ونتضامن معهم ) ويضيف قائلاً : (مع الإنتباه والإلتفات جداً إلى إننا نحذر ونحذر ونحذر ……. أن عدم التضامن أعلاه وعدم الوقوف بكل قوة وثبات لدفع الضيم عن الآخرين يعني المساهمة بل المشاركة في بذر وزرع وتأسيس وتحقيق وتثبيت فتنة الطائفية المهلكة المدمرة وإعادتها من جديد وبشكل أخبث وألعن من سابقتها التي كفانا الله شرها وسيكون الجميع قد شارك في هذه الفتنة وكان عليه كل وزر وإثم يترتب عليها من تكفير وإرهاب ومليشيات وتقتيل وتهجير وترويع ………. فالحذر الحذر الحذر ………. ولا أنسى التنبيه والإلفات إلى أنه لا خلاص للعراق والعراقيين من هذه المهازل والفتن المهلكة والفساد المستشري المدمر لا خلاص إلا بتغيير ما في النفوس والتحرير من قبضة جميع المفسدين من كل الطوائف والقوميات والإثنيات المتسلطين طوال هذه السنين فالحذر الحذر الحذر ….. وأسأل الله تعالى الخلاص للعراق وشعب العراق المظلوم ) . ورغم مرور كل تلك السنين على هذه التحذيرات إلا أننا نجد الشعب العراقي وكتله ورموزه ما زالت تشبه جُحا في حساب حميره مع أن الخلاص واضح في التحرر من هذا النظام السياسي البائس الذي ثبت فشله ، ومع كل هذا العزوف عن تلقف الحلول المطروحة إلا أن المرجع العربي الصرخي الحسني لم يترك هذا الوطن وأهله بدون وضع اليد على الجرح بطرحه مشروع الخلاص لخلاص العراق والمنطقة من النفق المظلم ووضع القدم على البداية السليمة لكي يعود العراق لأهله ويسوده الأمن والسلام في ظل دولة العدالة الاجتماعية بعيداً عن تدخل الدول الأخرى وخصوصاً جار السوء إيران