بسببِ جسامةِ الموضوع وبعض المعلومات الواردةِ فيه , فقد كانت هنالك اربعة عناوينٍ اُخريات مُرشّحة لتتصدّر عنونة هذا المقال , وهنَّ
على التوالي :
اسرار كيميائية تتعرّى في سوريا
عمليةُ ” ستربتيز ” كيمياوية في بلاد الشام
حقائقٌ تتكشّف في حلكة الإعلام
مفاجأتٌ لا تفاجئ في جمهورية سوريا العربية
وفي الواقع فقد كانت هنالك منافسة غير ودّية بين تلكُنَّ العناوين لتبوّؤِ هذا الموقع , إنما لجنةُ تحكيمٍ معنوية تشكّلت منْ خلاصةِ علم الإعلام , ومنْ عُصارةِ مفرداتِ الأدبِ العربي إرتأتْ لإستخلاصِ هذا العنوان ” اعلاه ” منْ اكسير تلك العناوين
فقد كشفتْ نتائج التحقيقات التي اجرتها لجنةدولية خاصة تابعة للأمم المتحدة بشأن استخدام اسلحة كيمياوية ضد ” المدنيين ” في غوطة دمشق في 21 من شهر آب الماضي : أنَّ آثار غاز ” السارين ” قد وُجِدت في العيّنات التي جرى اخذها من اجساد ” الناجين ” فقط , بينما انعدم وجودها في البيئة التي قيل انها كانت مسرحا للهجوم الكيمياوي .! وتُشكّلُ هذه النتيجة >مفارقه مذهلة غير ممكنه منطقيا إلاّ ضمن شروط معيّنه من شأنها قلب الصورة رأساً على عقب ثمّ عقباً على رأس< ! . وذلك وفق ما أكّده مصدر رفيع المستوى في مكتب السكرتارية التقنية لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية التي اشرفت تقنيّا على التحقيق وشاركَ خبراؤها فيه على نطاقٍ واسع, وذكر هذا المصدر الذي شارك في مراجعة التقرير النهائي للجنة التحقيق قبل اقراره رسميا وإرساله الى مجلس الأمن الدولي في الشهر الماضي, إذ قال: ” انّها المرّة الأولى التي يحصل فيها هذا الأمر.! وليس فقط في تأريخ التحقيقات التي اجرتها المنظمة منذ دخول معاهدة حظر الأسلحة حيّز التنفيذ في سنة 1977 , بل وفي تأريخ التحقيقات الدولية إجمالاً ” , ذلك انّ المنطق هو ان يتلازم وجود المادّه الكيميائية ” الحديث هنا عن غاز السارين ” في العيّنات المأخوذه من الضحايا والبيئة الجغرافيه التي كانوا فيها والتي كانت مسرحا لهجومٍ كيمياويٍّ مفترض , او إنعدامها في نوعَي العيّنات معا . ! , واوضح هذا المصدر الأممي اكثر من ذلك بقوله : – إنّ المحققين الدوليين زاروا مكانين إدّعت المعارضة انهما كانا بالذات المنطقتين المستهدفتين للهجوم الكيمياوي المزعوم , كما حصّل المحققون على عيّناتٍ من ” دماء وإدرار ” اشخاصٍ , قيل انهم ناجون من الهجوم , ومن ملابسهم ايضا ومن بيئة المكانين , وذلك بعد ان قضوا ما مجموعه نحو تسعِ ساعاتٍ متواصلة في جمع العيّنات , وقد جرى تحليل تلك العيّنات وفق اكثر الطرقِ تطوّرا في المختبرات الأوربية , لكنّ النتيجة جاءت سلبية فيما يتعلّق بالبيئة التي تجوّل فيها المحققون بحرّية تامّة , بينما كانت النتيجة ايجابية فيما يتعلّق ب : ” دماء و إدرار ” الضحايا الناجين دون ملابسهم التي كانت نتائج تحليلها سلبية ايضا في معظم الحالات , واضاف المصدر : هنالك تفسير واحد لهذا ” اللغز ” وهذه ” النتائج ” غير المنطقيه , هو انّ الضحايا الناجين الذين قدّمتهم المعارضه للمحققين كانوا عبارة عن ” ضحايا مفتعَلين .! جرى تقديمهم للمحققين عمدا , او انهم ربما تعرّضوا فعلا لغاز السارين ولكن في منطقة اخرى غير التي زعموا انها كانت المنطقه التي حدثت فيها الهجمات الكيمياوية .! , ولدى سؤال المصدر الأممي عن امكانية إعداد ” ضحايا مفترضين ” من خلال تلويثهم عمدا بالسارين بغية التضليل , فأكّد : بأنّ الأمر ممكن عمليا من خلال تلويثهم بنسبٍ غير قاتلة , إلاّ أنّ هذا يقتضي خبرة ومعرفه غير عادييتين , ولأجل معرفة ما حصلَ بالضبط وبالتالي تفكيك هذا ” اللغز ” فيجب نبش المقابر التي جرى فيها دفن الضحايا المفترضين , وأخذ عيّنات من رفاتهم , ليس للتأكّد من وجود السارين في جثثهم فقط بل لأجراء مطابقة بين الحمض النووي الخاص بهم وبعائلاتهم من الناجين للتأكّد من انهم فعلا من ابناء المنطقه التي ” وقعت فيها الواقعه ” كما يجب اجراء تحقيق جنائي اوسع نطاقاً لكشف عملية الخداع والتضليل المفترضه . إنَّ هذه ” المفاجأة ” تعيد الى الأذهان حقيقه لافته للنظر , وهي انّ المعارضة السورية في منطقة الغوطة فشلت في إثبات حصول عملية دفن للضحايا تشمل اكثر من ” ثمانية ” اشخاص , فالشريط الوحيد الذي قدّموه للمحققين ولوسائل الإعلام يُظهِر عملية دفن ثمانية ضحايا فقط من اصل اكثر من الف واربعمائة ضحية زعموا انهم سقطوا في المجزرة . ! وكان من الملفت للنظر ايضا أنّ الشريط يُظهر عملية حفر مقبرة جماعية بالجرّافات تتّسع للمئات , ولكن جرى ردم المقبرة على ثماني جثثٍ فقط . !! , وهو ما يطرح فرضيّة اخرى هي ان يكون معظم مَن ظهروا على الأشرطة على انهم ” ضحايا ” , إنما كانوا مُخدّرين لغاية التصوير فقط , لا سيّما انّ معظمهم لمْ تكن تظهر عليه ايّة آثار للتعرّض لهجوم كيمياوي , او انهم قد جرى قتلهم في مكانٍ آخرٍ بطريقةٍ ما . ! هذا بالإضافةِ الى أنّ تسعة اعشار الجثث , إنْ لمْ يكن جميعها قد خلت اكفانها من الأسماء , وجرى وضع كلمة ” مجهول ” على الكفن .! فهل يعقل ان يكون هؤلاء مجهولين لأهالي المنطقة التي يعيشون معهم فيها . . وازاء كلّ ما ورد في اعلاه عن طرقٍ مبتكرة ومتطوره في التضليل و التزييف التقني , التي مارستها المعارضه السورية , وما نلمسه ونلحظه من تعتيمٍ شديد الحلكه للإعلام العربي ” والذي تهيمن وتسيطر عليه بالمطلق بعض دول الخليج العربي ” , تجاه ما يذهل الرؤى والمسامع لما يجري في سوريا , بل انّ هذا الإعلام قد بلغ مستوىً من التدنّي في غضّ النظر والتغافلِ والتجاهل عن تغطية او حتى الإشارة الى اية اخبارٍ يتوقف أمامها المتلقّي العربي , إذ وبقدر تعلّق الأمر بما ورد من معلوماتٍ جديدةٍ في – اعلاه – من صلة , فَلَمْ تُشر ولم تتطرّق وسائل الإعلام العربية أنّ محكمة ” أضنه ” التركية اصدرت مؤخرا قرارا بتوجيه الإتهام الى مجموعة من الأتراك ومن جنسياتٍ اخرى ” ! ” جرى اعتقالهم في ” أضنه ” حيث تم العثور بحوزتهم على كمية من غاز السارين المحظور , وقد ثبت الإتهام انّ هؤلاء الأعضاء ينتمون الى جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة , لكنّ المفاجأة انّ القضاء التركي المركزي افرج عن هؤلاء المتهمين لاحقا .!!! وهكذا ينبغي على الرأي العام العربي ان لا يطّلع على على مثل هذه الأخبار وفق رؤية القائمين والذين يتحكّمون بدفّة وسائل الإعلام العربية هذا , وفي حديثٍ منفصل – ومتّصل عن مجمل موضوعنا هنا والذي كانَ للأسلحة الكيمياوية فيه حصّة الأسد , وبقدر تعلّق الأمر بكلا الجانبين اللغوي والعسكري بعبارة ” الأسلحة الكيمياوية ” في اللغة العربية وفي ما يقابلها في اللغات الأوربية -CHEMICAL WEAPONS – ,فأنَّ هذه التسمية قد إبتدأت ونمت وصارت خطأً شائعاً للأسف , فليس هنالك شيئ اسمه سلاح كيمياوي , بل توجد ذخيرة او عتاد مُعَبَّأة بمواد كيمياوية وانما يجري إطلاقها على شكل قذائف يجري اطلاقها بواسطة المدفعية او إلقائها من الطائرات الحربية او عبر رؤوس الصواريخ , وهذا الإطلاق هو بواسطة الأسلحة التقليدية وليس بما يسمى خطأً – اسلحةً كيمياوية …